حوار صامت 3
مجلس الأمن يبحث تثبيت وقف إطلاق النار في غزة وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الانخفاض مجلس الوزراء اللبناني طالب الدول الضامنة بالضغط باتجاه تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية مع إسرائيل مجلس السيادة في السودان ينفي وجود مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بين الجيش وقوات الدعم السريع في واشنطن دولة الإمارات تدين مصادقة الكنيست الإسرائيلي على مشروعي قانونين لفرض السيادة على الضفة الغربية المحتلة نتنياهو يشيد بدور ترامب في التعاون مع الدول العربية للمساعدة في إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين من غزة أحياء وزير الخارجية القطري يؤكد ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية لضمان تطبيق اتفاق غزة بما يحقق السلام المستدام والاستقرار في المنطقة ألوية العمالقة في اليمن تعلن ضبط سفينة إيرانية محملة بأسلحة ومنتجات إيرانية كانت متجهة إلى الحوثيين قرب باب المندب وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر يقول إن الولايات المتحدة هي أعظم صديق لإسرائيل ويعبّر عن امتنانه لإدارة ترامب على دعمها المستمر زلزال بقوة 4.5 درجة يضرب جزيرة رودس اليونانية
أخر الأخبار

حوار صامت (3)

حوار صامت (3)

 العرب اليوم -

حوار صامت 3

مصطفى الفقي

"كلام ساكت" تسمية اخترعها السودانيون، وهى عبارة ذات معنى مزدوج يراها قلة منهم أنها تشير إلى الكلام الفارغ الذى لا جدوى منه، بينما تراها الأكثرية تعبيرًا عن المعانى العميقة وراء الكلمات المرسلة، ونحن نميل إلى هذا التفسير الذى جادت به العبقرية السودانية وجعلته أقرب إلى مفهوم «الحوار الصامت» الذى اتخذناه عنواناً لهذه السلسلة من المقالات، والشىء بالشىء يذكر، لذلك فسوف نخصص السطور القادمة للحديث عن لقاء مع معالى وزير خارجية «السودان» الحالى، الأستاذ الجامعى الدكتور «إبراهيم غندور»، حيث تلقيت دعوة كريمة من السفير «عبدالمحمود عبدالحليم» للحضور إلى «دار السودان» بحى «المعادى»، حيث يقيم السفير السودانى، وقد احتشد المدعوون من خلال مجموعة منتقاة من الشخصيات العامة وكبار المثقفين، يتصدرهم الدكتور «عصام شرف»، رئيس الوزراء الأسبق، والسيد «عمرو موسى»، وزير الخارجية الأسبق، وأمين عام جامعة الدول العربية السابق، والسيد «نبيل فهمى»، وزير الخارجية السابق، والأستاذ «مكرم محمد أحمد»، نقيب الصحفيين الأسبق، والأستاذ «يحيى قلاش»، النقيب الحالى، كما كان من بين المدعوين صديق شخصى للوزير السودانى، وهو الدكتور «سيد البدوى»، رئيس «حزب الوفد»، مع صديق آخر هو الدكتور «ماجد الشربينى»، المحامى، ولفيف من رجال الصحافة، يتقدمهم رئيس تحرير «صحيفة الشروق»، وبعض كتاب الأعمدة والمهتمين بالشأن السودانى، وفى مقدمتهم الكاتبة الصحفية «أسماء الحسينى» من «جريدة الأهرام»، كما لفتت أنظار الجميع بمداخلتها الواعية الدكتورة «أمانى الطويل»، الخبيرة المعروفة بالشؤون الأفريقية، وقد حضر اللقاء أيضاً عدد من رموز العمل السياسى والدبلوماسى من «السودان» الشقيق، ولابد أن أعترف بأن شخصية الوزير السودانى قد أزاحت عن صدرى هموماً كبيرة، فالرجل وحدوى النزعة، أفريقى التوجه، عروبى المشاعر، سودانى بهوى مصرى، يذكرنا بالرموز التاريخية فى عصر «وحدة وادى النيل»، وعندما جاء دورى فى الحديث كنت قد ابتلعت قرصاً للصراحة لمواجهة صداع الهواجس التى تعتادنى حيناً بعد حين حول العلاقات المصرية- السودانية، وشجعتنى شخصية الوزير المتفتحة والمنفتحة لكى أقول ما أريد بلا غطاء دبلوماسى أو عبارات ملتوية كما تفرض علينا الظروف أحياناً، لقد عبرت للوزير السودانى عن المرارة التى يشعر بها كثير من المصريين من إحساسهم بانحياز الموقف السودانى لسياسة الأمر الواقع الإثيوبية والمتعنتة فى موضوع «سد النهضة»، رغم أن الخطر المحتمل على «السودان» من هذا «السد» لن يقل عن الخطر المحدق بـ«مصر»، وأثرت معه موضوع «حلايب وشلاتين»، وقلت له: طالما العلاقات طيبة فنحن «أخوة وحبايب»، وعندما يتعكر صفوها قليلاً نقول «شلاتين وحلايب»!. وأثرت معه موضوع المبالغة والتهويل حول معاقبة بعض السودانيين أسوة بغيرهم من المصريين بسبب بعض الجرائم أو المخالفات، وكيف يحتشد الرأى العام السودانى ويرتفع صوت الإعلام فى «الخرطوم» بالتهويل بل والتحريض على «مصر»، ولقد كان الرجل صريحاً وواضحاً فقد قال إن موقف «السودان» هو ألا تضار «مصر» من جراء بناء هذا «السد الإثيوبى»، لأن أى ضرر يلحق بـ«مصر» يلحق مباشرة بـ«السودان»، فـ«مصر القوية» دعم لـ«السودان»، كما أن «السودان القوى» دعم لـ«مصر»، وأضاف أن «المباحثات السداسية» قد دخلت مرحلة من الجدية والصراحة والتطرق إلى التفاصيل بشكل يوحى باحتمال التوصل إلى اتفاق تقبله الأطراف الثلاثة، وقال إن البعض فى «القاهرة» يظن أن «السودان» وسيط فى هذا الشأن، بينما هو طرف مباشر شأن «إثيوبيا» و«مصر»، أما بالنسبة لـ«حلايب وشلاتين» فقد قال إننا ناقشنا من قبل، وفى مناسبات مختلفة وبصراحة كاملة، أبعاد هذه القضية وتوصلنا إلى إمكانية استخدامها كمنطقة تكامل إنتاجى بين البلدين، وأكد أنها تثور فى لحظات فتور العلاقات بين البلدين التوأم، أما بالنسبة للمواطنين السودانيين فى «مصر»، وهم عدة ملايين، فإن هناك أصواتاً عاقلة فى «السودان الشقيق» رفضت تهويل هذا الأمر، حتى إن 25 برلمانياً سودانياً من بين 27 دافعوا عن «مصر»، وأضاف ولكن مصرع 20 سودانياً وهم يتسللون إلى «إسرائيل» كان خبراً حزيناً. وقلت له على الفور إن السلطات المصرية لم تقتلهم كسودانيين، ولكن قتلتهم كمتسللين عبر الحدود المصرية إلى «إسرائيل»، وقد تحدث الوزير عن المعابر الجديدة على الحدود المصرية- السودانية وأساليب تنمية التجارة وتنشيط حركة النقل بين «شمال الوادى» و«جنوبه»، لقد جاءت إجابات الوزير فى معظم الأسئلة التى وجهت إليه برداً وسلاماً على الحاضرين، ولكننى قلت له إننا تعودنا بشطرى «الوادى» أن نتحدث بكلمات طيبة وعبارات معسولة وشعارات مكررة، بينما يكون الواقع غير ذلك، فقال الوزير السودانى إننا لذلك نسعى إلى الصراحة الكاملة والمواقف الواضحة وطرق كل الموضوعات دون استثناء، وقد خرجت من ذلك اللقاء الذى انتهى بعشاء سودانى على مائدة السفير لكى أقرر صراحة أن فصلاً جديداً فى العلاقات المصرية- السودانية يمكن أن يبدأ إذا كانت العناصر القائمة على الأمر هى من ذلك الطراز الذى شهدته، خصوصاً أن وزير الخارجية السودانى قد امتدح نظيره المصرى لصراحته ودخوله فى كل التفاصيل دون حساسيات، وإذا كنا هنا نكتب تحت مظلة «الحوار الصامت» بالمصرى أو «الكلام الساكت» بالسودانى فإننا نتحدث عن العلاقات بين البلدين، بحيث لا يصبح «الحوار صامتاً» ولا «الكلام ساكتاً» لكى نؤكد أهمية العلاقة بين الدولتين لمواجهة التحديات القائمة والظروف التى طرأت على الساحة الأفريقية ودول «حوض النيل»، لذلك فإننى أحلم بعودة شعار «وحدة وادى النيل»، لأن ذلك على ما يبدو سوف يكون مطلوباً بشدة فى ظل المشكلات القادمة والمسائل المعلقة التى تروج لها سياسات أجنبية أقحمت دورها على «النهر الخالد» الذى ظلت تحلم بالاقتراب منه عبر عصور التاريخ الطويل!

arabstoday

GMT 04:54 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

فوق سور الصين

GMT 04:53 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

المُتنبّي ولامين يامال!

GMT 04:51 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

هل ما زال ممكناً تلافي تجدّد الحرب؟

GMT 04:50 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ديمقراطية الاستعراض والترفيه

GMT 04:48 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

واشنطن والاستراتيجية المنتظرة لمكافحة الإرهاب

GMT 04:47 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

مروان البرغوثي... في حالة السلم والحرب

GMT 04:45 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ترمب وشي... قمة مستقبل الصراع

GMT 04:44 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

القوى الثلاث بعد خروج إيران

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حوار صامت 3 حوار صامت 3



إليسا تخطف الأنظار بإطلالات تجمع بين الأناقة والجرأة

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 07:26 2025 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

نادين الراسي ترقص بعفوية في دبي وتكشف سر الـ Six pack
 العرب اليوم - نادين الراسي ترقص بعفوية في دبي وتكشف سر الـ Six pack

GMT 07:07 2025 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

التحقيق مع فضل شاكر مستمر واسقاط بعض التهم

GMT 07:26 2025 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

نادين الراسي ترقص بعفوية في دبي وتكشف سر الـ Six pack

GMT 21:52 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

طقوس صباحية بسيطة لدعم صحة الكبد تشمل احتساء القهوة

GMT 15:33 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الأرجنتين: تصويت مصيري وتدخل أميركي

GMT 15:49 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

سوريا الأستاذ وديع

GMT 20:28 2025 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي تعلن رسميًا زواجها بعد جدل الوثيقة المسربة

GMT 07:03 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

سريلانكا بين الجبال والبحار تجربة سياحية لا تُنسى
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab