«تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ»

«تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ»

«تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ»

 العرب اليوم -

«تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ»

بقلم - د. محمود خليل

التشابه هو العامل الأبرز الذى يؤدى إلى التكرار. وكما حكيت لك يؤدى تشابه المقدمات إلى تكرار النتائج، كما أن تشابه البشر قد يتوقع معه تكرار السلوكيات نفسها، لذلك تجد الخلاق العظيم يصف من يعبرون على ما يرون من آيات الله فى أحداث الحياة من حولهم بأنهم متشابهو القلوب: «وَقَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ لَوْلاَ يُكَلِّمُنَا اللّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ».

تشابه القلوب يعنى ببساطة تشابه أساليب التفكير، وطبائع الإحساس ومستوى الانفعال الوجدانى بالأحداث، وهما أمران تجد تفسيرهما فى تشابه «الثقافة السائدة».

الثقافة السائدة بين أفراد المجتمع الواحد قد تجعلهم أشباهاً فى أساليب تفكيرهم المتنور الفاعل، أو الارتجاعى الخامل، وكذا فى ردود فعلهم الحية النشطة، أو الساكنة البليدة، إزاء ما يتفاعل حولهم من أحداث.

كذلك قد تتشابه الأجيال فى أسلوب تفكيرها وردود فعلها إذا التقت على ذات المعطيات الثقافية. وميراث الأفكار هو أعدل الأشياء قسمة بين الناس، لأنه مثل العقل تماماً، إنه أعدل قسمة من المال الذى قد تحرزه عائلات وتصدره إلى الأجيال الجديدة منها، مقابل عائلات أخرى يصدر فيها السلف المعاناة إلى الخلف.

كثيرون يكررون عبارة «ما أشبه الليلة بالبارحة» فى معرض المقارنة بين ظروف حالية يعيشونها بظروف أخرى سابقة، والأصل فى ذلك دائماً هو تشابه الثقافات ما بين الأجيال المختلفة.

يستعرض البعض أحداث التاريخ داخل أحد المجتمعات، فيرى نفس الأحداث تتكرر، وذات الأمراض تنتقل من جيل إلى جيل، دون أن يرجى لها شفاء، ويتساءل عن السبب فى ذلك، وبقليل من التأمل يدرك أن السر فى ذلك أساسه حالة السكون الثقافى وعدم الاهتمام بإحداث التغيير الثقافى المطلوب عند الانتقال من جيل إلى جيل.

العديد من المجتمعات الراكدة التى تتشابه فيها القلوب بحاجة إلى التحول من حالة السكون العقلى إلى حالة التفكير العقلانى.

فهذا النمط من التفكير هو وحده الذى يمكن أن يؤدى إلى الاختلاف، حين يدفع صاحبه إلى إدراك الاختلاف فى السياقات والمتطلبات بين ظرف وظرف، وعصر وآخر، وفرد وفرد.

التفكير العقلانى يعلم صاحبه الاتعاظ بغيره، والتعلم من تجارب السابقين، وبذا يصبح أكثر قدرة على التحرر من أخطائه.يظل العقل دائماً هو أداة النجاة التى أكد القرآن الكريم عليها، فهو وحده القادر على الأخذ بيد صاحبه لفهم آيات الله فى كونه، والحكمة والمغزى فى الأحداث التى تتفاعل فى الحياة، على كل إنسان أن يؤدى طبقاً لمعطيات وقته وللظروف الفردية والاجتماعية المحيطة به، عليه أن يستوعبها جيداً ويعمل عقله فيها، ويقبل أو يرفض من هذه المعطيات أو الظروف ما يجده منافياً للتفكير السليم والضمير المستقيم. فالضمير هو سند العقل فى حياه أفضل.

أمران أساسيان يدعمان قدرة الإنسان على قراءة وفهم آيات الله تعالى فى الحياة والأحياء، هما العقل النشط والضمير اليقظ.«وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِى آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُواْ بِهَا»

arabstoday

GMT 08:13 2023 الأحد ,02 تموز / يوليو

«يوسف».. والحقيقة الكبرى

GMT 08:12 2023 الأحد ,02 تموز / يوليو

هل المرأة أقوى من الرجل؟

GMT 03:43 2023 الأحد ,14 أيار / مايو

رسالة للمتحاورين صباح اليوم

GMT 00:11 2023 الخميس ,06 إبريل / نيسان

الرد المطلوب على الابتزاز والاستقواء!

GMT 00:09 2023 الخميس ,06 إبريل / نيسان

الدبلوماسية المصرية فى زمن مختلف

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ» «تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ»



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 23:43 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن تسليم الصليب الأحمر جثة أسير إسرائيلي
 العرب اليوم - حماس تعلن تسليم الصليب الأحمر جثة أسير إسرائيلي

GMT 23:30 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

نيللي كريم ترد على شائعات ارتباطها بحارس مرمى شهير
 العرب اليوم - نيللي كريم ترد على شائعات ارتباطها بحارس مرمى شهير

GMT 23:06 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

راما دوجي الفنانة تصبح السيدة الأولى لنيويورك
 العرب اليوم - راما دوجي الفنانة تصبح السيدة الأولى لنيويورك

GMT 08:00 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الفوسفات والذنيبات والمسؤولية المجتمعية تصل البربيطة

GMT 07:56 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو دلامة وجي دي فانس

GMT 07:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نزع السلاح أولوية وطنية

GMT 07:53 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الدول الكبرى تُشهر«سلاح النفط» في سياساتها

GMT 07:58 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عفواً سيّدي الجلاد

GMT 03:47 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف تأثير المشي في الوقاية من الزهايمر

GMT 05:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة

GMT 20:17 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريس جونسون يتهم BBC بتزوير لقطات ضد ترامب

GMT 04:12 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مشروع أميركي لرفع اسم أحمد الشرع من قائمة عقوبات مجلس الأمن

GMT 05:01 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الدفاع المصري يطالب الجيش بأعلى درجات الجاهزية القتالية

GMT 10:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتكار جديد يعيد للأسنان التالفة صحتها دون الحاجة إلى جراحة

GMT 07:24 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

صعوبات دبلوماسية أمام مشروع القوة الدولية في غزة

GMT 04:57 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مدفعية الاحتلال تقصف المياه اللبنانية قبالة الناقورة

GMT 04:49 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 6.2 يضرب إندونيسيا

GMT 05:50 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة

GMT 05:19 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل شخصين بضربة أميركية استهدفت قارب مهربين في المحيط الهادئ
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab