ليس حباً في ماكرون لكن كرهاً في لوبان

ليس حباً في ماكرون لكن كرهاً في لوبان

ليس حباً في ماكرون لكن كرهاً في لوبان

 العرب اليوم -

ليس حباً في ماكرون لكن كرهاً في لوبان

بقلم - جبريل العبيدي

بمجرد إعلان نتيجة الجولة الأولى في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، التي أنتجت فوز الرئيس الفرنسي بفارق بسيط مع منافسته الشعبوية ماري لوبان، التي صعدت معه إلى المنافسة في الجولة الثانية، ولكن المفاجأة في الانتخابات الفرنسية ستكون في جولتها الثانية، ستكون في تصويت كثيرين من معارضي ماكرون له، وسيكون شعارهم «ليس حباً في ماكرون، ولكن كرهاً في ماري لوبان»، فالانتخابات الفرنسية رغم فوز الرئيس الحالي ماكرون بفارق ضئيل للمرحلة التالية فإن الانتخابات جعلت من الشعبويين «الفائز» الشريك للانتقال إلى المرحلة الثانية، ولا يفصلهم عن ماكرون سوى فارق بسيط لا يتجاوز 2 في المائة في سابقة خطيرة جعلت منهم الصوت الثاني، ويكاد يكون الصوت الأول مكرراً في الجمهورية الخامسة، جمهورية الحرية والعدل والمساواة والمواطنة، بينما شعاراتهم تختلف وتتعارض مع ما قامت عليه الثورة الفرنسية من شعارات، أسست للجمهورية الأولى في التاريخ، جمهورية صباح الخير يا أخي المواطن، والتي نفضت عن فرنسا غبار بسكويت ماري أنطوانيت وعجرفتها أمام الجائعين لرغيف الخبز، وأسقطت حصن الباستيل، هي اليوم تنتكس بظهور أصوات شعبوية، لم تعد مجرد أقلية لا تذكر، إلى أن أصبحت الرقم الثاني في الانتخابات الفرنسية.
فرضية وصول الشعبوية ماري لوبان للسلطة في فرنسا، وخطابها المشبع بالعداء للتعايش السلمي مع المهاجرين والأجانب في فرنسا، الذي ورثته من أبيها في حزب، جميع بين صفوفه ممن اتفقوا على العداء للأجانب، هو الكابوس المخيف لكثيرين ممن يمتلكون حق التصويت، فرغم ارتفاع نسبة العزوف عن المشاركة في الاستحقاق الانتخابي، في الجولة الأولى، لا أعتقد أن العزوف عن المشاركة سيكون سائداً في الجولة الثانية، خاصة مع صعود ماري لوبان للجولة الثانية، ما يعنى أننا سنكون أمام نازية أو فاشية جديدة، رغم نكران ماري لوبان لهذه الصفات، لكن يبقى مشروعها الانتخابي المبنى على العداء للغريب والأجنبي يتقاطع مع النازية والفاشية التي تؤمن بتفوق ما تسميه الجنس الآري.

 

المفهوم الشعبوي يتقاطع مع مفهوم العنصرية بدءاً من النرجسية وحب الذات وإقصاء الآخر والزعم بملكية الوطن (الأرض) وطرد السكان الأصليين والزعم «بانحياز» الرب لطرف دون آخر والعيش في قوقعة الجنس «المتفوق» إلى الزعم بسيادة الجنس الآري وتصادم الحضارات وتفوقها وانتشار مفهوم العرق السيد Master Race ونظرية تفوق الجنس، كما كان يؤمن النازي أدولف هتلر والفاشي موسيليني، وهو ما تسير ماري لوبان على نهجه، ولو بشكل مختلف، ولكن بمفهوم واحد.
رغم الصورة السوداوية في تزايد التيار الشعبوي، فإن المطمئن هو أن غالبية المجتمع الفرنسي ليست على وفاق مع خطاب ماري لوبان وباقي الشعبويين، بل هناك أصوات طالبت بالتصويت لماكرون في الجولة الثانية كرهاً في ماري لوبان وخطابها الشعبوي.
معركة قد تضع فرنسا أمام خيارين، إما الشعبويين أو ماكرون. الأمر الذي جاء لصالح ماكرون، رغم سياساته المتناقضة ومعاييره المزدوجة، خاصة حين قال إن الرسوم المسيئة للرسول والإسلام حرية رأي، في حين اشتد غضباً من الصحافة الروسية على رسوم مسيئة لأوروبا، وقال: «إنها ليست حرية رأي»، إلا أنه يبقى خياراً من بين أفضل السيئين للبعض.
الوصول إلى قصر الإليزيه في المرحلة الحالية لن يكون للشعبويين، رغم تنامي تيارهم، بدءاً من حزب لا يكاد يحصد أصوات منتسبيه، إلى أن أصبح له أصوات خارج منتسبيه، يمكن أن تمكنه من المنافسة على الترتيب الثاني، إن لم يكن الأول مكرراً، ما يعتبر مقلقاً، خاصة أن التيار الشعبي أصبح يتزايد في أوروبا، مع صعود رؤساء ووزراء شعبويين يجاهرون بما يؤمنون به من خطاب الكراهية.
رغم خطاب العداء للشعبويين، فإن فرنسا بلد «صباح الخير الأخ المواطن»، فرنسا الحرية والعدل والمساواة، لن تنتكس ويحكم قصر الإليزيه فيها من يعيدها إلى حظيرة ماري أنطوانيت وسجن الباستيل.

arabstoday

GMT 18:04 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

إيران وإسرائيل والمسرحية.. والمتفرجون

GMT 05:17 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (٦)

GMT 05:14 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

أمٌّ صنعت معجزة

GMT 05:10 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

بورصة أسماء الوزراء

GMT 05:07 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

الرد على الرد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليس حباً في ماكرون لكن كرهاً في لوبان ليس حباً في ماكرون لكن كرهاً في لوبان



GMT 23:31 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 23:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 08:56 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

شهيد في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة جنوب لبنان

GMT 20:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 23:51 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab