بقلم : أسامة غريب
بعض بلاد العالم الثالث والرابع تتبارى فى بناء دور للأوبرا شديدة الفخامة والضخامة دون أن تعى معنى ووظيفة الأوبرا. العرض الأوبرالى هو شكل مسرحى يقوم بالأساس على الدراما التى تؤدّى بالغناء والموسيقى، وهو بالضرورة يحتاج إلى مسرح كبير يتضمن منصة أو ما يسمى الخشبة زائد مكان للأوركسترا علاوة على مَرافق وغرف خلف المسرح من أجل الملابس والمعدات ومتطلبات العرض، بالإضافة طبعًا لمقاعد المتفرجين. من أشهر دور الأوبرا فى العالم دار أوبرا فيينا ودار أوبرا سيدنى التى بنيت على شكل سفينة شراعية ضخمة ودار أوبرا ميتروبوليتان فى نيويورك ودار الأوبرا المجرية.
وتعتبر الأوبرا من أكثر الفنون صعوبة لما تتطلبه من قدرات عالية فى الغناء والموسيقى والرقص التعبيرى، إضافة إلى عناصر الحركة والديكور، كما أنها تحتاج إلى جمهور نوعى يملك ثقافة خاصة تمكنه من فهم ومتابعة ما يُعرض، وهذا يجعلها من أكثر الفنون نخبوية.. لهذا لا نفهم الرغبة فى بناء دور للأوبرا كما لو كان وجود الدار وحده يعد دليلاً على التحضر والرقى، أو كأن دار الأوبرا كبناء يملك عصا سحرية يمكنها أن تنقل مجتمعًا قبليًا متحجرًا من حالة تعسة إلى حالة راقية متسامحة فى غمضة عين!.
الغريب فى الأمر أن بناء مسرح أو عدة مسارح عادية غير باذخة هو الأقرب لتصديق أنّ حركة فنية قد تنمو وتتزايد فى المستقبل.