البديل الغائب لخطة ترامب
أخر الأخبار

البديل الغائب لخطة ترامب

البديل الغائب لخطة ترامب

 العرب اليوم -

البديل الغائب لخطة ترامب

بقلم : عماد الدين حسين

الجميع يعرف أن خطة الرئيس دونالد ترامب المطروحة حاليا بشأن العدوان الإسرائيلى على غزة وعموم فلسطين هى خطة إسرائيلية بامتياز، والجميع يعرف أن الجلسة الحاسمة التى عقدها ترامب فى البيت الأبيض فى ٢٧ أغسطس الماضى بحضور تونى بلير رئيس الوزراء البريطانى وجاريد كوشنر زوج ابنة ترامب وعراب صفقة القرن، وربما يكون حضرها رون ديرمر وزير الشئون الاستراتيجية الإسرائيلى، هى الجلسة التى أقرت هذه الخطة.

والجميع يعرف أنه لم يكن ممكنا أن تطرح الولايات المتحدة أية خطة يمكن أن تكون فى غير صالح إسرائيل، أو تنحاز للحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى. والجميع يعلم أن الولايات المتحدة منحازة بالكامل للعدوان الإسرائيلى ليس فقط منذ بدايته فى ٧ أكتوبر، ولكن منذ زرع إسرائيل فى المنطقة عنوة عام ١٩٤٨.

والجميع يُفترض أن يدرك أن إسرائيل دولة وظيفية أو حاملة طائرات غربية، وزرعها فى المنطقة بهدف تقسيمها وعدم توحدها، ولولا أمريكا ما تمكنت إسرائيل من الاستمرار فى عدوانها لشهر أو شهرين، ناهيك عن شن العدوان على إيران. ولولا السلاح والمال والفيتو الأمريكى ما تمكنت إسرائيل من ممارسة بلطجتها على كل المنطقة منذ زمن طويل، والكل يدرك أن الفلسطينيين وغالبية العرب يواجهون أمريكا وليس فقط إسرائيل.

إذا كان كل ما سبق معروفا لكل من يتابع الصراع العربى الإسرائيلى، فلماذا كل هذه الدهشة من بنود خطة ترامب بشأن اليوم التالى فى قطاع غزة؟!

هل كان متصورا أن يصنع ترامب وفريقه الموغل فى الصهيونية خطة تنتصر للشعب الفلسطينى وحقوقه المشروعة؟!
بعد هذه المقدمة الطويلة فمن الطبيعى أن تحظى هذه الخطة بمعارضة من عدد كبير من الفلسطينيين ومن العرب، بل ومن أى شخص فى أى مكان يؤمن بالعدالة والإنسانية. ورغم ذلك فإن السؤال المطروح على كل شخص يرفض هذه الخطة - وله كل الحق فى ذلك - هو: ما البديل لهذا الرفض، وما الذى يمكن عمله على أرض الواقع، وتقديم حلول عملية؟! وهل يمكن للمقاومة أن تستمر فى القتال، وإلى متى، وما مواردها، وما ظهيرها فى المنطقة؟

بالطبع فإن الشعارات والكلمات الرنانة أو التصورات العاطفية لا تفيد إطلاقا.

من بين بنود خطة ترامب فإنه إذا رفضت حركة حماس هذه الخطة، فإنه سوف يتم البدء فى تطبيقها فى المناطق غير الخاضعة لسيطرتها.

وسمعنا ترامب يقول بوضوح خلال مؤتمره الصحفى مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو مساء يوم الإثنين الماضى: «إذا رفضت حماس هذه الخطة فسوف ندعم نتنياهو للقيام بكل ما يلزم»، وترجمة ذلك ببساطة أننا سنطلق يد نتنياهو وجيشه فى الإجهاز على ما بقى من الشعب الفلسطينى ومقدراته فى قطاع غزة.

لا أطرح هذا السؤال عن البدائل بمنطق التعجيز أو إقناع حركة حماس وأنصارها بالموافقة على هذه الخطة الظالمة جدا، لكن أدعو فقط إلى التفكير فى السؤال، وهل هناك فعلا بدائل عملية موجودة لهذه الخطة، أم أن الأفضل هو محاولة تعديل بعض بنودها ثم قبولها كفترة انتقالية تسقط مخطط الاحتلال ثم التهجير، رهانا على تحسن الظروف الصعبة الحالية.

قد يقول البعض تعليقا على سؤالى إن هناك بديلا يتمثل فى توحيد الصف العربى والإسلامى لمواجهة إسرائيل وإسقاط خطة ترامب.

وهذا البديل للأسف ليس عمليا، وينتمى لعالم «التمنيات والماينبغيات» لأن العرب ليسوا موحدين و«تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى».

الواقع المرير يقول إن المقاومة تواجه عمليا أمريكا وليس فقط إسرائيل، وإن غالبية الدول العربية المؤثرة قبلت الخطة، وهو ما سيحدث من غالبية الدول الأوروبية، وكذلك تركيا.

إذا كان الأمر كذلك، فما الأوراق الموجودة الآن بيد فصائل المقاومة؟

كنت أتمنى أن تكون هناك أوراق مهمة لكن المقاومة شبه مستنزفة ومحاصرة، وإسرائيل تستغل كل الظروف لمواصلة استئصال الشعب الفلسطينى وتدمير أرضه وبيوته ومؤسساته حتى تحول كل فلسطين إلى أماكن غير صالحة للحياة.

فى تقديرى أن توقف العدوان وإسقاط مخطط التهجير نتيجة طيبة جدا، يمكن البناء عليها لاحقا، رغم كل الفخاخ والشياطين الكامنة داخل هذه الخطة الترامبية الإسرائيلية!

arabstoday

GMT 22:46 2025 الخميس ,02 تشرين الأول / أكتوبر

المتعة على ملعب كومبانيس الأولمبي

GMT 22:45 2025 الخميس ,02 تشرين الأول / أكتوبر

خطة ترامب أنقذت الفرق الإسرائيلية

GMT 22:43 2025 الخميس ,02 تشرين الأول / أكتوبر

وحدة الموقف اللّبنانيّ… في وجه الإنزال الإيرانيّ

GMT 22:42 2025 الخميس ,02 تشرين الأول / أكتوبر

مطالب مشروعة... ومتربصون بالمغرب

GMT 22:40 2025 الخميس ,02 تشرين الأول / أكتوبر

توجيهات منذ 6 أشهر.. وستاد عمان في أسوأ حالاته

GMT 11:01 2025 الخميس ,02 تشرين الأول / أكتوبر

هل حقاً هي نهاية الحرب في غزة؟

GMT 11:00 2025 الخميس ,02 تشرين الأول / أكتوبر

فرْك الجروح القديمة بالملح!

GMT 10:55 2025 الخميس ,02 تشرين الأول / أكتوبر

تردد «الناتو» يتيح لروسيا اختراق الأجواء الأوروبية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البديل الغائب لخطة ترامب البديل الغائب لخطة ترامب



نجوى كرم تتألق بالفستان البرتقالي وتواصل عشقها للفساتين الملوّنة

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 09:03 2025 الخميس ,02 تشرين الأول / أكتوبر

القبعة تعود بقوة إلى الواجهة كقطعة أساسية
 العرب اليوم - القبعة تعود بقوة إلى الواجهة كقطعة أساسية

GMT 09:30 2025 الخميس ,02 تشرين الأول / أكتوبر

8 مدن تنبض بثقافة القهوة في يومها العالمي
 العرب اليوم - 8 مدن تنبض بثقافة القهوة في يومها العالمي

GMT 12:13 2025 الأربعاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تحولات في الطوائف اللبنانية إزاء المسألة الوطنية الأولى

GMT 12:55 2025 الأربعاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر للطيران تكشف حقيقة العثور على تهديد أمني بطائرة الدمام

GMT 09:30 2025 الخميس ,02 تشرين الأول / أكتوبر

8 مدن تنبض بثقافة القهوة في يومها العالمي

GMT 22:28 2025 الأربعاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

الرئيس الفلسطيني يشيد بدعم السعودية للقضية الفلسطينية

GMT 04:42 2025 الخميس ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الجيش الإسرائيلي يعزل غزة عن القطاع

GMT 05:24 2025 الخميس ,02 تشرين الأول / أكتوبر

حريق يعلق الرحلات الجوية في مطار شتوتغارت بألمانيا

GMT 04:39 2025 الخميس ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع مخزونات النفط في الولايات المتحدة 1.8 مليون برميل

GMT 04:46 2025 الخميس ,02 تشرين الأول / أكتوبر

9 شهداء وإصابات في قصف منزل لعائلة أبو غرابة شرق دير البلح

GMT 00:26 2025 الأربعاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

الهروب إلى السّعوديّة لا يحلّ أزمة “الحزب”
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab