حكايات عن نساء مهمشات
مجلس الأمن يبحث تثبيت وقف إطلاق النار في غزة وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الانخفاض مجلس الوزراء اللبناني طالب الدول الضامنة بالضغط باتجاه تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية مع إسرائيل مجلس السيادة في السودان ينفي وجود مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بين الجيش وقوات الدعم السريع في واشنطن دولة الإمارات تدين مصادقة الكنيست الإسرائيلي على مشروعي قانونين لفرض السيادة على الضفة الغربية المحتلة نتنياهو يشيد بدور ترامب في التعاون مع الدول العربية للمساعدة في إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين من غزة أحياء وزير الخارجية القطري يؤكد ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية لضمان تطبيق اتفاق غزة بما يحقق السلام المستدام والاستقرار في المنطقة ألوية العمالقة في اليمن تعلن ضبط سفينة إيرانية محملة بأسلحة ومنتجات إيرانية كانت متجهة إلى الحوثيين قرب باب المندب وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر يقول إن الولايات المتحدة هي أعظم صديق لإسرائيل ويعبّر عن امتنانه لإدارة ترامب على دعمها المستمر زلزال بقوة 4.5 درجة يضرب جزيرة رودس اليونانية
أخر الأخبار

حكايات عن نساء مهمشات

حكايات عن نساء مهمشات

 العرب اليوم -

حكايات عن نساء مهمشات

بقلم:عمار علي حسن

لا تفلح المقاييس الغربية لـ«تمكين المرأة» في كل المواقف والمواضع والظروف فى تبيان حال المرأة المصرية، فبعضها مفيد إن أردنا للمرأة المصرية، اتكاء على الدور الاجتماعى المهم الذى تمارسه، أن تتمكن وتتقدم، غير لاهية عن مهمتها، وغير ناسية لما تحت قدميها من مسار حقيقي، عليها أن تمضى فيه، سواء كانت مُعالة أو تعول أو شريكة فى الإنفاق، فتاة كانت أو زوجة، أماً أو ابنة.

لا أنسى في هذا المقام ثلاث حكايات لرائدات في زماننا اهتممن بقضايا النساء، وعملن، على قدر الجهد، في سبيلها، كل بطريقتها، ووفق الدور المنوط بها فى الحياة. الأولى تنظيراً للراحلة نوال السعداوى، وهي كاتبة، اتفقنا مع آرائها أو اختلفنا، أثرت فى أجيال من المتعلمات أو المثقفات اللاتى كن يبحثن عن تحرر أو انطلاق، وفق رؤية لا تخلو من تمرد.

فقد سمعت «السعداوى» تقول ذات يوم إن النساء الأميات اللاتى التقت بهن مرات فى قريتها «كفر طلحة»، كن أكثر استعداداً لسماع آرائها، والاقتناع بها، إلى حد كبير، من مثيلاتهن بين نساء المدن المتعلمات. وكانت تعزو ذلك إلى أن المرأة البسيطة لم يتلوث عقلها بعد ببعض الأفكار التى تحملها كتب متسلفة أو محافظة، يسند مؤلفوها تصوراتهم، إلى تفسيرات وتأويلات مغلوطة لنصوص دينية، أو روايات قديمة، أو مواقف جرت فى الأزمنة الغابرة، بعضها تتلقاه المتعلمات قراءة، وبعضها سماعاً من مختلف وسائل الإعلام، أو الدروس المباشرة فى المساجد والكنائس.

هنا بدت النسوة غير المتعلمات فى نظرها متحررات من قيود تصنعها أفكار غيرهن، من تلك المشبعة بنزعة ذكورية، أو التي لا ترى المصلحة الآنية قائمة، ثم تأخذها في اعتبارها، وتريد دمج النساء ليس في أفكار معاصرة تنتشلهن من التهميش، وتجعلهن يعملن طوال الوقت لصالحهن، إنما في تصورات لم تعد تناسب المجتمع فى الوقت الراهن، لم يراع من يتبنونها أن مياهاً كثيرة قد جرت في نهر حياتنا، جرفت أمامها الكثير من الآراء التي يظن المتمسكون بها أنها راسية راسخة كالجبال.

والحكاية الثانية سمعتها من الكاتبة أمينة شفيق، التى نشطت زمناً طويلاً مع مؤسسات المجتمع المدني، في زيارات متلاحقة للريف المصرى، قابلت خلالها فلاحات، وبنات متعلمات فى القرى. رأيتها تضحك وهي تقول: إن الطليعيات من نسوة المدينة، يذهبن إلى الريف لتعليم النساء كيف ينتزعن حقوقهن، دون أن يقفن على المتطلبات الأساسية للنساء هناك، ومنها مثلاً مشكلة تتعلق بقضاء المرأة حاجتها.

وروت لي أنها تعجبت من حال النساء اللاتي لم تكن في بيوتهن مراحيض، كيف يتحملن وقتاً طويلاً، حتى يجن الليل، ثم يتسللن إلى الغيطان لإفراغ ما في بطونهن، بينما يتمكن رجالهن من فعل هذا طوال الوقت، وفي وضح النهار. بالطبع فإن هذا الظرف القاسي زال من أكثر القرى والنجوع الآن، لكنه تبقى استعادته دالة بشدة على زمن طويل من انحراف بعض جدول أعمال المنظمات النسائية، وهي تتحدث بإسهاب ونبرة عالية عن تمكين المرأة.

الحكاية الثالثة، كنت شاهداً عليها، وهي للدكتورة هدى بدران، أستاذ علم الاجتماع بجامعة حلوان، التى أسست رابطة المرأة العربية ثم رأست اتحاد نساء مصر سنوات. فهذه السيدة المخلصة لدورها، لم تكن تكتفى بتثقيف النساء بما ينفعهن في بناء أسرة مصرية سليمة فقط، بل كانت أيضاً تهتم بالجانب العملى، على قدر استطاعتها.

فقد رأيتها تطلق مشروعات صغيرة للنساء فى شمال سيناء وجنوبها، وهى البقعة الجغرافية التى حظى سكانها باهتمام شديد من «بدران»، لم تزد على التطريز، وتقشير الجمبري وغيرها. رأيت برفقتها بدويات منهمكات فى العمل، ووقفت على إنتاجهن المفيد، الذى يدر عليهن دخلاً يساعدهن في تدبير بعض احتياجات أسرهن.

إن هذه الحكايات الثلاثة على اختلافها، تقول لنا بلا مواربة، إن جوانب ليست بالقليلة من انشغال الحركة النسائية في مصر، تغفل خصوصية مجتمعنا، ليس على مستوى منظومة القيم فحسب، بل الظروف الحياتية أو شروط الواقع القاسي أيضاً، وهو عيب لا بد من اجتنابه فى قابل الأيام، ولا بد أيضاً للمنظمات النسائية أن تنشغل بالأمور العملية ولا تكتفى بالتفكير والتنظير، إن كنا نريد حقاً أن ننهض بأوضاع النساء في مجتمعنا، لاسيما أن مصر باتت اليوم فى حاجة ماسة إلى ذلك، أكثر من أي وقت مضى.

نقلاً عن "الوطن"

arabstoday

GMT 07:46 2025 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

مجدى يعقوب .. بين قلوب الصغار وأبواب الرحمة

GMT 05:42 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

خمسون سنة ألقاً

GMT 05:22 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

تأثير العقوبات على روسيا بين أخذٍ وردّ!

GMT 05:21 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

استنساخ الماضي يخدشه ويؤذي الحاضر

GMT 05:19 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

نساء السودان... ضحايا وحشية الحرب

GMT 05:13 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

التراث الأثري نعمة أم نقمة!

GMT 05:08 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

«اللوفر» وانتهاك هيبة فرنسا

GMT 05:06 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

من الصمود إلى الجدارة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكايات عن نساء مهمشات حكايات عن نساء مهمشات



يسرا تتوّج "ملكة الأناقة" في مهرجان الجونة

الجونة ـ العرب اليوم

GMT 20:40 2025 السبت ,25 تشرين الأول / أكتوبر

فريق مصري يدخل غزة للمساعدة في انتشال جثث الرهائن
 العرب اليوم - فريق مصري يدخل غزة للمساعدة في انتشال جثث الرهائن

GMT 11:15 2025 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

5 أطعمة يجب تجنبها عند تناول أدوية لضغط الدم

GMT 13:40 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الملك تشارلز والبابا ليو أول صلاة مشتركة منذ خمسة قرون

GMT 20:28 2025 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي تعلن رسميًا زواجها بعد جدل الوثيقة المسربة

GMT 07:46 2025 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

مجدى يعقوب .. بين قلوب الصغار وأبواب الرحمة

GMT 23:20 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

واشنطن وتل أبيب تبحثان خطة لتقسيم غزة بين إسرائيل وحماس

GMT 17:49 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

بوتين يتوعد برد جاد وساحق على أي استهداف لروسيا في عمقها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab