بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
مرة أخرى، تتجه أنظار العالم اليوم إلى مصر.. إلى مدينة شرم الشيخ، فى اقصى جنوب سيناء على البحر الأحمر، بمناسبة انعقاد «قمة شرم الشيخ للسلام» التى تستهدف إنهاء العدوان الإسرائيلى على غزة - أو كما قيل بتعبير أكثر دبلوماسية ..«إنهاء حرب غزة!» - وإحلال الاستقرار والأمن فى المنطقة. ووفقا لما أعلن رسميا، فسوف يرأس تلك القمة، الرئيس عبدالفتاح السيسى، والرئيس الأمريكى دونالد ترامب، أما المسئولون وقادة الدول الأخرى الذين أكدوا حضورهم (وفقا لما قرأت حتى لحظة كتابة تلك الكلمات) فهم يشملون: الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، ورئيس الوزراء البريطانى كير ستارمر، والرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، والمستشار الألمانى فريدريش ميرتس، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلونى، ورئيس الوزراء الإسبانى بيدرو سانشيز، والرئيس التركى رجب طيب أردوغان، والرئيس الإيرانى مسعود بزشكيان ورئيس الوزراء الباكستانى شهباز شريف. أما من القادة العرب، فقد تأكد حضور الملك عبدالله الثانى، والعاهل البحرينى حمد بن عيسى. حسنا، لاتزال أخبار المشاركات فى قمة شرم الشيخ تتوالى إلا نيتانياهو..! وذلك سؤال جدير بتوجيهه بوضوح للرئيس ترامب، الذى سوف يبدأ حضوره فى المنطقة بزيارة إسرائيل، وإلقاء خطاب فى الكنيست بها، قبل أن يأتى إلى شرم الشيخ! وكما يرصد بعض المحللين فإن نيتانياهو لم يوقع ذلك الاتفاق إيمانا بالسلام، أو تسليما بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى وإنما لاستمرار بقائه فى السلطة، فى مواجهة تهم الفساد التى تطارده، فضلا عن أنه مطلوب للمثول أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية! وفى هذا المناخ، فإن دعوة مصر لقمة شرم الشيخ اليوم، إنما تنطوى على تأكيد لرسالة لها مغزاها للعالم كله، وهى مركزية وأصالة ورسوخ الموقف المصرى من قضية السلام، فى مواجهة سياسة عدوانية عنصرية كانت ولاتزال تطبع السياسة الإسرائيلية فى ظل حكم نيتانياهو!.