الــ toxic

الــ Toxic

الــ Toxic

 العرب اليوم -

الــ toxic

بقلم - عماد الدين أديب

هناك منهج في السلوك الإنساني يقوم على أسلوب دائم في اتهام «الغير بالتقصير» أو ما يعرف بأنك لم تفعل المطلوب منك أو لم تفعل بما فيه الكفاية أو جئت إلى الحدث متأخراً عن الموعد المطلوب.

ويعرف مثل هذا السلوك الفردي على أنه إحدى علامات الشخصية النرجسية وهو إحدى دعائم الشخصية المسمومة الـ Toxic! ويمتد هذا السلوك إلى حالات جماعية من الرأي العام في ظل الأحداث السياسية ونراه بكثرة في ساحات السوشيال ميديا. فنراه في اتهام الحكومات بالتقصير في تلبية الاحتياجات أو الخدمات العامة، ورأيناه في الصراعات الإقليمية.

وفي تقييم منتخبات كرة القدم، ورأيناه في أزمة كورونا، ورأيناه في النقد الفني لمسلسلات رمضان، وفي السياسات النقدية تجاه علاقة العملة المحلية بالدولار الأمريكي. وآخر ظهور لمثل هذا السلوك هو أحكام البعض على السوشيال ميديا ووسائل الإعلام حول سياسات بعض الدول تجاه جرائم الإبادة التي تتم على ساحة غزة.

هذه الحرب ساحة ثرية للغاية بشكل لا حدود له لاتهام الجميع، وأعني بذلك الجميع، لمن له هدف شرير، بالتقصير!

الأمريكان متواطئون، وإسرائيل بالطبع شريرة، و«حماس» ورطت الشعب الفلسطيني، والاتحاد الأوروبي شاهد زور، والصين وروسيا تكتفيان بالبيانات الساخنة ضد الغرب، والسلطة الفلسطينية عاجزة، والعرب يشاهدون مذبحة دون فعل شيء، والعالم الإسلامي يكتفي بالشجب، والإعلام العربي يسجل مواقف والإعلام الغربي مزور متواطئ.

الصورة الكلية، الجميع أهداف مستباحة بسهولة مغرية للاتهام والتشكيك والسب والقذف وتحطيم الصورة الذهنية وممارسة أقصى حالات الاغتيال المعنوي.

كلنا مذنبون! بهذا المفهوم تمارس الشخصيات المسموحة عقدتها وتنفس عما في صدورها من شتائم واتهامات بناء على 3 ادعاءات:

1. كل ما يحدث حولنا مؤامرة كبرى.

2. كل أطراف الصراع شركاء في جريمة.

3. التقصير يشمل الجميع.

وأعظم ما يغذي هذا السلوك الفكري القومي وهذه النظرية المسمومة هو معايشتنا الحقيقية الفعلية لفوضى وتخريب وتدهور مخيف للأمور في عالم يخلو من العقل أو الاعتدال أو العدالة الإنسانية. ولا أنفي أن غضب بعض الناس غير مشروع، ولا أنزع عن حق أي أنسان أن يحتج أو يعترض على كثير من الكوارث اليومية التي نعايشها في هذا الزمن.

لكنها عقلية تسجيل التقصير لفعلية تسجيل الإنجاز.

في الصحافة، في العالم كله، يتم الحديث عن سقوط طائرة واحدة، ولكن لا يصدر خبر عن إقلاع وهبوط أكثر من 7 آلاف رحلة جوية بسلام! في السوشيال ميديا يتم الحديث عن قتل زوج لزوجته، لكن لا حرفاً واحداً عن وجود أكثر من 2.5 مليار حالة زواج منتظمة وسعيدة.

الخلل، الأزمة، الفوضى، القتل، الحادث، الخطأ، التقصير، الخيانة، كل ذلك وما شابه هو مركز الاهتمام وبؤرة التركيز للرأي العام سواء كان عن صدق أو كذب، سواء كان الحديث عنه فيه مبالغة أو شديد الدقة!

هناك جريمتان في أحداثنا اليومية:

الجريمة الأولى تحدث في فعل الجريمة ذاتها، والجريمة الثانية في أسلوب عرضها أو سرد الانطباع عنها للرأي العام!

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الــ toxic الــ toxic



نانسي عجرم تكسر قواعد الموضة في "نانسي 11" بإطلالات جريئة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:39 2025 الخميس ,24 تموز / يوليو

مصرع 10 رجال إطفاء في احتواء حريق بتركيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab