حيرة الولد بهاء
مجلس الأمن يبحث تثبيت وقف إطلاق النار في غزة وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الانخفاض مجلس الوزراء اللبناني طالب الدول الضامنة بالضغط باتجاه تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية مع إسرائيل مجلس السيادة في السودان ينفي وجود مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بين الجيش وقوات الدعم السريع في واشنطن دولة الإمارات تدين مصادقة الكنيست الإسرائيلي على مشروعي قانونين لفرض السيادة على الضفة الغربية المحتلة نتنياهو يشيد بدور ترامب في التعاون مع الدول العربية للمساعدة في إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين من غزة أحياء وزير الخارجية القطري يؤكد ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية لضمان تطبيق اتفاق غزة بما يحقق السلام المستدام والاستقرار في المنطقة ألوية العمالقة في اليمن تعلن ضبط سفينة إيرانية محملة بأسلحة ومنتجات إيرانية كانت متجهة إلى الحوثيين قرب باب المندب وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر يقول إن الولايات المتحدة هي أعظم صديق لإسرائيل ويعبّر عن امتنانه لإدارة ترامب على دعمها المستمر زلزال بقوة 4.5 درجة يضرب جزيرة رودس اليونانية
أخر الأخبار

حيرة الولد بهاء

حيرة الولد بهاء

 العرب اليوم -

حيرة الولد بهاء

حسن البطل

عذبني بهاء بن مالك بن حنيحن، الحلحولي الصغير. وسنُ النوم في عينيه، وفي يده كباية الحليب، أخذنا، والده مالك: طبيب التشريح الشرعي، و"عّمو" (أنا) و"عموّ " خالد درويش صديق أبيه. أخذنا ابن السادسة من جلال المشهد بين آخر بيوت حلحول، وتلة بلدة بيت أمر؛ ومن طقس قهوة الصباح أخذنا. .. وأخذ الضيفين، مع سيكارة أخيرة آخر الليل لليوم الطويل، بماذا نقول، صباحاً، لابن السادسة ؟ "العلم في الصغر نقش على الحجر". وسنُ الصباح يطير من عيني بهاء، ربما كما كانت تطير طيور الرخ الاسطورية، او طيور الديناصور: تتدحرج بأقدامها على سفح. بيده كأس الحليب وعلى ظهره حقيبة تلميذ الصف الاول .. ولا يمنحنا ابن السادسة ابتسامة ملائكية لابن الرابعة. لماذا ؟ هل نام على "كابوس" بعبع المجنزرة قدام البيت؟ مع سن دخول المدرسة، يبدأ سن تسقيط أسنان الحليب (هل فينا من ينسى آلام سقوط السن الأول). عيون الأطفال صريحة.. وخجل ابتسامتهم فطري جداً، كأن سقوط السن الاول "كارثة " أو "فضيحة ". كارثة الطفل بهاء أن فك الحرف، على سبورة الصف الاول، ودفتر اول، وقلم اول، تهون أمام هذا "الطلسم": لماذا الجنود اليهود - وبين بيت أبيه وبيت عمه المسافر "شبك" من نباتات الورود ثلاثة أمتار - يضحكون له. في آخر الليل، قال لنا طبيب التشريح الذي عرفناه طالب طب في فارنا، أن طفله البكر يعاني عوارض انفصام في الشخصية: في المدرسة صورة محمد الدرة؛ وفي البيت يلقون عليه تحية الصباح. احتل الجنود بيت العم المسافر الى اميركا؛ بيت قيد "التشطيب".. وبدلاً من صباح اللعب بين الاطفال - اولاد عم، هدير محرك المجنزرة. صار بيت العم ثكنة، وشبابيكها متاريس من أكياس الرمل، وسطح البيت مغطى بقماشة رقطاء مرقعة. يا لها من "جيرة " بدت لي ولصديقي مفارقة غريبة، كأننا قادة نظام ديمقراطي انقلب عليه العسكر؛ او كأننا قادة نظام استبدادي وضعونا في "اقامة جبرية ". ببساطة، جاء الجنود، قبل ان يكتمل اسبوع اول في صف بهاء الاول، واحتلوا بيت عمه، لان موقعه "استراتيجي" دون ان يأبهوا الى ان هذه الجيرة ستجعل بهاء وأخته الاكبر منه بعامين، يعانيان خللا طفولياً في لبناته "الاستراتيجية " الاولى: الجار والعدو؛ علم فلسطين في باحة المدرسة؛ وعلم اسرائيل على سارية طويلة يلقي بظلاله على حديقة من عشب اخضر وورود جميلة.. يذهب،كل يوم، الى الحرية ويعود الى نير الاحتلال؟!. بين آخر بيت في حلحول (منطقة "جيم") وتلة بلدة "بيت أمر" واد عريض، تحتله كل صباح "غطيطة" بيضاء إلهية النقاء، ثم تصير رغوة حلاقة الصباح على وجه "ابو بهاء" مثلاً. حلحول أعلى من الخليل؛ وبيت د. مالك هو الأعلى في حلحول. لهذا احتل الجنود البيت. آخر الليل، حضّرت نفسي لـ "محاضرة " ألقيها على الطفل بهاء، شرط ان يمنحني، اولاً، ابتسامة أسنان الحليب: اسمع يا ولد: عندما سقط سنّك رماه ابوك في الوادي. شوف الغيمة قدامك.. تحتها شجرة أسنان صغيرة. ضحك بهاء وبانت سنه الساقطة. اسمع يا ولد: الناس ناس. الناس الصغار، مثلك في الصف، يتعاركون على قلم رصاص. الناس الكبار يتعاركون على احتلال بيت عمك. بيت زائد بيت تصير بلداً. بلد زائد بلد تصير بلاداً. فلسطين بلادنا ولاّ بلاد اليهود..؟ اسمع يا ولد: أبوك دكتور، عمك صحافي.. أنت لما تكبر يمكن تصير جنديا او ضابطا. جسر من الكلمات لا يصنع جسراً بين الواقع والخيال، مثل غمامة بيضاء بين تلة آخر بيت في حلحول، واول بيوت بلدة "بيت أمر". جسر من الكلمات لا يصنع جسراً بين صورة محمد الدرة في الصف، وصورة "الجنود الجيران. اسمع يا ولد: اذا قال لك اولاد المدرسة أنك "ولد جبان" فلا تصدق. اذا عيروك أن "أبوك عميل" لانه يرد تحية الصباح من الجنود، عنك وعنه، بمثلها .. فلا تصدق. آنذاك، فقط، طار أثر النوم من عيني الولد بهاء، وحلقت الحيرة بجناحين ثقيلين من على صفحة وجهه الملائكي.. وتبرع لنا بآخر قطرات الحليب في فنجان القهوة الثالث. اسمع يا ولد: القهوة تختلط بالحليب، والناس يختلطون بالناس، لكن الحرية لا تختلط بالاحتلال. * * * عذبني بهاء بن مالك الحلحولي الصغير، اكثر مما عذبتني الرحلة الشاقة من ابو ديس الى حلحول. النقش على حجر أهون من جعل الاحتلال قصة من قصص الاطفال. هؤلاء الجنود - الجيران يذكرون - مثل بهاء - يومهم الدراسي الاول، سنهم الاولى التي سقطت .. لكن موقعا استراتيجيا مؤقتاً وعابراً، سيترك أثره الاستراتيجي على نفسية الطفل بهاء. هذه تجربة لم يمروا بها. مع من يلعب بهاء الطابة في فناء الدار؟ مع أخيه الرضيع؟ مع أخته الاكبر التي تحب "نط الحبلة " وليس الركض وراء الكرة. الكرة التي طارت، مثل حجر، الى فناء بيت العم الغائب حيث الجنود، فهرب الولد الى المطبخ حيث أمه. .. وقبل ان يعود الأب الطبيب ويستعيد الكرة، كانت قد عادت الى فناء الدار. أعادها الجنود، مسببين للولد بهاء حيرة جديدة. نقلا عن  جريدة الايام  

arabstoday

GMT 15:49 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

سوريا الأستاذ وديع

GMT 15:33 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الأرجنتين: تصويت مصيري وتدخل أميركي

GMT 15:25 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الدولة الفلسطينية وعبث الدولة الإسرائيلية

GMT 15:18 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

انتخابات فرعية تغيّر المشهد السياسي البريطاني

GMT 15:13 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

من مهابة القمة إلى مهاوي السفح

GMT 15:05 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

«الحياة بعد سهام» يحصد جوائز «الجونة»!!

GMT 15:00 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

تبيع في المواطن وتشتري

GMT 14:58 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

إنهاء الانقسام مقاومة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حيرة الولد بهاء حيرة الولد بهاء



إليسا تخطف الأنظار بإطلالات تجمع بين الأناقة والجرأة

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 20:40 2025 السبت ,25 تشرين الأول / أكتوبر

فريق مصري يدخل غزة للمساعدة في انتشال جثث الرهائن

GMT 01:24 2025 السبت ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أشهر 7 مطربين أفارقة يحققون نجاحاً في فرنسا

GMT 11:49 2025 السبت ,25 تشرين الأول / أكتوبر

يسرا تتوّج "ملكة الأناقة" في مهرجان الجونة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab