بقايا «حزب الله» والانفصام السياسي

بقايا «حزب الله» والانفصام السياسي

بقايا «حزب الله» والانفصام السياسي

 العرب اليوم -

بقايا «حزب الله» والانفصام السياسي

بقلم : جبريل العبيدي

عودنا «حزب الله» على المغامرة والوجود في الجبهة الخطأ، في ظل تغييبه وتجاهله لسلطة الدولة اللبنانية المنهكة اقتصادياً، والتي عانت من حرب أهلية في السبعينات من القرن الماضي انتهت باتفاق الطائف الذي ضمن تقاسم السلطة بين الفرقاء السياسيين من دون الحاجة لأي تحالفات مسلحة، أو الحاجة لإبقاء السلاح في عهدة الأحزاب.

رغم أن «حزب الله» تعرض لضربة قوية غير مسبوقة أمنياً وإنسانياً وكانت «ثقيلة» وغير مسبوقة فإن حالة الانفصام (الشيزوفرينيا) السياسية، تظهر على لسان ما تبقى من قادة الحزب الذين يرددون: دخلنا مرحلة جديدة، عنوانها معركة الحساب المفتوح والمواجهة. بينما الواقع السياسي والعسكري لما تبقى من «حزب الله» أظهر وهناً وضعفاً غير مسبوقين منذ جيلين سابقين.

العملية العسكرية الإسرائيلية ضد «حزب الله» رغم «قذارتها» فإنها كشفت عن ضعف ووهن في الجهاز الأمني قبل العسكري الذي لطالما تغنى به حسن نصر الله الذي فقد العشرات من قادته من بينهم نصر الله نفسه في بضع ساعات، في ضربة خاطفة، مما يؤكد الاختراق الأمني الكبير.

ولسان حال الوطنيين في لبنان هو التخلص من «حزب الله» كقوة عسكرية كانت موجهة ضد الداخل اللبناني بين تخويف وترهيب وفرض إرادة للأجنبي، فلبنان كان ضحية لعشرات السنين لمغامرات حسن نصر الله والتغني بالمقاومة والوعد بالرد «القاسي» على حساب الجنوب بل ولبنان وبنيته التحتية. فالتهديد الإسرائيلي بإعادة لبنان إلى عهد ما قبل التاريخ وفق تصريحات عنترية يطلقها قادة جيش حرب إسرائيل في كل معركة صواريخ يطلقها الحزب نادراً ما تحدث أضراراً عسكرية للجيش الإسرائيلي وقواعده في حيفا التي هي أقرب الأهداف لصواريخ الحزب، هو الخطر القادم.

ظاهرة «حزب الله» ظاهرة إقليمية، بل وشبه عالمية تسببت في العديد من الأزمات والمشاكل حول العالم، بسبب تحوله إلى ذراع إيرانية في المنطقة وتجاوزه دور الحزب السياسي المدني وممارسة التداول السلمي إلى تحوله إلى ميليشيا مسلحة داخل الدولة وخارج سيطرتها. إذ إن «حزب الله» يصنفه الكثير من المحللين بأنه ذراع إيرانية في المنطقة، بل أثبت أنه مجرد خفير على مخازن السلاح الإيراني في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية، والدليل عجز نصر الله عن استخدام تلك الصواريخ من دون إذن إيران حتى في الدفاع عن نفسه قبل مقتله بدم بارد في مخابئ محصنة تحت الأرض.

كف اليد الإيرانية في المنطقة بدأ منذ اغتيال قاسم سليماني وانتهى بمقتل نصر الله وبينهما تقاطعات انتهت اليوم بانتهاء دور «حزب الله» في المنطقة، ورغم أن إيران صرفت مئات المليارات على «حزب الله» فإن الضربات الإسرائيلية الأخيرة قضت في بضع ساعات على أكبر مشروع توسعي إيراني في الشرق الأوسط.

معادلة «حزب الله» التي اختبأ خلفها لسنوات تحرير «فلسطين» وزوال إسرائيل، هي الشعار المعلن رغم أن «حزب الله» كانت مشاركته في حرب غزة خجولة بل شبه جبهة معطلة، فقط اكتفى بالرد على غارات إسرائيلية استهدفت عناصر الحزب بالاغتيال من دون أي مشاركة أو «مناصرة» حقيقية تذكر.

لم يعد مقبولاً تسلط ميليشيا «حزب الله»، والاستقواء بالخارج على الدولة اللبنانية، وعمله كدولة داخل الدولة، للحفاظ على لبنان مضطرب وعلى حافة حرب أهلية بين الحين والآخر، وهي غاية إقليمية ودولية، واستغلال مشكلات لبنان المتعددة ومنها «الديمقراطية» المبنية على محاصصة طائفية، بينما لبنان اليوم ينشد التحرر من سطوة الحزب وأمثاله في ظل جيل جديد لم يكن شريكاً في صنع الطائفية ولا فرض وجود «حزب الله» المسلح.

ليبقى سؤال مهم: هل نهاية «حزب الله» كانت بمجرد ضربة عسكرية إسرائيلية خاطفة لم تستغرق بضعة أيام وساعات أم كانت قراراً إيرانياً أيضاً لإخراج الحزب من الخدمة العسكرية؟ السياسات والتحالفات والمفاوضات القادمة ستحمل الإجابة التي أظنها تقع في خانة نهاية الخدمة لـ«حزب الله» وفق قرار من المستخدم.

«حزب الله» المسلح اليوم أصبح من الماضي المؤلم للبنان والشرق الأوسط، ولكن يمكن للحزب السياسي التعايش مع اللبنانيين والشرق الأوسط شريطة نبذ العنف وطي صفحة الميليشيا والتوقف عن كونه الثلث المعطل للحياة في لبنان وما جاوره.

arabstoday

GMT 16:36 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

ملكة القنوات

GMT 16:36 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

السعودية وباكستان و«ضربة معلم»

GMT 16:35 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

نقش «سلوان» وعِراك التاريخ وشِراكه

GMT 16:33 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

السعودية وباكستان... تحالف جاء في وقته

GMT 16:31 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

أين تريد أن تكونَ في العام المقبل؟

GMT 16:30 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

افتح يا سمسم

GMT 16:29 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

مأزق الليبرالية البريطانية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بقايا «حزب الله» والانفصام السياسي بقايا «حزب الله» والانفصام السياسي



نقشات الأزهار تزين إطلالات الأميرة رجوة بلمسة رومانسية تعكس أناقتها الملكية

عمّان - العرب اليوم

GMT 11:05 2025 الجمعة ,19 أيلول / سبتمبر

شيرين عبد الوهاب أمام القضاء بتهمة السبّ والقذف

GMT 03:18 2025 السبت ,20 أيلول / سبتمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 06 سبتمبر/ أيلول 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab