بقلم : عمرو الشوبكي
توقع الكثيرون فوز خالد البلشى لدورة ثانية فى انتخابات نقابة الصحفيين، ولم يتوقعوا أن يكون الفارق كبيرًا مع منافسة النقيب الأسبق ورئيس مجلس إدارة الأهرام السابق عبدالمحسن سلامة، حيث حصل على 3346 صوتا فى مقابل 2562 صوتا حصل عليها سلامة وبفارق وصل لحوالى 700 صوت.
ورغم أنه تاريخيا ومنذ عصر الراحل الكبير إبراهيم نافع عرفت النقابة تنافسًا تقليديًا بين تيار مرتبط بالدولة وعادة ما يقول إنه سيقدم خدمات أفضل للصحفيين ويعرض شققا ويرفع قيمة البدل، وبين تيار آخر عرف باسم تيار الاستقلال ولم يعاد الدولة، إنما اعتبر أن النقابة ساحة للتفاوض وأحيانًا الضغط على الدولة لتحقيق مكاسب للصحفيين والحفاظ على حرية الصحافة، وكان أبرز رموزه المعاصرين النقابى والصحفى الكبير جلال عارف.
وقد استمرت هذه الثنائية بصور مختلفة مع يحيى قلاش وخالد البلشى يقابلهما مرشحون من التيار الآخر كان آخرهم خالد ميرى فى الانتخابات السابقة وعبدالمحسن سلامة فى هذه الانتخابات.
والحقيقة أن نتيجة انتخابات أمس الأول تقول إن المشكلة لم تعد أساسًا فى أسماء مرشحى التيار المرتبط بالدولة إنما فى الصيغة نفسها وإنه لم يعد واردًا أن تكون هناك خدمات أو دعم يقدم للصحفيين بمعزل عن الأوضاع العامة فى البلد ومشاكل الصحافة والصحفيين يمكن أن ينجح مرشحًا.
إن رسالة الصحفيين فى هذه الانتخابات كما فى السابقة تقول إنه مهما تغيرت أسماء المرشحين المرتبطين بالدولة أو القادمين من المؤسسات القومية فإن النجاح لن يكون حليفهم كما كان يحدث غالبا فى الماضى حين كانت الصحافة القومية تمتلك أغلبية مريحة فى الجمعية العمومية وكان هناك هامش واسع لحرية الصحافة، وهو ما تغير حاليًا وأصبح اختيار أحد أبرز الأسماء المعبرة عن التيار المدعوم أو المرتبط بالدولة مثل عبدالمحسن سلامة بتاريخه النقابى ورئاسته لأكبر مؤسسة صحفية فى مصر (الأهرام) عوامل تكفى لنجاحه، كما كان يحدث مع إبراهيم نافع، بالإضافة لأسباب أخرى تتعلق بدعم أسماء «تخسر» أو تخصم من رصيد أى مرشح فى أى انتخابات، بجانب الكفاءة والأداء المتميز الذى قدمه خالد البلشى على مدار عامين وأعاد إحياء دور النقابة بشكل عاقل وبنفس إصلاحى مؤثر.
لقد حدث تغير فى التركيبة الجيلية للجمعية العمومية للصحفيين وفى طموحات الصحفيين مثل معظم شرائح المجتمع المصرى وبالتالى باتت المشكلة فى المعايير والأطر التى يتحرك فيها المرشح المرتبط بالدولة والتى باتت فى معظمها تمثل عبئًا عليه وحتى الجوانب التى تبدو فى صالحه (الخدمات) لم تعد مقنعه لأغلب الصحفيين، فكانت النتيجة ما شهدناه أمس الأول.
مبروك فوز خالد البلشى ومحمد سعد عبدالحفيظ وحسين الزناتى وإيمان عوف والآخرين، وحظ أوفر لفيولا فهمى وعمرو بدر وكل من كانوا قريبين من الفوز بمجهودهم ولم يوفقوا.