هل حقًا بدأت إسرائيل تنهار

هل حقًا بدأت إسرائيل تنهار؟!

هل حقًا بدأت إسرائيل تنهار؟!

 العرب اليوم -

هل حقًا بدأت إسرائيل تنهار

بقلم - عماد الدين حسين

«العد التدريجى لانهيار إسرائيل بدأ.. يا أهل غزة اصبروا».. هذا الكلام نقلته قناة وموقع «العربية» يوم الأحد الماضى على لسان القيادى فى حركة حماس غازى حمد.

مبدئيا وقبل مناقشة هذا الكلام، فإننى أتمنى من كل قلبى أن يتحقق ويصدق ويطبق على أرض الواقع.

لكن ولأن «ربنا عرفوه بالعقل» كما يقولون، فمن المهم أن نناقش هذا الكلام على أرض الواقع، حتى لا نسهم، ونشارك فى مزيد من التخدير للفلسطينيين والعرب والمسلمين، وما أكثر ما عانوه من تخدير وما أكثر ما دفعوه من ثمن نتيجة هذا التخدير، الذى يصل فى بعض المرات إلى ما هو أخطر من المخدرات.

قبل كتابة هذه السطور حاولت التأكد من ان قيادى حماس قد قال هذا الكلام بالفعل، وبحثت حتى عثرت على النص الأصلى للفيديو، وهو مقابلة أجرتها حياة اليمانى مذيعة برنامج «المسائية» على قناة «الجزيرة مباشرة».

استمعت إلى كلام حمد بانصات، وقد قال كلامًا كثيرًا مفاده أن على أهل غزة أن يصبروا، لأن الانهيار التدريجى لإسرائيل قد بدأ وإن عملية طوفان الأقصى قد عجلت بهذا الانهيار.

قبل الكتابة أيضًا قرأت تعليقات القراء والمتابعين على مواقع التواصل الاجتماعى، ومعظمها شديد السلبية، وتتمحور حول الآتى: «لماذا لا تغادر أنت الفنادق وتأتى لتصبر معنا فى غزة؟ ومن قال لك إن إسرائيل  بدأت تنهار، نحن من ننهار، بيوتنا تدمرت وأهالينا ماتوا، أنتم لا تشعرون بنا أنتم سبب ما وصلنا إليه من دمار وخراب».

مرة أخرى كنت أتمنى أن تتحقق نبوءة غازى حمد، وتصورى واعتقادى ويقينى أن إسرائيل سوف تزول فعلًا حتى ولو بعد حين، لأنها جسم غريب تم زرعه عنوة فى جسد المنطقة لكن ليس الآن فهى فى عز جبروتها.

تحقيق الانهيار يتطلب  ظروفا  موضوعية هى للأسف غير موجودة الآن سواء فى فلسطين أو فى معظم البلدان العربية والإسلامية.

المؤكد أن الشعب الفلسطينى قدم تضحيات أسطورية منذ عام ١٩٤٨ وحتى هذه اللحظة، لكن سوء حظه يتمثل فى أنه يواجه أسوأ أنواع الاستعمار ربما على مر التاريخ، كما أنه منكوب بقياداته منذ عقود وحتى هذه اللحظة. وهو الذى يدفع الثمن الكامل جراء الاحتلال الصهيونى الاستحلالى أو سوء القيادات فى غالبية الفصائل.

ظنى الشخصى أن ما قاله غازى حمد عن أن إسرائيل بدأت عملية الانهيار التدريجى ليس صحيحًا للأسف الشديد.

صحيح أن إسرائيل تواجه معضلات صعبة جدًا، مثل الصراع بين العلمانيين والمتدينين، وتعانى صراعًا سياسيًا واضحًا، وتخشى من القنبلة السكانية الديموجرافية مع الفلسطينيين والعرب، لكن الأصح أن المشاكل التى تعانى منها دول عربية أكثر خطورة، بل إنها تهدد وجود بعض الدول العربية نفسها.

كلام غازى حمد غير موفق بالمرة، لأن المتحقق على أرض الواقع حتى هذه اللحظة هو أن إسرائيل دمرت نحو ٨٠٪ من قطاع غزة، ومحت عائلات وأحياء كاملة من الوجود، وجعلت القطاع غير قابل للحياة لفترة طويلة. الواقع يقول أيضًا إنه قبل ٧ أكتوبر كان الفلسطينيون يتفاوضون على حدود ٤ يونيو ١٩٦٧، وبعد العدوان بشهور صار أقصى الأمانى العودة إلى خطوط وحدود ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، واليوم فإن المفاوض الفلسطينى يتفاوض على عودة إسرائيل إلى حدود ما قبل ٢ مارس ٢٠٢٥، حيث تصر إسرائيل على الاحتفاظ بـ٤٠٪ من مساحة قطاع غزة، وتصر كذلك على نزع سلاح حماس وخروج قادتها وكوادرها من القطاع بل وهناك دعوات خطيرة لاحتلال القطاع وتهجير أهله، وتستعد للأسف أيضًا لضم الضفة وإكمال تهويدها.

إسرائيل ساهمت بفعالية فى إسقاط نظام بشار الأسد واحتلال مساحات كبيرة من أراضى سوريا خصوصًا قمم جبل الشيخ. كما احتلت العديد من التلال الاستراتيجية فى جنوب لبنان، وأجبرت حزب الله عمليًا على العودة لشمال نهر الليطانى بعد أن وجهت إليه ضربات نوعية قوية.

هى أيضًا هاجمت إيران واغتالت معظم قياداتها العسكرية وكبار علماء البرنامج النووى، ودمرت معظم أنظمة الدفاع الجوى لديها.

ويتبجح نتنياهو بعد أن وجه ضربة نوعية لمحور المقاومة، بأن الكيان سيعيد رسم خريطة المنطقة، وأن مقاتلاته قادرة على الوصول لأى مكان فى المنطقة.

فى حين أن حماس وفتح غير قادرتين على إنهاء خلافاتهما منذ عام ٢٠٠٧.

وبجانب ذلك فإن المجتمع الدولى صامت أو متواطئ وغالبية دول المنطقة شبه عاجزة. هذا هو الواقع الأليم، وبالتالى لا يصح خداع الجماهير العربية والقول بأن إسرائيل بدأت الانهيار.

arabstoday

GMT 10:51 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المسلمان

GMT 10:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

من موجة ترمب إلى موجة ممداني

GMT 10:47 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة الحرب... تكنولوجيا أوكرانية مقابل أسلحة أميركية

GMT 10:41 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محاذير هدنة قصيرة في السودان

GMT 10:37 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 10:36 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

«تسونامي» اسمُه ممداني

GMT 10:33 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

السودان... حكاية الذَّهب والحرب والمعاناة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل حقًا بدأت إسرائيل تنهار هل حقًا بدأت إسرائيل تنهار



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة
 العرب اليوم - إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة
 العرب اليوم - وزير الدفاع الإسرائيلي يأمر بتدمير جميع الأنفاق في قطاع غزة

GMT 16:15 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمم المتحدة تطلق حملة تطعيم واسعة للأطفال في غزة
 العرب اليوم - الأمم المتحدة تطلق حملة تطعيم واسعة للأطفال في غزة

GMT 10:05 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ياسمين صبري تعلّق على افتتاح المتحف المصري الكبير
 العرب اليوم - ياسمين صبري تعلّق على افتتاح المتحف المصري الكبير

GMT 10:58 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مرقص حنا باشا!

GMT 10:01 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

سجن إلهام الفضالة بسبب تسجيل صوتي

GMT 21:03 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمير هاري يبعث رسالة خاصة لأبناء بلده من كاليفورنيا

GMT 04:36 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير إسرائيلي يدعو لمناقشة تعاظم قوة الجيش المصري

GMT 22:11 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل خطة تشكيل القوة الدولية لحفظ الأمن في غزة

GMT 05:00 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تعلن تسلمها رفات رهينة ونقله إلى معهد الطب الشرعي

GMT 10:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتكار جديد يعيد للأسنان التالفة صحتها دون الحاجة إلى جراحة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab