سينما «اضحك كركر إوعى تفكر» تكسب أحيانًا

سينما «اضحك كركر إوعى تفكر» تكسب أحيانًا!

سينما «اضحك كركر إوعى تفكر» تكسب أحيانًا!

 العرب اليوم -

سينما «اضحك كركر إوعى تفكر» تكسب أحيانًا

بقلم: طارق الشناوي

تتعدد النوعيات السينمائية، فهناك أفلام واضحة فى توجهها، لا تعدك بشىء أكثر من الضحك، أنت تأخذ بثمن التذكرة قدرا من (القهقهات)، يجب التفرقة بين الضحك والإسفاف، الخروج عن النص ممكن.. بينما الخروج عن الآداب من أجل انتزاع (إيفيه) هذا قطعا ما ينطبق عليه توصيف الإسفاف، الخط الفصل بينهما واضح تماما، مدرسة (المدبوليزم) الضحك للضحك، التى أسسها الفنان الكبير عبد المنعم مدبولى، كانت تهاجم بضراوة منذ الستينيات، صارت الآن عندما يعاد تقييمها تحظى بقدر لا ينكر من الاحترام.

تستطيع أن توجزها، أنها تجرى اتفاقا وديا مع الجمهور، شعاره (اضحك كركر إوعى تفكر).

وفيلم (× مراتى) ينطبق عليه هذا التوصيف، خاصة أن الشريط مصرح به للأطفال، هذا النوع من الممكن أن تضعه تحت عنوان شهير مثل (اللمبى)، الفيلم عند عرضه عام ٢٠٠٢ هوجم بضراوة من الصحافة، ووصل الأمر إلى مجلس الشعب، وهناك من طالب تحت قبة البرلمان بمصادرته، ووقتها كتبت على صفحات (روزاليوسف) دافعت عن حقنا فى الضحك، ولا يزال (اللمبى) يمتلك سر الكوميديا، قطعا فيلم (× مراتى) لا يمتلك قدرة (اللمبى) على كل المستويات، فى الكتابة والتعبير السينمائى، وقبل ذلك، قدرات محمد سعد الاستثنائية التى كانت عنوان الضحك فى تلك السنوات، التى دفعت وقتها شركات الإنتاج والتوزيع المصرية إلى إشعال حرب أهلية، هذه حكاية أخرى، كما أن عدم حفاظ سعد على تصدره المشهد بعد سلسلة من التكرار الذى وصل لمرحلة التشبع، حكاية ثالثة.

الفيلم الصريح فى هدفه بالنسبة لى أفضل مليون مرة من تلك الأفلام، التى تقف على الجانب الآخر، تدّعى أنها صنعت من أجل رفعة شأن الوطن والمواطن، وتحمل من وجهة صانعيها رسالة تنويرية، بينما فى واقع الأمر تجد أمامك شريطا سينمائيا بليدا فى كل شىء وفارغا من كل شىء إلا الادعاء. غير قادر على الوصول للناس، ويعود باللائمة على الجمهور الذى تم غسل مخه وفقء عينيه فلا يرى إلا الأعمال القبيحة.

قطعا أتمنى أن كل الأفلام تصبح مثل (الكيت كات) لداوود عبد السيد، كنموذج للفيلم الجماهيرى الذى يحمل رسالة تتعدد فيها القراءات الفنية والفكرية والسياسية والوجودية، تظل فى تاريخنا تلك هى الأفلام النادرة، وهى أيضا القادرة على اختراق حاجز الزمن لتخلق مع الأيام دوائر متعددة من الجماهيرية، هذه المرة نحن بصدد فيلم سقف طموحه لا يتجاوز الضحك.

بدأ فيلم (× مراتى) من نقطة ساخنة؛ هشام ماجد يؤدى دور طبيب نفسى يعمل فى مصلحة السجون، يلتقى مع محمد ممدوح، بلطجى عتيد وله سجل حافل، فى ممارسة كل أنواع العنف ولكنه للمفارقة يحصل على حكم إفراج بسبب سلوكه الهادئ والملتزم فى السجن، يتعاطف معه هشام، ويكتشف فى تلك اللحظة أنه قبل الدخول للسجن كان زوجا لزوجته، وهو والد ابنها الوحيد الذى اعتبره ابنا له. وتتعدد اللقاءات بينهما، لنرى كل التناقضات القادرة على إثارة الضحك، بين عالم الطبيب النفسى ودائرة البلطجى.

السيناريو الذى كتبه كريم سامى وأحمد عبد الوهاب لم يمنحنا مبررات عقلية لأى موقف درامى، كما أنه فقير فى الخيال، كل ما نراه أمامنا يخاصمه العقل ويرفضه المنطق ولا ينطبق عليه حتى قانون الممكن، إلا أن تلك هى شروط اللعبة من البداية، مثلما تدخل مثلا (بيت الرعب) أنت مدرك من الوهلة الأولى أنه مجرد حالة كاذبة، ورغم ذلك تكمل رحلتك فى بيت الأشباح. ولهذا كنت أرى أن محاولة المخرج معتز التونى بين الحين والآخر فى تقديم مبرر عقلانى لموقف لا يمكن التعامل معه بالمنطق، هى بمثابة تراجع عن الاتفاق، وهو قطعا ما يتعارض مع شروط اللعبة، والخطر سيداهم الفيلم لأنك ستعيد تقييم كل المواقف التى صدقتها من قبل، ويفقد الشريط أى إمكانية للضحك. هشام ماجد من هؤلاء النجوم الذين يخططون بهدوء لمشوارهم الفنى، يتقدم لجمهوره بسياسة الخطوة خطوة، فى كل عمل فنى تتسع دائرته الجماهيرية محققا نوعا من الثقة مع القادمين الجدد من الجمهور مختلفى المراحل العمرية، هذه المرة لم يجد الكثير فى السيناريو الذى لم يقدم له المواقف القادرة على تفجير الضحك، هشام منهجه هو الأداء الجاد، ولهذا لم يتوهج إبداعيا هذه المرة إلا فى مشاهد قليلة.

وهو ما ينطبق أيضا على أمينة خليل، التى كان وجودها هامشيا، البطولة على الشاشة لشخصية محمد ممدوح، أجاد ممدوح التعمق بداخلها، وفى كل مرة كان يسرق العين، وبجواره مجموعة البلطجية المساعدين، برز بينهم على صبحى بتلك التلقائية التى صارت عنوانا له. أعجبتنى المشاهد القليلة التى ظهر فيها ضيفا الشرف ألفت إمام وعماد رشاد، وهما ممثلان من جيل العتاولة، الذين نفتقد فى السنوات الأخيرة تواجدهم على الشاشتين، ولا أدرى لماذا لا يجهد عادة المخرجون أنفسهم فى البحث عن تلك المواهب التى لا تزال تملك الكثير. المخرج معتز التونى مرتبط بقدرته على الإحساس باللمحة الكوميدية والتقاطها مثل فيلمه (سمير وشهير وبهير) ومسلسل (لهفة)، إلا أنه يبدد كل طاقته فى تقديم (الإفيه) اللفظى أو الحركى و(الشرعى) أيضا، فهو عادة لا يخرج عن تراث السينما الكوميدية المصرية، التى أصبحت أشبه بالمقرر المكرر، ولا يستخدم إلا فيما ندر، أدواته السينمائية من حركة كاميرا وموسيقى ومونتاج وتكوين ومكياج وغيرها فى خلق تلك الضحكات، التى تتكئ فى العادة على قدرة الممثل وبراعة المخرج فى ضبط إيقاع الحوار. معتز التونى كممثل كوميديان له حضوره وفى أغلب الأفلام التى يخرجها يقتنص لنفسه مساحة درامية للمشاركة كممثل فى الضحك.

(× مراتى) دخل السباق الصيفى رافعا شعار (اضحك كركر إوعى تفكر)، مؤكد لو فكرت ربما يصبح لديك رأى آخر.

arabstoday

GMT 06:52 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

مفكرة السنة الفارطة

GMT 06:50 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

هل هناك صندوق أسود للتاريخ؟

GMT 06:47 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو أمامَ محكمة الرُّبع الأول

GMT 06:45 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

قراءة في لحظة جنوب اليمن

GMT 06:42 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إصرار الحزب والتربص الصهيوني

GMT 06:40 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

صناعة النفط السورية... فرص كبيرة

GMT 06:38 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

«بيت من الديناميت» ووهم الأمن الأميركي

GMT 06:34 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

عام آخر جديد 2026

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سينما «اضحك كركر إوعى تفكر» تكسب أحيانًا سينما «اضحك كركر إوعى تفكر» تكسب أحيانًا



النجمات يتألقن بلمسة الفرو في الشتاء

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 06:11 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

رحلة سياحية لاكتشاف فرنسا بعيون جديدة في عام 2026
 العرب اليوم - رحلة سياحية لاكتشاف فرنسا بعيون جديدة في عام 2026

GMT 06:26 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

نباتات تضيف لمسة طبيعية إلى ديكور منزلكِ في 2026
 العرب اليوم - نباتات تضيف لمسة طبيعية إلى ديكور منزلكِ في 2026

GMT 15:17 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يوضح موقفه من المناورات الصينية حول تايوان
 العرب اليوم - ترامب يوضح موقفه من المناورات الصينية حول تايوان

GMT 13:14 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

الثوم يعزز المناعة ويخفف أعراض الزكام
 العرب اليوم - الثوم يعزز المناعة ويخفف أعراض الزكام

GMT 09:50 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية تضرب مناطق غرب اللاذقية في سوريا

GMT 06:11 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

رحلة سياحية لاكتشاف فرنسا بعيون جديدة في عام 2026

GMT 18:45 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

زيلينسكي يفتح باب بحث نشر قوات أميركية في أوكرانيا

GMT 09:47 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

ارتفاع حصيلة الشهداء الصحفيين في غزة إلى 275

GMT 17:33 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

السعودية تؤكد التزامها بأمن اليمن ودعم مجلس القيادة الرئاسي

GMT 19:14 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

حبس رمضان صبحي لاعب بيراميدز المصري لمدة عام في قضية تزوير

GMT 06:18 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

10 وجهات سياحية جاذبة لاكتشاف العالم في عام 2026

GMT 07:31 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

الذهب ينتعش من أدنى مستوى في أسبوعين والفضة تتعافى

GMT 15:54 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تُعلن توقيف 357 شخصاً في 21 محافظة بسبب صلات بـ«داعش»

GMT 09:36 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

ارتفاع منصات التنقيب عن النفط بمقدار ثلاث

GMT 09:18 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

وفاة حفيدة الرئيس الأميركي الأسبق جون كينيدي

GMT 12:21 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مقتل شخص وإصابة 2 في السويداء بانفجار قنبلة يدوية

GMT 09:08 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

تأييد حبس النائبة التونسية عبير موسي عامين

GMT 09:30 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

أسعار القمح تواصل الصعود للجلسة الخامسة وسط مخاطر الإمدادات

GMT 06:44 2025 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

الفضة تتجاوز 80 دولارًا في المعاملات الفورية للمرة الأولى

GMT 09:11 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد فلسطيني برصاص الاحتلال في نابلس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab