البكاء على سوريا الحبيبة

البكاء على سوريا الحبيبة

البكاء على سوريا الحبيبة

 العرب اليوم -

البكاء على سوريا الحبيبة

بقلم : عماد الدين حسين

المرة الأولى كانت حينما هاجمت مقاتلات العدو الإسرائيلى مدنيين فلسطينيين فى قطاع غزة كانوا ينامون فى منطقة هى حددتها لهم بأنها آمنة فاستشهد العشرات منهم من أطفال ونساء وشيوخ، مشهدهم يومهاوجثثهم مسجاة على الأرض وأقاربهم ينتحبون عليهم كان يدمى القلب.
المرة الثانية كانت ظهر أمس الأول حينما قال المراسل العسكرى للإذاعة الإسرائيلية: «إن إسرائيل دمرت كل القدرات العسكرية السورية وأنه سيتعين على الحكومة الجديدة أن تبدأ من الصفر ببنادق إم 16 وكلاشينكوف لبناء قدراتها العسكرية كدولة جديدة».
حينما قرأت هذا الكلام لم أتمالك نفسى من البكاء، خصوصا أن التقارير الإخبارية المتواترة فى نفس التوقيت كانت تتحدث عن أن القوات الإسرائيلية احتلت أراضى سورية ووصلت إلى مسافة 23 كيلو مترا من العاصمة دمشق.
ما تفعله إسرائيل فى سوريا هذه الأيام، وما فعلته فى غزة والضفة وجنوب لبنان منذ 7 أكتوبر من العام الماضى هو الدلالة الأكثر سطوعا على الحال المهينة التى وصلت إليها الأمة العربية، وهذا موضوع أرجو أن أعود إليه لاحقا.
اليوم أتحدث عن سوريا التى كنا نطلق عليها قلب العروبة النابض، ثم صارت الآن أرضا مستباحة للصهاينة يدخلونها برا ويقصفونها جوا وبحرا، من دون أن يتم إطلاق رصاصة واحدة عليهم.
لست من أنصار بشار الأسد ونظامه وانتقاداتى له واضحة ومعلنة ومسجلة منذ سنوات وحتى قبل سقوطه بأيام، وبالطبع لست من أنصار النظام الجديد المكون من مجموعات وجماعات وتنظيمات متطرفة، بل عربى حزين على الحال التى وصلت إليها سوريا هذا البلد العزيز على قلب كل عربى.
لا يمكن لمواطن عربى إلا أن يسأل: كيف وصل الحال بسوريا إلى هذه الحال، وكيف لدولة كانت تقول عن نفسها إنها دولة مواجهة وممانعة وصمود وتصدٍ أن تصل إلى هذا الدرك الأسفل من الانهيار؟!
ولماذا لم يتم إطلاق رصاصة واحدة ضد الغزاة الصهاينة طوال السنوات الماضية وهم يشنون الغارات المتتالية على سوريا؟
وإذا كانت سوريا تملك مقاتلات من طراز ميج 29 وأنظمة دفاع جوى ومروحيات قتالية وصواريخ، فلماذا لم يتم استخدامها طوال السنوات الماضية؟!
سيقول بعض أنصار النظام السابق إنه لو تم استخدامها فإن إسرائيل كانت ستزيد من عدوانها، لكن الرد هنا أن إسرائيل كانت دائمة الاستهداف لمقدرات الدولة السورية، وبالتالى فخطتها واضحة، وكان الأفضل والأشرف أن يتم التصدى للعدوان الإسرائيلى بالإمكانات المتاحة طالما أن الاستهداف الإسرائيلى مستمر.
سيقول بعض أنصار النظام السابق إن الجماعات والميليشيات الإرهابية استنزفت قدرات الجيش السورى، خصوصا أنها كانت تتلقى مساعدات نوعية مستمرة من قوى دولية وإقليمية كثيرة. وهذا كلام صحيح أيضا لكن الرد عليه هو: إذا كنتم محاصرين بين إسرائيل والتنظيمات الإرهابية، فلماذا لم تفكروا فى مصالحة شعبية حقيقية يتم فيها استيعاب كل القوى الوطنية والمعتدلة، بحيث يتم قطع الطريق على المتربصين والمشككين والمتآمرين والغزاة؟
لماذا أهدرتم العديد من الفرص الكثيرة للوصول إلى حل سلمى يحافظ على الوطن وأبنائه، بدلا من أن نصل إلى هذه الحالة المزرية؟
لماذا لم يتم إصدار الأوامر للجيش السورى بمواجهة الاختراقات الإسرائيلية فى المنطقة العازلة، ومن الذى أصدر إليه أوامر الانسحاب بهذه الطريقة الذليلة؟!
هل هناك مخطط جرى بموجبه السماح لإسرائيل بهذه البلطجة مقابل خروج الأسد إلى موسكو، واستمرار وجود روسيا على الساحل السورى، أو خروجها بصورة هادئة من كل سوريا، وكذلك الأمر بالنسبة لإيران؟
ما الذى حدث فى الساعات والأيام الأخيرة من عمر نظام الأسد، وجعل التنظيمات المتطرفة التى كانت عاجزة عن الدفاع عن إدلب تجتاح كل المدن السورية الكبرى فى 11 يوما فقط، وجعل إسرائيل تعربد وتعيث فسادا فى سوريا فى حين كان يمكن للطيران السورى والروسى أن يمنع المتطرفين من التقدم أو على الأقل يعطلهم؟!
ما حدث ويحدث لسوريا يوم أسود لكل العرب، سواء للذين أيدوا الأسد أو عارضوه أو أنصار الجماعات المسلحة أو معارضيها.. الخسارة تخص كل سوريا وتخص الأمن القومى العربى ولن ندرك حقيقة الخسارة إلا حينما نبدأ كعرب فى الاستيقاظ من حالة الغفلة المستمرة التى نعيشها.

arabstoday

GMT 10:51 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المسلمان

GMT 10:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

من موجة ترمب إلى موجة ممداني

GMT 10:47 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة الحرب... تكنولوجيا أوكرانية مقابل أسلحة أميركية

GMT 10:41 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محاذير هدنة قصيرة في السودان

GMT 10:37 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 10:36 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

«تسونامي» اسمُه ممداني

GMT 10:33 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

السودان... حكاية الذَّهب والحرب والمعاناة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البكاء على سوريا الحبيبة البكاء على سوريا الحبيبة



أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - السعودية اليوم

GMT 07:13 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
 العرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 15:46 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
 العرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي

GMT 21:22 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

جدل واسع في المغرب بسبب التكريمات المتكررة لليلى علوي
 العرب اليوم - جدل واسع في المغرب بسبب التكريمات المتكررة لليلى علوي

GMT 21:22 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

جدل واسع في المغرب بسبب التكريمات المتكررة لليلى علوي

GMT 03:55 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الشرع في واشنطن ضمن زيارة رسمية يجتمع خلالها مع ترامب

GMT 22:48 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

أفغانستان تؤكد فشل جهود السلام مع باكستان

GMT 22:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة

GMT 11:15 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

فيفا يطلق جائزة للسلام وسط توقعات بفوز ترامب

GMT 11:55 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

"أوبن أيه آي" تسارع لطمأنة المستثمرين بشأن وضعها المالي

GMT 14:33 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

8 وصفات طبيعية لإزالة السموم ودعم وظائف الكلى

GMT 19:39 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

نقيب الموسيقيين يطمئن جمهور محمد منير على صحته

GMT 07:13 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 08:23 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج​ اليوم السبت 08 نوفمبر/تشرين الثاني 2025

GMT 12:00 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

روبوت يرسم خرائط ثلاثية الأبعاد في ثوانٍ لأماكن الكوارث
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab