«مصطفى فهمي» الموهوب الذى ظلمته وسامته

«مصطفى فهمي».. الموهوب الذى ظلمته وسامته!

«مصطفى فهمي».. الموهوب الذى ظلمته وسامته!

 العرب اليوم -

«مصطفى فهمي» الموهوب الذى ظلمته وسامته

بقلم : طارق الشناوي

«فصرت إذا أصابتنى سهام / تكسرت النصال على النصال».. هكذا قال المتنبى، وهو ما يمكن أن نعايشه الآن واقعيًا، بعد ساعات قليلة من رحيل الفنان القدير حسن يوسف، يفجعنا رحيل النجم القدير مصطفى فهمى.

قبل أقل من شهرين، وهناك قَدْر من الترقب لحالة مصطفى فهمى، الذى أصيب بورم مفاجئ فى المخ، ولم يكن الأمر بعد إجراء الجراحة يدعو للاطمئنان، وهو ما باح لى به حسين فهمى، عندما سألته قبل أيام فى مهرجان (الجونة) عن حال مصطفى، ورغم ذلك عشنا منذ 24 ساعة مفاجأة الرحيل.

العلاقة بين الشقيقين حسين ومصطفى أرادت الصحافة الفنية أن تأخذ دور البطولة فيها، فكانت الصحافة الفنية سيدة الموقف، والتقطت تلك المعركة التى فجرها المخرج الكبير عاطف سالم لتصبح على مدى عدة سنوات هى (المانشيت).

حكى لى الأستاذ عاطف سالم أنه أثناء إعداده لفيلم (أين عقلى) 1974، بطولة سعاد حسنى ورشدى أباظة ومحمود ياسين، أراد أن يضيف أيضًا اسمًا رابعًا حسين فهمى، وكان فى بداية نجوميته، وقتها كان عدد كبير من المخرجين يتباهون بين أقرانهم بأنهم نجحوا فى الجمع بين كل هؤلاء النجوم معًا ليتصدروا (أفيشًا واحدًا).

كان حسين قد لعب بطولة فيلمين مع سعاد حسنى، (خلى بالك من زوزو) و(أميرة حبى أنا) للمخرج الكبير حسن الإمام، الفيلم الأول (زوزو) منحه لقبًا لا يزال مرتبطًا به حتى الآن (الواد التقيل).

وافق حسين مبدئيًا على المشاركة فى بطولة (أين عقلى)، وأعجبه الدور ولم تحدث أى مشكلات فى كتابة الأسماء، أو ومن يسبق الآخر، خاصة أنه صار مطلوبًا بقوة فى السوق.. اختلف فقط مع الإنتاج على تحديد قيمة الأجر، قرر عاطف أن يجد حلًا ويثبت لحسين أنه قادر على تقديم نجم آخر، فكان قد تعرف على شقيقه مصطفى، الذى يصغره بعامين فقط، ويتساوى معه فى الوسامة، وبالقطع سيقبل ربما بنصف أجر حسين فهمى، كان مصطفى بالفعل قد بدأ مشواره (كاميرا مان)، مع مدير التصوير عبدالحليم نصر، لمحه مصادفة عاطف سالم فى الاستوديو وهو يصور شقيقه فى فيلم (أميرة حبى أنا) وتضاحك معه قائلًا (أنت أحلى من أخوك)، مكانك هو الوقوف أمام الكاميرا وليس خلفها، ولم يأخذ مصطفى الأمر بجدية، اعتبرها مجرد (دردشة) مع مخرج كبير، والمعروف عن عاطف أنه أستاذ فى فن قيادة الممثل، ومن الواضح أنه وجدها فرصة لكى يمارس هوايته فى تقديم نجم جديد، طبعًا الأمر ينضح بالحساسية، هناك خلاف على الأجر وليس الدور مع حسين، ووافق مصطفى على أن يبدأ مشواره كممثل لإنقاذ الموقف بديلًا لشقيقه، وتعددت- قبل حتى أن يعرض (أين عقلى)- الأفلام التى رُشح لبطولتها مصطفى فهمى، الذى صار يشكل رقمًا على ملامح الخريطة السينمائية فى السنوات الأربع الأخيرة من السبعينيات، بينها أول أفلام يسرا (قصر فى الهوا)، الذى هو أيضًا أول وآخر فيلم يخرجه مدير التصوير (عبد الحليم نصر)، أسند دور البطولة أمام يسرا إلى مساعده فى التصوير مصطفى فهمى.

ملحوظة: تأخر عرض الفيلم لأسباب تسويقية، فلم يصبح هو أول أفلام يسرا، إلا أنه تاريخيًا أول عمل فنى بالفعل صوّرته يسرا مع مصطفى.

العلاقة بين الشقيقين لم تشهد توترًا، كما روى عاطف، الأمر لم يستغرق بين الشقيقين سوى أسابيع، بينما اعتبرته الصحافة مادة ثرية وأشعلت بينهما النيران.. عقدَ الشقيقان جلسة بحضور والدهما، والذى كانت تربطه أيضًا صداقة بعاطف سالم، وتصافيا تمامًا. الصحافة أو القسط الأكبر من الصحفيين، لم يرضوا بتلك النهاية السعيدة، وبين الحين والآخر كان هناك من يحاول إيجاد فرصة للنفخ فى الرماد، إلا أن ما كان يجمع مصطفى وحسين شىء أعمق من الأخوة التى تعنى (الجينات) الوراثية، كانت بينهما صداقة وإعجاب متبادل وفلسفة واحدة فى تقبُّل الزمن، وهى المرونة.. كانا يقابلان كل تلك الشائعات بسخرية.. وعندما تولى حسين فهمى رئاسة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى مرتين: الأولى عام 1999 والثانية 2022، دائمًا ما كنت ألاحظ أن مصطفى هو أول الحاضرين إلى دار الأوبرا المصرية مرتديًا الاسموكن والبيبون، مشاركًا أيضًا شقيقه فى استقبال الضيوف.

أتصور أن أحد أسباب تقديمهما معا قبل عدة سنوات الإعلان الشهير باسم (راح فين زمن الشقاوة يا حسين)، هو أن يقدما بالصوت والصورة وثيقة تؤكد عمق الصداقة بينهما، ونجح الإعلان بسبب ذلك محققًا نجاحًا جماهيريًا، ولا يزال يحقق أعلى أرقام مشاهدة.

مصطفى ظل مطلوبًا وبقوة داخل الرقعة الفنية، سينما وتليفزيون.. آخر إطلالة سينمائية قبل أشهر قليلة فى الفيلم التاريخى (أهل الكهف)، والفيلم الوطنى (السرب)، حيث لعب فى الفيلم الأخير دور أحد كبار الضباط فى سلاح الطيران.

وكان على خريطته أيضًا أكثر من تعاقد للمشاركة فى بطولة مسلسل تليفزيونى يعرض فى رمضان.

من أهم الإطلالات الدرامية (حياة الجوهرى) أمام يسرا، و(قصة الأمس) مع إلهام شاهين. كما لا أنسى دوره فى الثمانينيات فى المسلسل الوطنى مع عادل إمام (دموع فى عيون وقحة).. ورحل الموهوب الذى ظلمته وسامته!.

arabstoday

GMT 10:51 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المسلمان

GMT 10:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

من موجة ترمب إلى موجة ممداني

GMT 10:47 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة الحرب... تكنولوجيا أوكرانية مقابل أسلحة أميركية

GMT 10:41 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محاذير هدنة قصيرة في السودان

GMT 10:37 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 10:36 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

«تسونامي» اسمُه ممداني

GMT 10:33 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

السودان... حكاية الذَّهب والحرب والمعاناة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«مصطفى فهمي» الموهوب الذى ظلمته وسامته «مصطفى فهمي» الموهوب الذى ظلمته وسامته



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - وزير الدفاع الإسرائيلي يأمر بتدمير جميع الأنفاق في قطاع غزة

GMT 01:53 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب
 العرب اليوم - فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب

GMT 10:41 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محاذير هدنة قصيرة في السودان

GMT 09:06 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يوقف حفله في دبي بسبب نيللي كريم وأحمد السقا

GMT 15:41 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

يامال يرفض المقارنات بميسي ويركز على تحسين أداء الفريق

GMT 16:15 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمم المتحدة تطلق حملة تطعيم واسعة للأطفال في غزة

GMT 10:58 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مرقص حنا باشا!

GMT 10:59 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مرة أخرى.. قوة دولية فى غزة !

GMT 11:40 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

.. وفاز ممداني

GMT 22:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة

GMT 12:01 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

صدقوني إنها «الكاريزما»!

GMT 20:43 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تنفق ملايين الدولارات لتحسين صورتها في أميركا

GMT 11:53 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إحياء الآمال المغاربية

GMT 05:50 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab