تلك التينة العجيبة، زهرة التوليب، وهذا «النتش»
مجلس الأمن يبحث تثبيت وقف إطلاق النار في غزة وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الانخفاض مجلس الوزراء اللبناني طالب الدول الضامنة بالضغط باتجاه تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية مع إسرائيل مجلس السيادة في السودان ينفي وجود مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بين الجيش وقوات الدعم السريع في واشنطن دولة الإمارات تدين مصادقة الكنيست الإسرائيلي على مشروعي قانونين لفرض السيادة على الضفة الغربية المحتلة نتنياهو يشيد بدور ترامب في التعاون مع الدول العربية للمساعدة في إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين من غزة أحياء وزير الخارجية القطري يؤكد ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية لضمان تطبيق اتفاق غزة بما يحقق السلام المستدام والاستقرار في المنطقة ألوية العمالقة في اليمن تعلن ضبط سفينة إيرانية محملة بأسلحة ومنتجات إيرانية كانت متجهة إلى الحوثيين قرب باب المندب وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر يقول إن الولايات المتحدة هي أعظم صديق لإسرائيل ويعبّر عن امتنانه لإدارة ترامب على دعمها المستمر زلزال بقوة 4.5 درجة يضرب جزيرة رودس اليونانية
أخر الأخبار

تلك التينة العجيبة، زهرة التوليب، وهذا «النتش»!

تلك التينة العجيبة، زهرة التوليب، وهذا «النتش»!

 العرب اليوم -

تلك التينة العجيبة، زهرة التوليب، وهذا «النتش»

بقلم - حسن البطل

هل حقاً تموت الأشجار واقفة؟ تلك التينة العجيبة، آخر «شارع الأيام» توسّدت فروعها وأفنانها الأرض، منذ آخر ثلجة كثيفة، شطرت جذعها نصفين، كأنها ضربة سيف خرافي، ولحاء الشجرة نصفين أيضاً، وحتى النسغ.
قلب الشجرة الخشبي مثل عظام من السيلِلوز، ولحافها من قشرة تقمط قلبها، وبين القلب والقشرة، هذا النسغ، كأنه عروق من أوردة وشرايين تمدها بالحياة. الدم في العروق هو حياة.
إن هرمت الشجرة ماتت واقفة. يقولون قتلها السوس، لكن السوس القاتل يعفّ عن شجرة التين بالذات. اقطف حبة تين ترى حليبها المضاد للتسوس بعد سبات شتوي للأشجار نفضية الأوراق، يوقظها الربيع، وتطلّ من رؤوس أفنانها براعم ورقية كأنها أصابع الرضيع، تورق الأفنان والغصون صيفاً، وتطرح أول الصيف ثمرات من «الدفوري»، وآخر الصيف ثمرات تين عسلي شهية المذاق، مختلفة الألوان. للأشجار المثمرة دورة حياة، ولتلك التينة العجيبة دورة حياة بعد ست سنوات من ثلجة كثيفة قسمت جذعها نصفين تماماً، ولحاء الشجرة أيضاً.. وبقي هذا النسغ يمد الشجرة بالحياة. النسغ هو دم الشجرة، ونسغ التينة لا يقرب منه هذا السوس. هو مناعتها من الموت على كبر.
تحتاج التينة إلى جرعة من الصقيع الشتوي، أو تحتاج أكثر أن يكللها الثلج الأبيض، حتى لا تصاب ثمراتها بالابيضاض، لكن ثلجة كثيفة وكبيرة قد تقصف فروع أشجار أخرى دائمة الخضرة من وزنها الثقيل، إلاّ التينة وحدها ينقسم جذعها نصفين ولحاؤها أيضاً، وحتى نسغها بين عظامها واللحاء. نسغ الحياة للأشجار، هو زمرة دمها غير الأحمر، كدم الكائنات العليا ذات زمر الدم العديدة.. وكلها حمراء اللون.
***
للربيع لونه الأخضر الطاغي، وللربيع الأخضر وروده وأزاهيره من كل لون، ولزهرة التوليب لونها الأحمر الغالب إن كانت برية أو داجنة، لكن إن قطفت زهور توليب برية، ووضعتها في كأس ماء، مع قليل من السكر، أو نصف حبة إسبرين أطفال لتطيل عمرها، حياة غريبة.. بعد أيام من ذلك؟ يبدأ لونها الأحمر في الشحوب كأنها تنزف دمها لتموت، وتصير بتلاتها الحمراء بيضاء.
هل يوجد في ألوان الزهور لون الموت الأسود؟ في الطبيعة كلا، لكن عالم نبات صرف عمره في استنبات توليب أسود، وجاء أديب وجعل من قصة عالم النبات رواية غريبة اسمها «التوليب الأسود»، كما جعل أديب آخر من «الرائحة» رواية غريبة.
قطفت «توليب» بريا. وضعته في كأس ماء، وانتظرت كيف تتفتح بصلتي توليب في قوارة على الشرفة. إنها تذبل شيئاً فشيئاً، لكن أوراقها الحمراء تظلّ حمراء إلى أن تتساقط. كأنها تقول: إلى اللقاء في العام المقبل.
قد تشكل زهور شقائق النعمان بساطاً أحمر، لكن زهرة التوليب هذه تراها في الطبيعة خجولة متناثرة هنا وهناك، ونادرة ما تشكل زهور السوسن الزرقاء بساطاً أو مسكبة زرقاء ـ ليلكية.
***
هناك هذا النتش، الذي لا يخلع ثوبه الأخضر الداكن على تقلُّب الفصول. إنه يمسك تربة التلال من الانجراف. نبات قنفذي الشكل والشوك، لكنه في صحوة الربيع يزهر نورات تحبها قطعان الخراف والسخول، أو تفضلها في الاقتيات، كما يحب أهل البلاد موسم العكوب الشوكي، أو موسم الخبيزة الذي ينبت فجأة أول الشتاء، ويزهر آخر الربيع، ويصير بعدها طعاماً للدواب والحمير والبغال، أما الإبل والجمال والنوق فإنها لها طعامها المفضّل كذلك.
***
في آخر آذار «يوم الأرض»، وفي هذا الشهر تبدأ أشجار الزيتون دائمة الاخضرار في تفتيح نورات الزيتون، التي تعقد آخر الخريف وأول الشتاء حبات الزيتون زينة المائدة الفلسطينية.
كان يهود إسرائيل يقولون: الزيتون طعام العرب والدواب، ثم صاروا يقولون إن الشجرة القومية لإسرائيل لم تعد الصنوبرة، بل شجرة الزيتون؟
كان نطاق الزيتون هو النطاق الجغرافي المتوسط، لكن صارت الزيتونة، مع التهجين، تنبت خارج هذا النطاق: للزينة أولاً، ثم لحصاد قليل من حبات الزيتون.
هل هذا بفعل احترار جو الأرض، حيث يزعم صديقي في لندن بأنه صادف شجرة تين وحيدة في لندن، وقطف منها حبّة واحدة، وسط صراخ صاحبة الحديقة.
حسن البطل

