بقلم:أسامة غريب
مشكلة على الهامش تواجه المستوطن الإسرائيلى هذه الأيام، بعد أن أصبح الجلوس فى الملاجئ هو الأساس والخروج إلى الشارع استثناء. المشكلة أن الإسرائيلى بعد أن يهرع إلى الملجأ فإن اللصوص يتحينون الفرصة ويعيثون فى الشقق الفاضية سرقة ونهبًا!.. ومعرف طبعًا أن أغلب الذين تركوا بلادهم وذهبوا إلى أرض الميعاد هم من الصايعين والعواطلية والمجرمين الذين ضاقت السبل أمامهم ووجدوا فى الهجرة إلى إسرائيل حلًا لمشكلاتهم الحياتية.
الآن، تنقل الأخبار صراخ أحدهم وهو يقول بمرارة: إذا نزلنا إلى الملاجئ سرقونا وإذا صعدنا تعرضنا للقتل، وإذا فكرنا فى المغادرة منعونا، فهل هذا هو الحلم الوردى الذى وعدونا به فى إسرائيل؟. عنده كل الحق هذا اللص الذى سرقه أصحابه وجيرانه! فهو لطالما شاهد الحرب على شاشات التليفزيون وتفرج على الإبادة التى يتعرض لها الفلسطينيون وهو يتناول قهوة الصباح، ولم يجُل بخاطره أبداً أن تواجه حيفا وتل أبيب دمارًا مماثلًا لما حدث فى خان يونس. إن حجم هذا الدمار الذى أفزع إسرائيل قد فاجأ العالم وجعل المواطن العربى يفغر فاه من الدهشة وهو يرى الصروح الإسرائيلية تتهاوى من قسوة القصف الإيرانى. لقد نجح العرب أحياناً فى توجيه ضربات قوية للصهاينة فى الحروب السابقة، لكن هذه الضربات كانت دائماً على الأرض العربية المحتلة، ولم تصل هذه الضربات إلى عمق المدن الإسرائيلية، وقد يعود هذا إلى أن الطيران السوفيتى الذى اعتمد عليه العرب كان بالكاد يغطى الأراضى المحتلة بعد ١٩٦٧.. ولهذا كانت فرحة المواطن العربى عارمة وهو يشاهد مطارات العدو تُقصف ومقار مخابراته ومختبراته وصروحه العلمية ومخازن ذخيرته وقبته الحديدية المختبئة بين المساكن تباد.. كل هذا الدمار رأيناه بالرغم من التعتيم الإعلامى الحازم الذى فرضته قوات الاحتلال وساعدت عليه وسائل الإعلام الغربية التى بسطت يدها كل البسط وهى تنقل أخبار الدمار الواردة من طهران ثم غلت يدها حينما تعلق الأمر بتأثير الصواريخ الإيرانية على الداخل الإسرائيلى.
لقد أرادت وسائل الإعلام الغربية بتجاهلها التام للأخبار السيئة فى إسرائيل أن تسلب إيران مجدها باعتبار أن ما لم يطلّع عليه الجمهور لم يحدث، وأن ما يحدث فقط هو ما ينقلونه! والغريب أن واحة الديمقراطية فى الشرق الأوسط كما يسمونها هى التى تكذب فيما يخص خسائرها، بينما دولة القمع الديكتاتورية كما يقولون عنها هى التى تكشف الخسائر بكل شفافية ولا تعتم على أخبار الدمار على أراضيها.
الحرب رغم ضراوتها ما زالت فى أولها، وعندما تضع أوزارها لا بد من الحساب الذى لا بد أن يشمل شخصية لا تقل عن نتنياهو قسوة ووحشية هى رافائيل جروسى، المدير العام لوكالة الطاقة الذرية، الذى لعب دورًا سياسيًا قذرًا وقام بالتمهيد للعدوان من خلال تقرير زعم فيه أن إيران لم تف بالتزاماتها، وأغلب الظن أنه سيتم تسريحه بعد أن أدى دوره المرسوم. هذا الرجل يجب ألا نتركه يتسلل إلى غياهب النسيان، بل ينبغى محاكمته وفضحه وتجريسه.