ست الدنيا

ست الدنيا

ست الدنيا

 العرب اليوم -

ست الدنيا

بقلم: كريمة كمال

أعرف مودى حكيم مصممًا للصفحات، ماهرًا شديد المهارة فى ذلك، لكننى فوجئت به يصدر كتابًا بعنوان «أوراق الغربة.. أيام فى لبنان».. وتصورت أنها تجربة ذاتية فى بلد الأرز لكننى فوجئت بأن الكتاب أكثر من هذا بكثير جدًا.. كتب على الغلاف «لبنان كان الغربة الأولى وعشقى» ويحكى فى الكتاب السنوات التى عاشها فى بيروت ما بين بيروت المتألقة الجميلة الحية المثقفة التى تعيش اليوم بكل البهجة والنقاش والتحاور والنقاش والأكثر من هذا يصدر فيها فى كل لحظة مطبوعة جديدة ساهم مودى حكيم فى الكثير منها بينما كان يكتب رسائل إلى مجلة صباح الخير مجلته المصرية الأصلية وتغيرت الرسائل من الكتابة عن حب بيروت وأيامها ولياليها وشخصياتها البارزة وأحداثها الثقافية والفنية الجميلة ما يدور فى المقاهى والمطاعم والملاهى والمسارح وهو كثير ومتعدد وحى ويشغى بالحياة.

زرت بيروت ثلاث مرات كانت كل منها قصيرة جدًا فلم يتسنَ لى أن أتعرف على بيروت ولبنان بشكل حقيقى وعندما انتهيت من كتاب مودى حكيم الرائع المليء بالشخصيات والأحداث والمعلومات الكثيرة التى تصل إلى حد التأريخ كنت قد عرفت لماذا يقول عنها مودى «عشقى» ولماذا وصفها نزار قبانى بست الدنيا إنها المدينة الصغيرة المملوءة بالحياة والثقافة والفن.. أعرف مودى مصممًا للصفحات فى مجلة صباح الخير ولم أكن أعرف تاريخه الصحفى خارجها وبالذات فى لبنان حيث ساهم فى تصميم وإصدار العديد من الإصدارات من جرائد ومجلات ولم يحكِ فقط عن مساهماته فى الصحافة اللبنانية بل إنه أرّخ بشكل جيد جدًا وملىء بالمعلومات لهذه الصحافة كما أرّخ أيضًا للطباعة فى لبنان.. لم يمر ذكر مطبوعة فى كتابه الضخم المهم إلا وذكر تاريخ هذه المطبوعة من نشأتها حتى نهايتها.. ولم يُذكر شخصية صحفية إلا وذكر تاريخها وحياتها ومساهماتها وربما كيف انتهت هذه الحياة سواء بوفاة طبيعية أو اغتيال.. هذا كتاب تأريخ أتعجب كيف استطاع أن يأتى بكل هذه المعلومات الكثيرة والمهمة جدًا حتى إنك عندما تنتهى من الكتاب تكون قد تعرفت على الصحافة اللبنانية بروادها وطابعيها وتاريخها وكنت أنت الآخر قد وقعت فى حب بيروت.

«ست الدنيا» تم ذبحها من الوريد إلى الوريد عندما انطلقت الحرب الأهلية وسارت بيروت مقسمة إلى بيروت الشرقية وبيروت الغربية إحداهما مسلمة والأخرى مسيحية وفى المخيمات الفلسطينيون بأسلحتهم وزُرعت الشوارع بالقناصة والتفجيرات وقسمت بالحواجز والأسلحة وكان عليه أن يجد طريقه كل يوم من بيته إلى الجرائد التى يعمل بها عبر هذا الخطر المزروع فى كل ناصية وفى يوم من الأيام كاد أن يفقد ولديه حينما اخترق صاروخ حجرتهما لكن القدر أنقذهما حيث أصرا قبلها على النزول للعب فى الشارع... فجأة ضاع جمال بيروت وكما قال نزار قبانى «يا ست الدنيا يا بيروت من باع أساورك المشغولة بالياقوت.. من صادر خاتمك السحرى.. وقص ضفائرك الذهبية» وكتب مودى حكيم رسائله إلى صباح الخير عما بات يصير فى بيروت.. رسالة وراء رسالة حاول أن يضمنها الحقيقة كما يراها.

ثم كان عليه أن يرحل بعد أن اخترق الخطر جدران بيته ويحكى رحلة المغادرة الصعبة فى السيارة التى اجتازت الصعاب حتى مرفأ صور حيث غادر مودى عشقه الذى استمر ست سنوات سكن قلبه فى سفينة صيد صغيرة تعرضوا للأهوال على سطحها حتى وصلت إلى الإسكندرية.

لم تذكر شخصية فى هذا الكتاب دون أن يؤرخ لها مودى ولم يُذكر مدينة أو قرية أو مرفأ دون أن يؤرخ لها أو يسرد لقاء فيها.. هذا ليس مجرد سيرة ذاتية، هذا كتاب تاريخ شديد الروعة ولا أدرى، كيف وضع فيه كل هذا السرد الرائع واللغة الفريدة.

arabstoday

GMT 16:49 2025 الأحد ,14 أيلول / سبتمبر

‎سقوط الأوهام بعد الهجوم على الدوحة

GMT 16:46 2025 الأحد ,14 أيلول / سبتمبر

جاري لينكر ينتصر على الـ«بي. بي. سي»

GMT 14:29 2025 الأحد ,14 أيلول / سبتمبر

أعمال الخير ليست في بناء المساجد فقط

GMT 12:17 2025 الأحد ,14 أيلول / سبتمبر

هل يمكن العودة للسلام؟

GMT 05:58 2025 الأحد ,14 أيلول / سبتمبر

السابقة الكبرى

GMT 05:56 2025 الأحد ,14 أيلول / سبتمبر

ما بعدَ هجوم الدوحة

GMT 05:54 2025 الأحد ,14 أيلول / سبتمبر

الدوحة... وجنون نتنياهو

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ست الدنيا ست الدنيا



هيفاء وهبي تتألق بإطلالات خارجة عن المألوف وتكسر القواعد بإكسسوارات رأس جريئة

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 02:08 2025 الأحد ,14 أيلول / سبتمبر

مدفع صوت!

GMT 01:56 2025 الأحد ,14 أيلول / سبتمبر

شأن ما جرى في قطر!

GMT 02:15 2025 الأحد ,14 أيلول / سبتمبر

مارلين مونرو في الجنة!!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab