بقلم : أسامة الرنتيسي
لا تزال وكالة “بقولو..” تتصدر وسائل الإعلام في إصدار الأخبار وتوزيعها برغم التطور الهائل الذي وقع لوسائل الإعلام وتنوعها، والتطور الذي حصل في مملكة السوشيال ميديا.
أكثرُ من 90 % من الأخبار والقصص والمعلومات والأسرار والروايات التي يتداولها الناس بمستوياتهم كافة مصدرها “بقولو”….
ومن هم الذين بقولو، لا أحد يُتعب نفسه ويدقق في مصادر الأخبار، وماذا بقولو.
تصل إلى هواتفنا الذكية الأخبار الغبية من خلال الجروبات الكثيرة التي نتشارك فيها أخبار ومعلومات واتهامات وأسرار، وعندما تحاول أن تبحث مع مرسل الخبر عن المصدر يفاجئك بردّه:”بقولو”….
وعلى قاعدة بقولو…إسمعو النشرة الإخبارية التالية…
• تغييرات ستطال موقعين قياديين حساسين تأخرت كثيرا وتأجلت أكثر من مرة ..بقولو..
• حل حزب جبهة العمل الإسلامي كما سرب زميل كاتب كنوع من جس النبض لمعرفة حجم ردة الفعل والقرار على طاولة صاحب القرار..بقولو…
• مشروع قانون العفو العام لن يرى النور قريبا فالحكومة لا تفكر أبدا فيه وليس على أولوية قرارات الدولة…بقولو…
• تعديلات متوقعة وقريبة على قانون الجرائم الإلكترونية بعد توضيحات متعلقة بالحريات العامة ونقد الشخصيات وهُوية المملكة…بقولو.
• في الطريق اندماجات كثيرة بين الأحزاب الأردنية، خاصة الجديدة، فالأحزاب القديمة اليسارية والقومية لا تفكر ابدا بالاندماجات ومكتفية بلجنة التنسيق العليا…بقولو…
* رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان يطبخ على نار هادئة جدا تغييرات عميقة تصحح مسار الفريق الاقتصادي…. بقولو….
• استيراد زيت الزيتون لا يزال موضوع ضغط من وزارة الزراعة على المزارعين حتى لا يتغولوا برفع أسعار الزيت كثيرا، ولم تفعل خطوة عملية في قرار الاستيراد..بقولو…
* صخب عام في أداء كتلة الإصلاح النيابية تحت القبة بسبب تخوفات دائمة من أن يتسببوا في تعطيل الحياة البرلمانية وحل مجلس النواب، والسبب الثاني أن أعضاء الكتلة يحصلون شهريا على رواتب أكثر من 100 ألف دينار هم بحاجة لها،…بقولو….
هل نكمل نشرة بقولو أم نكتفي بهذا الموجز هذه المرة…..
من وجع أقول: مع أنّ خيبة الأمل لا تصنع سياسةً، لكنّ المتابع للحياة السياسية في الأردن يشعر بخيبة أمل من كل شيء.
فالأداء مرتبك، ولا يدري المرء إلى أين تسير الأمور؛ وكلٌ في حالة انتظار وترقب، وكلٌ يضع كفه على قلبه من قابل الأيام.
ما دامت السياسة في بلادنا تُصنع من دون خطط وتقاليد وأعراف يطّلع عليها المواطنون، ويعرفون أهدافها وآلياتها واستراتيجياتها، فلن يستطيع اي محلل سياسي أو خبير استراتيجي الإجابة على سؤال أي مواطن، لِمَ تتضاءل الثقة بين المواطن والحكومة يوميا، ولا تؤخذ الروايات الحكومية على محمل الجد.
الدايم الله….