آفة العصر عقائد هوياتية قاتلة ومتقاتلة
مجلس الأمن يبحث تثبيت وقف إطلاق النار في غزة وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الانخفاض مجلس الوزراء اللبناني طالب الدول الضامنة بالضغط باتجاه تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية مع إسرائيل مجلس السيادة في السودان ينفي وجود مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بين الجيش وقوات الدعم السريع في واشنطن دولة الإمارات تدين مصادقة الكنيست الإسرائيلي على مشروعي قانونين لفرض السيادة على الضفة الغربية المحتلة نتنياهو يشيد بدور ترامب في التعاون مع الدول العربية للمساعدة في إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين من غزة أحياء وزير الخارجية القطري يؤكد ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية لضمان تطبيق اتفاق غزة بما يحقق السلام المستدام والاستقرار في المنطقة ألوية العمالقة في اليمن تعلن ضبط سفينة إيرانية محملة بأسلحة ومنتجات إيرانية كانت متجهة إلى الحوثيين قرب باب المندب وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر يقول إن الولايات المتحدة هي أعظم صديق لإسرائيل ويعبّر عن امتنانه لإدارة ترامب على دعمها المستمر زلزال بقوة 4.5 درجة يضرب جزيرة رودس اليونانية
أخر الأخبار

