عبون وآذان حِكَم من القرية

عبون وآذان (حِكَم من القرية)

عبون وآذان (حِكَم من القرية)

 العرب اليوم -

عبون وآذان حِكَم من القرية

جهاد الخازن

وجدت في البيت تسجيلاً قديماً وفيروز تغني: بالضيعة ياللي عاشقة النجمات / سهرنا بظل الهوى سهرات... ثم تقول: هيك مَشْق الزعرورة يا يُمّا هَيْك / هيك بتمشي القمورة يا يُمّا هيّك... الزعرور انتهى أو كاد في بلادنا، غير أنه ذكّرني بالمثل القروي «كِمِل النقل بالزعرور» والمقصود أن المكسّرات، أو المازة، تكتمل إذا كان بينها الزعرور، وهو نوع من الفاكهة حبته صغيرة لن أشرحه للقارىء لأن الذي لا يعرفه لن يفهم شرحي، والذي يعرفه لا يحتاج الى شرح. كنت وأنا أستعد لدخول المراهقة أصطاد وأطفال مثلي في منطقة وادي الغدير بين حَدَث بيروت وكفرشيما وحتى وادي شحرور، قرية صباح لا فيروز. وكنا نرى البنت جالسة على «سطيحة» البيت مع أمها تطرز أو تحيك ليرى الشباب مهارتها. وكنا أطفالاً نختار منهن زوجات هذه البنت أو تلك. في القرية المَثل يقول «البنت جيزتها أو جنازتها»، وعندما تتزوج وتكبر يقولون عنها «تَغَطت وتوطّت»، أي وضعت منديلاً على رأسها وأطالت ثوبها، يستوي في ذلك المسلمون والنصارى، فالمرأة الكبيرة يجب أن تكون محتشمة. وإذا شاء القارىء شيئاً مثقفاً عن الموضوع فالمتنبي قال: وليس بين هلوك / وحرّة غير خطبة (هلوك معناها مومس). من أمثال القرية التي أذكرها: - قالوا للديك صيح. قال كل شي بوقته مليح. - من قلة الرجال سمّوا الديك أبو قاسم. - ما يجي من الغرب شي يسرّ القلب. - الهريبة تلتين المراجل. - ألف مرة جبان ولا مرة الله يرحمو. - كل شي بدّو عزيمة إلا الهزيمة. - عزِّي مع المعزّين ولا تسأل الميت مين. - شَكَر، لا أنثى ولا ذكر. - خِنتي، لا ذكر ولا إنتي. - ثوب العيرة (المستعار) لا يدفي. - مش كارو (مهنته) يا نارو. - كل شي عادة حتى الشحادة. كانت هناك قرى مقاتلة وتتبع ميثاق شرف من نوع: أرض وعرض وفرض، أي أن الجريمة المسموح بها هي دفاع عن الأرض أو الشرف أو الثأر. وسمعت بهذا المعنى: قتيل العار لا ديّة ولا ثار. في تلك الأيام، كما في يومنا هذا، كانت هناك شكوى من ظلم الحاكم، وسمعت: حب حاكمك قد حاجتك ليه، ولما تقدر هبِّط الحيط عليه. كانت هناك أمثال تبررالظلم من نوع: سلطان غشوم خير من فتنة تدوم. ومثله: لولا الرسن والعصا كان الحمار أول مَنْ عصا. وأيضاً: الظلم أسلم عاقبة من رخاوة الحكم. وشعراً: حاكمٌ ذقنا أذاه / راح والشكوى وراه / كم ترحّمنا عليه / حين جربنا سواه. الشعر هذا سبق الثورات العربية بمئة سنة، إلا أنه يصلح في وصفها، وقبل هذا وذاك بألف سنة قال أبو العلاء المعرّي: غفت الحنيفة والنصارى ما اهتدت / ويهود حارَت والمجوس مضللة. وله أيضاً: لو غُربِل الناس كما يعدموا سَقَطا / لما تحصَّل شي في الغرابيل. في ذلك الوقت قال أبو نواس للخليفة هارون الرشيد، على ما أذكر: قد كنت خفتك ثم أمّنني / مِن أن أخاف خوفك الله. الكِندي نصح: العبد حر ما قنع / والحر عبد ما طمع. إلا أنني بدأت بفيروز وأعود اليها: دَخْلك يا طير الوروار / رحلَكْ من صوبُن مشوار / سلِّم لي عالحبايب / وخبرني بحالن شو صار. نحن قتلنا الوروار، والحبايب صاروا في كندا.

arabstoday

GMT 15:47 2025 الجمعة ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

القادم من خارج المنظومة السائدة

GMT 15:43 2025 الجمعة ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

كازاخستان وإسرائيل.. ما الجديد؟

GMT 15:38 2025 الجمعة ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلى يتكلم بالألقاب

GMT 15:11 2025 الجمعة ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

منتخب الحذاء الأحمر و..«البيلاتس»

GMT 15:09 2025 الجمعة ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

إهدار وقلة قيمة

GMT 15:07 2025 الجمعة ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

لم أكن غنيًا.. كنت ساذجًا!

GMT 14:59 2025 الجمعة ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

معنى وسام يسرا

GMT 14:07 2025 الجمعة ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

بعد 21 عامًا على الرحيل.. ماذا بقى من أبو عمار؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عبون وآذان حِكَم من القرية عبون وآذان حِكَم من القرية



أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - السعودية اليوم

GMT 18:03 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

شركات أميركية تربح بمليارات الدولارات من حرب غزة
 العرب اليوم - شركات أميركية تربح بمليارات الدولارات من حرب غزة

GMT 11:13 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يدور على ذاته… وسوريا في البيت الأبيض!

GMT 05:06 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يعتزم مقاضاة "بي بي سي" بتهمة تشويه تصريحاته

GMT 09:28 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

«بي بي سي»... من كان منكم بلا خطيئة؟!

GMT 09:30 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تحذّر أميركا من «التحرش» بفنزويلا!

GMT 09:32 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

لمّا قام قائمها

GMT 14:07 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ساركوزي يصر على إثبات براءته ويصف التجربة بأنها درس حياتي

GMT 11:16 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المصدر الأول للأخبار وكالة “بقولو”

GMT 07:49 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إسعاد يونس تصدم الجمهور بخبر عن عادل إمام

GMT 14:40 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك تشارلز يحافظ على وزنه ويعتمد على نشاط بدني منتظم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab