بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
أتوقف – مؤقتا- هذا اليوم، عن متابعة القضايا والمشكلات والمآسى التى نعاصر أخبارها اليوم كل ساعة، سواء أكانت قريبة منا،على رأسها بالقطع العدوان الإسرئيلى العنصرى البشع على فلسطين، خاصة فى غزة، أو فى أماكن أخرى بعيدة، تضج بأنبائها وسائل الإعلام من سياسات ترامب الحمائية إلى ردود الفعل الصينية القوية، وحتى أخبار وتطورات الحرب الدامية بين روسيا وأوكرانيا... أقول، أتوقف هنا ولابد أن أتوقف لإحياء عيد مصرى جدا، وقديم جدا، هو عيد «وفاء النيل»! الذى يحل يوم غد (الجمعة 15 أغسطس). لقد كنا (أقصد أبناء جيلى) نحتفل فى أيام طفولتنا وصبانا بعيد وفاء النيل، والذى كان يحل مع موسم الفيضان، قبل بناء السد العالى... وأتمنى مخلصا أن تلقى هذه المناسبة الجميلة الاهتمام والاحتفاء والاحتفال الذى تستحقه! فهل هناك ماهو أجمل وأعظم من النيل الذى هو فى الحقيقة شريان حياة المصريين، وسند حضارتهم العظيمة منذ آلاف السنين.؟ إنها الحقيقة التى سجلتها المقولة الخالدة: «مصر هبة النيل» التى أطلقها، من يلقب بـ «أبو التاريخ» المؤرخ اليونانى العظيم هيرودوت، أى لولا النيل لما كانت مصر، وأن مصر هى هدية النيل لأهلها، وللحضارة البشرية منذ فجر التاريخ! لقد سافرت إلى بلدان عديدة، ولكننى لا أنسى بالذات زيارتى لمنابع النيل عند بحيرة فيكتوريا فى أوغندا، حيث قرأت لافتة كبيرة تقول «من هنا ينبع النيل». فسرت فى جسمى رعشة هيبة وتأثر لا أنساها أبدا! فهل بعد ذلك نستغرب ولعنا نحن المصريين بالنيل، والاشعار والمواويل والأغانى التى تشدو وتغنى للنيل..، وهل هناك مكان لدى أبسط المصريين وأفقرهم من التمشية على شط النيل أو كورنيش النيل..، وهل هناك حلم لدى سراة وأغنياء المصريين أفضل من شقة على النيل، وهل هناك وجهة لكل سائحى مصر، تنافس كنوز حضارتها، ومناخها، غير نهر النيل. وهل هناك فندق فاخر فى مصر إلا أن يكون على النيل... وبعد ذلك كله، هل هناك خطيئة بل وجريمه تناظر تلويث مياه النيل . أيها المصريون فلنحتفل كلنا غدا بوفاء النيل!