آفة العصر: عقائد هوياتية قاتلة ومتقاتلة

آفة العصر: عقائد هوياتية قاتلة ومتقاتلة

 العرب اليوم -

آفة العصر عقائد هوياتية قاتلة ومتقاتلة

بقلم :ناصيف حتّي*

إحدى أهم سمات النظام العالمي الذي يتشكل، ولم يستقر بعد في بنيته النهائية (طبيعته القطبية) وكذلك في قواعده وأنماط تفاعلاته وأعرافه أن العقائد الهوياتية المتشددة قد استقرت كعنصر أساسي في هذا النظام بديلا عن العقائد الاستراتيجية التي تراجعت أهميتها ودورها بعد عقود ثلاثة من نهاية الحرب الباردة. انتهى «الشرق» وأصيب «الغرب» بالوهن والضعف، ولو استمر ولكن دون التماسك القوي والفاعل لغياب العدو المهدد لمصالحه الاستراتيجية. فالطرق السريعة والضاغطة للاندماج التي شكلتها العولمة همشت الكثيرين ودفعتهم إلى جانب الطريق. كذلك أحدثت العولمة المتسارعة تداعيات كبيرة في كافة المجالات والقضايا. وساهمت في خلط الكثير من الأوراق وفي إحداث تحالفات بالقطعة بين مختلف القوى الدولية المستقرة والصاعدة والعائدة والمتراجعة. في هذا السياق، شاهدنا انبعاث الآيديولوجيات الهوياتية في كافة بقاع العالم... كلها تعبر عن الانتماءات الأولية من وطنية ودينية ومذهبية وإثنية وعرقية ومناطقية. ما يجمع بين مجملها خطاب شعبوي، تبسيطي، اختزالي تقوى جاذبيته كلما يكون الطرف الموجه إليه، والذي يدعي صاحب الخطاب العمل على إنقاذه عبر ترجمة هذا الخطاب إلى واقع، مأزوما أيا كانت مسببات الأزمة أو درجاتها. نرى ذلك في حركات أصولية دينية أو عنصرية ترفض الآخر وتقوم على أبلسة ذلك الآخر... المشترك أيضاً بين كافة الآيديولوجيات الحاملة لهذا الخطاب أنها تعبّر عن مخاوف من تخاطبهم وتعد عادة بحلول غير واقعية أو غير ممكنة. ولكن لا تقدم الحلول العملية للمشكلة التي تدعي أنها تحمل علاجها. فخطاب الكراهية والفوبيا والاستعلاء والقطيعة والصدام مع الآخر لا يحمل جوابا واقعيا وممكنا لعلاج المسببات الفعلية لمشكلات أو مخاوف يعيشها أكثر من يتبنى أو ينجذب إلى هذه الدعوات باسم هوية معينة. إنه خطاب يدعو للتقاتل مع الآخر أو للقطيعة معه أو إلى اعتبار الحل الممكن والوحيد للخلاص بإخضاع ذلك الآخر في النظام الدولي. بالأمس كان الصراع حول الدول وإدخالها بشكل أو بآخر في هذا الحلف أو ذلك التحالف. خفّت حدة تلك اللعبة في عالم اليوم بشكل كبير للأسباب التي أشرنا إليها ولو أنها لم تنته. وصارت «اللعبة» اليوم بشكل عام في العديد من الدول وفي مجتمعاتها بين عقائد تعبر عنها أو تحملها حركات في كثير من الحالات عابرة للدول لطبيعة الهوية التي تحملها، أو ضمن المجتمع ذاته بين هويات متقاتلة ومتشددة تدعو للقطيعة أو للانغلاق أو لإخضاع الآخر. أسباب عديدة ساهمت في إحياء العقائد الهوياتية بهذه الحدة والتشدد، منها الشعور بالتهميش عند الكثيرين، ولو أن رد الفعل قد يكون مختلفا وفي مجالات عديدة. الشعور بالتهميش الذي قد تكون مسبباته في السياسة أو في الاقتصاد أو في الاجتماع والتي أتت به أو ساهمت بشكل كبير في بلورته، انعكاسات العولمة وتداعياتها وخاصةً عبر الأزمات المختلفة التي شهدتها وتشهدها العديد من المجتمعات. من مسببات ذلك أيضاً النزاعات والحروب وغياب الاستقرار في مجتمعات متعددة وكذلك التغيرات المناخية الحادة والتصحر وتداعياتها على الاقتصاد والاجتماع، والتي شكلت وتشكل كلها عناصر طاردة للسكان نحو المجتمعات التي تنعم بالاستقرار. فالهجرة غير الشرعية هي أحد العناصر التي تساهم عبر خطاب معين في تأجيج مشاعر الخوف على الهوية وعلى الاقتصاد في الدول المستقبلة. كما تساهم في تعزيز خطاب الكراهية عند بعض قطاعات الرأي العام لتحميل مسؤولية أزمة اقتصادية معينة على «الآخر» الغريب والمختلف في الدين أو العرق أو اللون.
ما يعزز مشاعر الخوف والكراهية ضد الآخر هو الخطاب التبسيطي الاختزالي والقائم أيضاً على التعميم الذي يحمّل الآخر المختلف كافة المسؤولية عن الأزمات التي يعيشها صاحب الخوف.
إن خطاب التطرف أيا كان عنوانه والداعي إلى إلغاء أو إخضاع الآخر هو حليف موضوعي لخطاب التطرف عند الآخر المضاد له. كل يتغذى على خطاب الآخر ولو اختلفت العناوين دون أن تختلف المضامين.
إن المطلوب معالجة المسببات المختلفة من سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية التي توفر الأرضية الخصبة لخطاب التطرف والانغلاق والقطيعة مع الآخر الشريك في الوطن أو في الإنسانية. وأيا كانت المسببات الرئيسية في هذه الحالة أو تلك في الدول التي تعاني من مخاطر التطرف بكافة أشكاله وعناوينه، فإن العلاج يستدعي أيضاً العمل على تعزيز ثقافة الحوار واحترام التنوع وقيم المواطنة كمصدر غني للمجتمع المعني وتعزيز وصيانة المشترك الوطني ذلك كله يساهم في تعزيز اللحمة الوطنية والأمن المجتمعي للدولة المعنية. كلها شروط أكثر من ضرورية لمعالجة ناجعة لآفة العصر التي يمثلها التطرف بكافة مصادره وأشكاله وعناوينه وتعبيراته.

 
arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آفة العصر عقائد هوياتية قاتلة ومتقاتلة آفة العصر عقائد هوياتية قاتلة ومتقاتلة



يسرا تتوّج "ملكة الأناقة" في مهرجان الجونة

الجونة ـ العرب اليوم

GMT 01:24 2025 السبت ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أشهر 7 مطربين أفارقة يحققون نجاحاً في فرنسا
 العرب اليوم - أشهر 7 مطربين أفارقة يحققون نجاحاً في فرنسا

GMT 09:29 2025 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل تتهم حماس بالتماطل في تسليم جثث الرهائن

GMT 14:49 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الذهب في مصر يعاود الارتفاع متجاوزاً التسعير العالمي

GMT 11:23 2025 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

زيت شائع يعزز قدرتك على مكافحة السرطان

GMT 08:15 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

زلزال بقوة 4.5 درجات يضرب موغلا جنوب غرب تركيا

GMT 22:00 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الانخفاض

GMT 11:36 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

وائل جسار يكشف حقيقة رفضه ألبوم محمد فؤاد بسبب الأجر

GMT 10:44 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

جماهير ليفربول تفاجىء محمد صلاح بعد أزمة الصورة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab