أسامة عباس حضور الغياب

أسامة عباس حضور الغياب!

أسامة عباس حضور الغياب!

 العرب اليوم -

أسامة عباس حضور الغياب

بقلم: طارق الشناوي

قبل نحو ثلاث سنوات تابعنا إطلالة نادرة للفنان القدير أسامة عباس، عندما اكتشف أن هناك من انتحل أسمه وكتب استجداء للمخرجين والمنتجين، لم يسبق لى أن التقيت الأستاذ أسامة، إلا أننى شعرت وقتها أنها واحدة من ألاعيب (السوشيال ميديا)، واضطر الفنان الكبير إلى إجراء تسجيل ( لايف)، ولم يكن أحد من الممكن أن يتشكك فى كونها مكيدة، واكتشف بعدها أسامة مساحة وعمق مشاعر الناس.

أفتقد منذ سنوات حضوره على كل الشاشات، ولا أدرى السبب، صحيح أنه لم يكن يحتل مساحة درامية كبيرة، إلا أنها كانت تستمد عمقها وتأثيرها من الحضور الطاغى واللافت لأسامة عباس، إطلالة أخرى قدمها لنا قبل يومين عندما وجه الشكر لمهرجان المسرح على تكريمه وشعرت باطمئنان على أسامة عباس.

عرفناه مع فرقة (ثلاثى أضواء المسرح) منتصف الستينيات، كانوا هم الأبطال جورج وسمير والضيف، إلا أنهم دائمًا ما يدفعون بأكثر من كوميديان فى مساحة ليست كبيرة ولكنها لافتة، مثل زكريا موافى وكامل أنور وأحمد نبيل ونجاح الموجى وغيرهم، هؤلاء امتلكوا فيضًا من الحب والشغف. أسامة اكتشفه تحديدًا الضيف أحمد، وهذا الفنان الذى رحل مبكرًا كان يملك القدرة على قراءة المستقبل، قال لى سمير غانم إنه- أقصد سمير- كان يشعر أنه لن يكمل المشوار، فهو ليس سمينًا مثل جورج أو نحيفًا مثل الضيف، إلا أنه قال له: (أنت ستصعد للقمة فى غضون سنوات قلائل).

أسامة عباس له (استايل) وبصمة تدخل القلب ولا تغادره، وتكتشف مع مرور الزمن أن هذا هو بالضبط ما يتبقى من الفنان، لا ترتيب اسمه على (الأفيش) ولا (التترات)، الناس تنسى بعد نهاية العرض كل ذلك.

بعد تكريمه فى مهرجان المسرح تكرر السؤال عن الكبار من المؤلفين والمخرجين والممثلين الذين صاروا خارج أجندة شركات الإنتاج.

جزء كبير من المشكلة عمقه الكسل، الكل يلعب على المضمون، شركات الإنتاج والمخرجون لا يُجهدون أنفسهم فى البحث خارج الجدول.

مثلًا من أهم الأسلحة الفنية للمخرج الكبير صلاح أبوسيف بقدرته على التقاط ممثل وتسكينه فى دور يصبح بالنسبة له أيقونة، مثل صلاح منصور فى فيلمى (الزوجة الثانية) و(بداية ونهاية) حتى أن البعض صارت تلك الأدوار تشكل لهم عقدة، مثل حمدى أحمد الذى كان يرفض فى سنواته الأخيرة الحديث عن دوره محجوب عبدالدايم فى (القاهرة ٣٠).

قال لى المخرج شريف عرفه إنه مثلًا فى التسعينيات ظل يبحث عن الفنان محمد يوسف الذى اشتهر بشخصية (شكل) فى البرنامج الإذاعى (ساعة لقلبك)، وهو ما فعله أيضًا مع الممثل سامى سرحان، كثيرًا ما كانت تأتى الإجابة أنهما رحلا عن الحياة، إلى أن عثر عليهما وظلت لهما مساحة فى أفلامه حتى رحيلهما الحقيقى عن الحياة.

غياب الخيال هو العامل الأساسى فيما نراه حولنا.

حكى لى الفنان إبراهيم نصر عن لقاء بينه وأحمد زكى، قال له أحمد: (على فكرة يا إبراهيم، أنت من أكثر الفنانين فى جيلنا موهبة، ولكن لما بنيجى نرشح الممثلين اسمك بيسقط مننا).

هل ظل اسم أسامة عباس يسقط من قائمة الترشيحات، مثلما أيضًا سقطت ولاتزال أسماء أخرى، رحلة عطاء ٥٥ عامًا، تم تكريمه فى مهرجان المسرح، إلا أنه وبلا أى منطق ظل بعيدًا عن العين سنوات عديدة، ولكنه لم يغب أبدًا عن القلوب!!.

arabstoday

GMT 15:45 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

دوائر دوائر

GMT 15:44 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

تصدوا للتضليل

GMT 15:43 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

أهواءُ إسرائيلَ وأهوالها

GMT 15:43 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

وحدات وانفصالات ومراجعات في المشرق!

GMT 15:42 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

من «غلاف غزة» إلى «غلاف الإقليم»

GMT 15:41 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

مطلب التدخل الدولي بوقف الحرب

GMT 15:41 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

العودة إلى نقطة الصفر!

GMT 15:40 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

العالم... وحقبة استعمارية للأراضي القطبية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسامة عباس حضور الغياب أسامة عباس حضور الغياب



نانسي عجرم تكسر قواعد الموضة في "نانسي 11" بإطلالات جريئة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 01:17 2025 الإثنين ,28 تموز / يوليو

روبيو يحدد "الحل البسيط" لإنهاء الحرب في غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab