بقلم : حسن المستكاوي
** قبل نهائيات كأس الأمم الإفريقية قلت إن المنتخب لو نجح فى التأهل إلى الدور قبل النهائى يكون قد حقق معجزة. لم أتوقع الفوز باللقب فى غانا بعد إحراز بطولة 2006 فى القاهرة. إلا أننى عندما زرت الكابتن حسن شحاتة فى مستشفى الناس، فوجئت برأيه: «ذهبنا إلى غانا للفوز باللقب. وكنت أردد أمام اللاعبين لماذا لا نفوز ونعود بالكأس ونجمعها مع كأس 2006؟»
** عندما دخلت الغرفة وجدت الكابتن حسن شحاتة جالسا، وقد ارتسمت على وجهه ابتسامته الجميلة، وقبلته وتبادلنا حرارة اللقاء، وقال أهلا ابن الغالى اللى أطلق علىَّ لقب المعلم. أردت أن أفتح حوارا مع الكابتن حسن شحاتة أستعيد معه ذكريات نجاحاته التى كانت معجزة فى الكرة الإفريقية، الفوز بكأس القارة ثلاث مرات على التوالى، فطرقت باب بطولة 2008. ولمعت عين الكابتن، وقلت له: بصراحة هل كنت تتوقع الاحتفاظ بالكأس فى غانا؟ قال: «كنا نرغب فى الفوز بالكأس والعودة بها للقاهرة. وكان المنتخب يضم جيلا رائعا من اللاعبين، ومعنا جهاز معاون على أعلى درجة. كانت الروح عالية وكانت النتائج من إنتاج العمل الجماعى».
** هل هذا الأداء الفريد الممتع كان الأفضل من وجهة نظرك للمنتخب على مدى تاريخ كأس الأمم الإفريقية؟
** أكيد، وكانت نتيجة مباراة البداية أمام الكاميرون مفتاح اللقب فيما بعد، وكم كانت سعادتنا كجهاز بالفوز وبالأداء الممتع المبهج لهذا الجيل من اللاعبين الرائعين.
** ** بعد غانا لعبت مصر فى كأس القارات بجنوب إفريقيا عام 2009، وقدم الفريق مباراتين فى غاية القوة أمام إيطاليا والبرازيل.
** قلت للكابتن حسن شحاتة: بجانب التدريب وكفاءة اللاعبين فلابد أنك قدمت جهدا معنويا للفريق. قال: قلت لهم إن البرازيل تضم 11 لاعبا ونحن 11 لاعبا، وهم يملكون مهارات ونحن أيضا نملك مهارات. ثم إنها البرازيل والاستمتاع باللعب وبكرة القدم. والحقيقة أننى كنت عنيفا بعض الشىء مع اللاعبين وبين شوطى المباراة من أجل تحفيزهم. وعلى الرغم من أننا خسرنا المباراة بضربة جزاء 4/3، فقد كان رد الفعل على أداء المنتخب رائعا سواء أمام البرازيل أو إيطاليا حيث فزنا بهدف للاشىء بهدف محمد حمص فى الدقيقة 40. وكان منتخب إيطاليا يحمل لقب بطل كأس العالم 2006.
** ملاحظة تقدم منتخب البرازيل فى البداية، وسجل أهداف منتخب مصر محمد زيدان هدفين، ومحمد شوقى هدفا.
** ذهب بنا الحوار كابتن حسن شحاتة وأنا إلى ذكريات جميلة عشناها مع منتخب مصر، ففى بطولة غانا كنا نسأل: بكم هدف سنفوز اليوم قبل كل مباراة؟ بينما كنا قديما نتساءل قبل أى مباراة هل نفوز؟
** على باب غرفة الكابتن حسن تجمع زوار أطقم التمريض ومدير العلاقات العامة فى المستشفى عمرو محيى شعت يتابعون الحوار، ويتابعون رد فعل الكابتن حسن وابتسامته الطيبة وهو يطرق معى باب تلك الذكريات الجميلة.
** بتوجيهات من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى، يعالج الكابتن حسن شحاتة، وقد دخل للعلاج فى مستشفى الناس ويجد الكابتن حسن شحاتة كل العناية من الجهاز الطبى وجهاز التمريض. وتأسس مستشفى الناس على مساحة 30 ألف متر مربع فى شبرا الخيمة بمبادرة من رجل الأعمال الحاج خميس عصفور فى شبرا الخيمة، كوقف خيرى، والذى كان يؤمن بأن كل إنسان يستحق رعاية صحية بأعلى جودة ممكنة وكان شعاره البسيط «عالجوا المحتاجين كما يحب الأغنياء أن يعالجوا»، والمستشفى مكون من سبعة طوابق ويضم العديد من الأقسام بطاقة استعابية 600 سرير. ورحل الحاج خميس عصفور عام 2006. وترك إرثا كبيرا حيث حرص أبناؤه على استكمال العطاء من خلال شراكة مؤسسة «جود الخيرية» بقيادة الأستاذ ممدوح عباس ونجله أيمن عباس وتكفلا بالعمل على تجهيز المستشفى وإدارته وفق أعلى المعايير العالمية.