بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
يوم غد، الجمعة (14 نوفمبر) يوافق ذكرى مولد المفكر والأديب والكاتب المصرى الأشهر، د. طه حسين، فى مثل ذلك اليوم من عام 1889.. (والذى لقى ربه فى عام 1973). إن طه حسين هو – بكل جدارة - أحد أبرز الشخصيات فى التاريخ المصرى الحديث، ربما عرفه الشخص العادى، أو سمع باسمه، من خلال بعض الأفلام مثل دعاء الكروان والحب الضائع وظهورالإسلام.، وربما درس الطلاب فى المراحلتين الإعدادية أو الثانوية، فى بعض الأحيان، بعض كتاباته مثل الشيخان، وعلى هامش السيرة ...إلخ. ولكن ما الذى تعرفه الأجيال الجديدة عن طه حسين الآن...؟ إننى فى الحقيقة أخشى إذا سئلت عينة عشوائية من شباب اليوم عن طه حسين،أن نسمع ردودا لا تسرنا على الإطلاق! ولذلك فإننى أعتقد أن قصة حياة طه حسين نفسها، قبل أى من أعماله العديدة، تستحق الدراسة والتعلم والاتعاظ، والتى سجلها بأسلوب أدبى رائع فى «الأيام» .إن قصة الطفل طه، الذى كان السابع من بين ثلاثة عشر ابنا، لموظف رقيق الحال، فى قرية «الكيلو»، التابعة لمركز مغاغة فى إلمنيا، والذى أصيبت عيناه بالعمى، نتيجة علاج خاطئ لرمد أصابها من حلاق الصحة! والذى ألحقه أبوه بالأزهر! ليشعر بالضيق مما رآه من تخلف الدراسة وعقم المنهج... فاتجه للالتحاق بالجامعة المصرية عندما فتحت أبوابها فى 1908 وحصل على الدكتوراه عن الشاعر العربى أبوالعلاء المعرى فى 1914.ثم كانت بعثته إلى جامعة مونبلييه فى فرنسا فى نفس العام، بداية الانطلاقة الكبرى فى مسيرته، التى ظهرت فيها الفتاة الفرنسية السويسرية الجنسية، «سوزان بريسو» التى وقفت بجانبه وساعدته بنبل رائع وفريد، على الإتقان الكامل للفرنسية واللاتينية، وأسبغت على علاقته بها بعدا إنسانيا وعاطفيا رائعا، فطلب الزواج منها، حاملا لها حبا عميقا.. عبرعنه بكلمات بليغة صادقة، وجميلة.. «منذ أن سمعت صوتها..، لم يعرف قلبى الألم»!