arabstoday

GMT 08:40 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 06:34 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المصريون والأحزاب

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2025 السبت ,05 إبريل / نيسان

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تلك التينة العجيبة، زهرة التوليب، وهذا «النتش» تلك التينة العجيبة، زهرة التوليب، وهذا «النتش»



النجمات يتألقن ببريق الفساتين المعدنية في مهرجان الجونة 2025

الجونة ـ العرب اليوم

GMT 18:48 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

منظمة الصحة العالمية تؤكد ان الوضع في غزة لا يزال كارثيا
 العرب اليوم - منظمة الصحة العالمية تؤكد ان الوضع في غزة لا يزال كارثيا

GMT 13:40 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الملك تشارلز والبابا ليو أول صلاة مشتركة منذ خمسة قرون
 العرب اليوم - الملك تشارلز والبابا ليو أول صلاة مشتركة منذ خمسة قرون

GMT 09:29 2025 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل تتهم حماس بالتماطل في تسليم جثث الرهائن

GMT 14:49 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الذهب في مصر يعاود الارتفاع متجاوزاً التسعير العالمي

GMT 11:23 2025 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

زيت شائع يعزز قدرتك على مكافحة السرطان

GMT 08:15 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

زلزال بقوة 4.5 درجات يضرب موغلا جنوب غرب تركيا

GMT 22:00 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الانخفاض

GMT 11:36 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

وائل جسار يكشف حقيقة رفضه ألبوم محمد فؤاد بسبب الأجر

GMT 10:44 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

جماهير ليفربول تفاجىء محمد صلاح بعد أزمة الصورة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab