الجيش اللبناني والمتآمرون

الجيش اللبناني والمتآمرون

الجيش اللبناني والمتآمرون

 العرب اليوم -

الجيش اللبناني والمتآمرون

بقلم : أسامة غريب

نشرت مجلة الإيكونوميست البريطانية مقالاً عن الجيش اللبنانى فى عدد ١٧ أكتوبر الحالى وكان العنوان كالتالى: الجيش اللبنانى ليس عديم الفائدة كما يشاع عنه.

أما متن المقال فكان: (فى بلد تعرض للغزو الإسرائيلى قد تتصور أن جنوده يعتلون أبراج المراقبة، لكن فى لبنان من المحتمل أن تصادف جنود الجيش يقودون تاكسيات فى شوارع بيروت. فمع ضعف الرواتب وفتور الهمة فإن الجنرال جوزيف عون قائد الجيش الذى يقدر عدده بحوالى ثمانين ألفاً يترك جنوده يتفلتون من الخدمة بضعة أيام فى الأسبوع لتعويض أجورهم المتدنية التى تهاوت ولامست حدود المائة دولار فى الشهر بعد الانهيار الاقتصادى عام ٢٠١٩. والحقيقة أن هذه السياسة العملية البراجماتية قد حالت بين الجنود وبين العطب التام، ولهذا فإنهم يتواجدون بالجيش على الأقل فى الأيام التى لا يكون عندهم مناوبات فى أماكن عمل أخرى!. وقد أدت هذه السياسة (السماح للجنود بمزاولة أعمال خارجية) إلى بقاء الجيش قادراً على تأدية الحدود الدنيا من مهامه مثله فى ذلك مثل الدولة اللبنانية المفتتة.

بعد قراءتى لمقال المجلة الرصينة التى تصدر بانتظام منذ عام ١٨٤٣ وجدتنى أضحك على هذا الكلام الذى يستدعى البكاء. هذا هو الجيش اللبنانى الذى تتآمر عليه أوروبا وتهزأ به الولايات المتحدة، فبدلاً من تقويته وإمداده بالأسلحة فإنهم يتركونه على حافة الانهيار ثم يطلبون منه أن يقوم بما تقوم به الجيوش من حماية الحدود والتصدى للاعتداءات الخارجية.

الغرب فى الحقيقة يريد للجيش اللبنانى أن يكون ذا وجهين: وجه يقدمونه للداخل اللبنانى يثير الحمية العاطفية عن جيش وطنى يمثل الدولة ولا يمثل طائفة، يجتمع حوله اللبنانيون ويستظلون به..أما الوجه الثانى والحقيقى فهو ما يريدونه له أى أن يكون ألعوبة أو ديكورًا، لأن الجيش الحقيقى الذى يمثل اللبنانيين بحق ويدافع عن التراب الوطنى بحق لا بد وأن يكون مسلحًا بقوات جوية ذات فعالية ودفاع جوى صلب ومدرعات تضاهى ما لدى الغير وقوة صاروخية تجعل ذراعه طويلة، فهل الغرب مستعد لتسليح جيش لبنانى يقدر على مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية أم أنهم يتخذون من الجيش لافتة يرفعونها فى وجه المقاومة اللبنانية التى تعوض غياب الجيش؟. إن مجلة الإيكونوميست تمتدح سماح قائد الجيش لجنوده بقيادة تاكسى وتوك توك فى أيام من الأسبوع يتركها لهم حتى يستطيع الواحد منهم أن ينفق على بيته ويكفى أسرته. الجيش اللبنانى مظلوم وجنوده فى غالبيتهم وطنيون، لكن المبعوث الأمريكى الإسرائيلى عاموس هوكشتاين يريد أن يجمع اللبنانيين على هدف واحد هو تدمير المقاومة اللبنانية.

من حق بعض اللبنانيين أن يوافقوا على هذا الوضع الذى قد يرفع يد الوحش الإسرائيلى عن أعناقهم قليلًا، لكن ليس من حقهم أن يعوقوا من يرفض الذل ويقدم حياته فداء لأرضه.

arabstoday

GMT 17:22 2025 الثلاثاء ,20 أيار / مايو

وهل كنا نعيش في المدينة الفاضلة؟!

GMT 17:21 2025 الثلاثاء ,20 أيار / مايو

حكاياتي مع السيجارة

GMT 15:26 2025 الثلاثاء ,20 أيار / مايو

ترامب في الجامع.. رسالة التسامح والسلام

GMT 15:23 2025 الثلاثاء ,20 أيار / مايو

مِن رَوَائِعِ أَبِي الطَّيِّب (50)

GMT 15:20 2025 الثلاثاء ,20 أيار / مايو

إنقاذ سوريا

GMT 10:33 2025 الثلاثاء ,20 أيار / مايو

آخر اختبار لأخلاق العالم

GMT 03:11 2025 الثلاثاء ,20 أيار / مايو

حياة عادية

GMT 03:09 2025 الثلاثاء ,20 أيار / مايو

ياسمين حسان ياسين

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجيش اللبناني والمتآمرون الجيش اللبناني والمتآمرون



النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 14:11 2025 الثلاثاء ,20 أيار / مايو

أحمد سعد يعلّق على نجاح حفله في أستراليا
 العرب اليوم - أحمد سعد يعلّق على نجاح حفله في أستراليا

GMT 02:41 2025 الثلاثاء ,20 أيار / مايو

هذه القصة المُحزنة

GMT 00:26 2025 الإثنين ,19 أيار / مايو

غوتيريش يطالب بوقف إطلاق نار دائم في غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab