مجنون ليلى الحكيم

مجنون ليلى.. الحكيم!

مجنون ليلى.. الحكيم!

 العرب اليوم -

مجنون ليلى الحكيم

بقلم - أسامة غريب

التكافؤ فى الحب أهم من كميته وحجمه ومداه، وقد توصل إلى هذه الحقيقة الشاعر قيس بن الملوح، الشهير بمجنون ليلى، عندما قال فى قصيدته المعروفة باسم المؤنسة: فيا رب سوِّ الحب بينى وبينها.. يكون كفافًا، لا عليّ ولا ليا. لقد توصل العاشق ودليله الألم والعذاب إلى أن أساس السعادة فى الحب أن يكون حبها له مكافئًا لحبه، وإلا فالتعاسة ستكون مصير الطرف الذى يزيد حبه عن الطرف الآخر. وصل قيس إلى هذا من غير أن يستمع لنصيحة طبيب نفسى أو خبير تنمية بشرية، وعرف أن الحب من طرف واحد يدفع إلى الجنون، لهذا لم يطلب من الله أن تحبه ليلى أضعاف حبه لها، لكن طلب أن تحبه بشكل مساوٍ لما لديه من مشاعر..لا أكثر.
وفى الحقيقة أن قيسًا كان أكثر شجاعة وصدقًا من الكثير من الأدباء والشعراء فى عصرنا الحديث، الذين صادفوا الفشل فى الحب، وبدلًا من أن يقبلوا بحقيقة أن المحبوبة لا تبادلهم مشاعرهم، وأن حبهم من طرف واحد، اخترعوا حكاية كاذبة مؤداها أن المرأة تشكل لغزًا أبديًا يصعب فهمه، وأنها عبارة عن مخلوق غامض فشل الرجل فى سبر أغواره واكتشاف حقيقته!. وهى حيلة ماكرة تلقفها كل العشاق الخائبين الذين أحبوا بلا أمل، وصار كل منهم يردد ذات الأسطوانة المشروخة عن المرأة اللغز، بديلًا عن الاعتراف بأن إعراضها عنه وصدها له سببه أنها ببساطة لا تحبه!. ولا ننكر هنا أن المرأة بطبعها المراوغ وهوايتها جمع المحبين قد ترسل بين الحين والآخر إشارات ملتبسة تفتح باب الأمل وتغلقه.. لكنها لا تفعل هذا إلا مع شخص لا يعنى لها شيئًا. أما الرجال الذين يحظون بعلاقات حب سليمة ومتكافئة، فلم نسمع منهم أبدًا عن حكاية المرأة اللغز أو المرأة التى لا تصون العهد ولا تحفظ الود.

والمؤسف أن العشاق الذين قاسوا آلام الحب المرفوض لم يكتفوا بالحديث عن الغموض والتقلب، وإنما أضافوا إليه الاتهام بالخيانة والكذب. ومن أشهر آيات هذا الاتهام قصيدة «لا تكذبى» للشاعر الكبير كامل الشناوى، الذى قيل إنه هام حبًا بالفنانة «نجاة»، رغم فارق السن بينهما. وفى القصيدة يبدى صدمته عندما ضبطها مع رجل آخر، وذلك دون أن يعترف بأنها لم تبادله مشاعره واعتبرته فقط بمثابة الأب والأستاذ، ثم لا يتردد فى أن يكيل لها الاتهامات كما لو كانت قد عاهدته على الحب والوفاء ثم نقضت العهد!.

ولا يشترط فيمن يقاسى عذاب الحب من طرف واحد أن يكون كبيرًا فى السن، ومع ذلك فإن من كلاسيكيات النُكت المعبرة عن هذه الحالة نكتة بابا نويل الذى كان يمر بالشارع عندما لمح فتاة حسناء تقف بالشباك، فبهره حسنها وجمالها وتسمّر فى مكانه عاجزًا عن النطق، وعندما رأته الفتاة هتفت متهللة: أوه بابا نويل، فما كان منه إلا أن بادرها مسرعًا: بلاش بابا دى.. قولى لى يا نويل

arabstoday

GMT 23:51 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 23:10 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 23:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 21:15 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 20:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مجنون ليلى الحكيم مجنون ليلى الحكيم



أيقونة الجمال كارمن بصيبص تنضم لعائلة "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 14:28 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة
 العرب اليوم - نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة

GMT 14:01 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
 العرب اليوم - طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 10:20 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 4.1 درجة يضرب شرق تركيا

GMT 01:08 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نانسي عجرم بإطلالات عصرية جذّابة

GMT 14:28 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة

GMT 08:39 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

ارتفاع أسعار النفط مع هبوط الدولار

GMT 18:03 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"

GMT 18:13 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

«باش جراح» المحروسة

GMT 14:01 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab