الإنصات حتى من باب التغيير

الإنصات.. حتى من باب التغيير!

الإنصات.. حتى من باب التغيير!

 العرب اليوم -

الإنصات حتى من باب التغيير

بقلم - عبد اللطيف المناوي

حين تتجمع الغيوم، وتواجه الدولة حالة طارئة تخلط الحسابات لوهلة أمام وقع المفاجأة، يتقدّم الإعلام إلى خط النار. ليس ليصف ما جرى فقط، بل ليملأ الفراغ الذى قد يُحدثه الصمت، أو تضارب الروايات، أو غياب الشفافية. فى لحظة الأزمة، يصبح الإعلام مرآة ضمير المجتمع، وسلاحًا فى يد الدولة، وملاذًا للناس الباحثين عن معنى وسط فوضى الحدث. فالأزمة بطبيعتها لحظة اضطراب تتسم بالمفاجأة وغموض الموقف وضيق الوقت، ويكون النجاح فى إدارتها مرهونًا بالقدرة على توفير المعلومات الدقيقة وطمأنة الجمهور وتوجيهه، وهو ما يتطلب دورًا إعلاميًا محترفًا.

لقد بات من المسلّم به اليوم أن الإعلام لم يعد طرفًا خارجيًا فى منظومة إدارة الأزمات، بل شريكًا كاملًا، له مسؤولية وله تأثير، سواء فى التمهيد لما قبل الأزمة، أو فى امتصاص ارتداداتها، أو فى إعادة ترميم ما تصدّع بعدها. الكلمة هنا لا تُستهان بها، والصورة قد تُحدث ما لا تُحدثه قرارات كبرى، وصوت المذيع المطمئن قد يكون أكثر فاعلية من خطاب سياسى حماسى أو بيان رسمى.

لكن حضور الإعلام لا يكفى وحده. ما يصنع الفارق هو نوع هذا الحضور: هل هو واعٍ أم متسرع؟ متزن أم منجرف؟ متماسك أم مُجتزأ؟ لأن التغطية المتسرعة تُشعل الهلع، والتضارب يُفقد الثقة، والمبالغة تُربك المشهد أكثر مما توضحه. وهنا، يتأكد أن الإعلام وقت الأزمة لا يتحرك فقط بمنطق السبق، بل بمنطق المسؤولية.

وتمامًا كما تحتاج الدولة إلى خطط أمنية وصحية واقتصادية لمواجهة الطوارئ، فهى بحاجة إلى خطة إعلامية محكمة، تبدأ قبل الأزمة بزمن، وتُفعلها عند الحاجة، وتُقيمها بعد أن تهدأ العاصفة. ومن دون هذا الاستعداد، يصبح الإعلام جزءًا من المشكلة لا جزءًا من الحل.

من جهة أخرى، فإن فاعلية الإعلام خلال الأزمات لا تنفصل عن مصداقيته. فالثقة المتبادلة بين المؤسسة الإعلامية والجمهور لا تُبنى وقت الأزمة، بل تُصنع مسبقًا عبر أداء مهنى متراكم. كما أن وجود متحدث رسمى مدرب قادر على التعامل مع الإعلام باحترافية وسرعة يسهم فى حصر المعلومات وتوجيهها بشكل مركّز.

فى النهاية، ليس كل إعلام قادرًا على خوض هذا الاختبار. بل فقط الإعلام الذى نشأ على المهنية، وتدرّب على القراءة العميقة، ويُدرك أن وظيفته ليست تزويق الصورة، بل حماية المجتمع من الانهيار المعنوى، وضمان الحق فى المعرفة، والتوازن فى المعالجة.

هنا، حين تكون الأزمة قائمة، ويعمّ القلق، يكون الإعلام الحقيقى هو الذى لا يصرخ، بل يُوضح. لا يزايد، بل يفسّر. لا يتوارى، بل يتقدّم.

arabstoday

GMT 10:27 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أجيال .. وأجيال

GMT 10:24 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

عرفان وتقدير

GMT 08:00 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الفوسفات والذنيبات والمسؤولية المجتمعية تصل البربيطة

GMT 07:58 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عفواً سيّدي الجلاد

GMT 07:56 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو دلامة وجي دي فانس

GMT 07:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نزع السلاح أولوية وطنية

GMT 07:53 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الدول الكبرى تُشهر«سلاح النفط» في سياساتها

GMT 07:50 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما يطغَى الفُجور في الخصومة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإنصات حتى من باب التغيير الإنصات حتى من باب التغيير



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 10:05 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ياسمين صبري تعلّق على افتتاح المتحف المصري الكبير
 العرب اليوم - ياسمين صبري تعلّق على افتتاح المتحف المصري الكبير

GMT 08:00 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الفوسفات والذنيبات والمسؤولية المجتمعية تصل البربيطة

GMT 07:56 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو دلامة وجي دي فانس

GMT 07:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نزع السلاح أولوية وطنية

GMT 07:53 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الدول الكبرى تُشهر«سلاح النفط» في سياساتها

GMT 07:58 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عفواً سيّدي الجلاد

GMT 03:47 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف تأثير المشي في الوقاية من الزهايمر

GMT 05:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة

GMT 20:17 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريس جونسون يتهم BBC بتزوير لقطات ضد ترامب

GMT 04:12 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مشروع أميركي لرفع اسم أحمد الشرع من قائمة عقوبات مجلس الأمن

GMT 05:01 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الدفاع المصري يطالب الجيش بأعلى درجات الجاهزية القتالية

GMT 10:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتكار جديد يعيد للأسنان التالفة صحتها دون الحاجة إلى جراحة

GMT 07:24 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

صعوبات دبلوماسية أمام مشروع القوة الدولية في غزة

GMT 04:57 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مدفعية الاحتلال تقصف المياه اللبنانية قبالة الناقورة

GMT 04:49 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 6.2 يضرب إندونيسيا

GMT 05:50 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة

GMT 05:19 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل شخصين بضربة أميركية استهدفت قارب مهربين في المحيط الهادئ
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab