خطأ أى مسيحى لا يسىء للمسيحية

خطأ أى مسيحى لا يسىء للمسيحية

خطأ أى مسيحى لا يسىء للمسيحية

 العرب اليوم -

خطأ أى مسيحى لا يسىء للمسيحية

بقلم - عماد الدين حسين

سؤال يفترض أنه بديهى جدا: هل لو تم الحكم على أى مسلم وإدانته بالتحرش وهتك عرض طفل أو سيدة، سيكون ذلك إدانة للإسلام؟!
الإجابة ببساطة هى لا ثم لا ثم لا.
فهناك مئات وربما آلاف المواطنين المسلمين يتم إدانتهم بهذه التهم سنويا.
ومعظمنا يقرأ ويتابع قضايا كثيرة منظورة فى المحاكم عن رجال مسلمين تم إدانتهم بالتحرش وهتك العرض بل والاغتصاب.
إذا كان الأمر كذلك فلماذا هذه الضجة الأسبوع الماضى على إدانة موظف إدارى مسيحى بتهمة هتك عرض طفل فى مدرسة تديرها مطرانية دمنهور بالبحيرة قبل حوالى عام؟!
فوجئت وفجعت بأن بعض التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعى تصور الأمر وكأن هذا الموظف المدان يمثل المسيحية، وبالطبع فإن من يقول ذلك قلة قليلة ولا يمثلون المسيحية.
خطأ شخص أو عشرة أو حتى مليون مسيحى لا يسىء للديانة المسيحية، بل يسىء إلى الأشخاص الخاطئين فقط.
نفس الأمر: هل لو أخطأ أى مسئول فى الأزهر وتم إدانته، سنعتبر ذلك إساءة للإسلام؟! الإجابة هى لا قطعا.
فالأزهر أيضا مؤسسة لها كل التقدير والاحترام لكنها ليست الإسلام.
ونفس الأمر بالنسبة للديانة اليهودية فلا يضيرها أن يتم إدانة بعض أتباعها بجرائم متنوعة.
ولماذا نذهب بعيدا، فقادة إسرائيل يرتكبون جرائم إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطينى ومطلوبون للمحكمة الجنائية الدولية، ولم يخرج عاقل ليقول إن ذلك يسىء للدين اليهودى، بل يدين فقط الأشخاص والأفكار والصهيونية التى تشجع على هذه الجرائم.
مثال آخر: هل حينما حدثت حالات زواج لقساوسة مثليين فى بعض الكنائس الغربية، هل خرج أى شخص ليدين المسيحية؟! الإجابة هى لا، فالخطأ يتحمله من ارتكبه، والقاعدة الفقهية فى الإسلام: «ولا تزر وازرة وزر أخرى».
فى تقديرى أن ردود الفعل على حادثة دمنهور كانت شديدة التطرف من مسلمين وأقباط.
لكن من المهم التأكيد للإخوة الأقباط أن خطأ هذا الموظف الإدارى لا يسىء من قريب أو بعيد لعموم الأقباط أو للديانة المسيحية، ومن يتصور ذلك فلديه مشكلة عميقة فى التفكير، وعليه أن يراجع نفسه.
ثم هل نتذكر جريمة قتل الأنبا ابيفانيوس رئيس دير وادى النطرون فى ٢٩ يوليو ٢٠٢١ على يد اثنين من رهبان وعمال الدير، فهل هذه الحادثة تسىء للمسيحية أو حتى للدير؟
الإجابة هى لا، هى تسىء فقط للمتهمين، ونتذكر وقتها أن عددا من الأصوات القبطية لم تصدق أن قساوسة فى الدير أو حتى عاملين فيه يمكن أن يرتكبوا مثل هذه الجريمة البشعة والنكراء.
ثم لنفترض جدلا أن الإدارى المتهم فى مدرسة دمنهور مظلوم وبرىء، فهذا الأمر لا يعنى أنه ظلم لأنه مسيحى.
والسبب ببساطة أن هناك محكوما عليهم مسلمين كثيرين يتم الحكم عليهم، ثم يتبين لاحقا أنهم أبرياء، ولذلك جاءت إجراءات التقاضى على أكثر من درجة سواء فى الاستئناف أو النقض.
وليس صدفة القول الشائع «ياما فى الحبس مظاليم».
وطوال الوقت يتم الحكم على مسلمين ومسيحيين بالإدانة وبعدها يحصلون على البراءة، بسبب ظهور أدلة جديدة أو قصور فى الحكم أو لأى سبب آخر. لكن من الخطأ الكبير تصوير الأمر باعتبار حالة الإدارى فى مدرسة دمنهور سابقة لم تحدث من قبل.
والغريب أن بعض الكتابات على وسائل التواصل الاجتماعى تتحدث وكأنه لا يمكن أن يكون هناك قبطى مخطئ.
ومرة أخرى الأقباط مثل المسلمين مثل اليهود مثل سائر البشر. فيهم الأغلبية الصالحة والأقلية الفاسدة، ووجود مخطئ أو مدان لا يدين المسيحية من قريب أو بعيد.
ومن الأخطاء التى تكررت فى القضية الأخيرة تصوير أى شخص ينتقد تعرض الطفل لهتك عرضه باعتباره إخوانيا أو سلفيا أو متطرفا!!. إن هذا الكلام يعطى الانطباع وكأن الإخوان أغلبية وهو أمر غير صحيح على الإطلاق، بل العكس هو الصحيح أن أعدادهم القليلة أصلا تراجعت بشكل كبير.
والنقطة الجوهرية فى هذا الصدد هى أن غالبية المسلمين معتدلون فعلا وفى مقدمتهم مؤسسة الأزهر. نعم هناك متطرفون ومتشددون مسلمون لكنهم أقلية، والدليل العملى أنهم فشلوا تماما فى مصر بسبب كثرتها المعتدلة التى تكره التطرف والغلو، فى حين تمكنوا من تدمير دول أخرى فى المنطقة بتطرفهم.
أخيرا أكرر التأكيد على أن المسيحية ديانة سماوية نقدرها ونحترم السيد المسيح عليه السلام، وأى خطأ من أى مسيحى لا يسىء لهذه الديانة إطلاقا.

 

arabstoday

GMT 10:51 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المسلمان

GMT 10:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

من موجة ترمب إلى موجة ممداني

GMT 10:47 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة الحرب... تكنولوجيا أوكرانية مقابل أسلحة أميركية

GMT 10:41 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محاذير هدنة قصيرة في السودان

GMT 10:37 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 10:36 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

«تسونامي» اسمُه ممداني

GMT 10:33 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

السودان... حكاية الذَّهب والحرب والمعاناة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خطأ أى مسيحى لا يسىء للمسيحية خطأ أى مسيحى لا يسىء للمسيحية



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة
 العرب اليوم - إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة
 العرب اليوم - وزير الدفاع الإسرائيلي يأمر بتدمير جميع الأنفاق في قطاع غزة

GMT 16:15 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمم المتحدة تطلق حملة تطعيم واسعة للأطفال في غزة
 العرب اليوم - الأمم المتحدة تطلق حملة تطعيم واسعة للأطفال في غزة

GMT 10:05 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ياسمين صبري تعلّق على افتتاح المتحف المصري الكبير
 العرب اليوم - ياسمين صبري تعلّق على افتتاح المتحف المصري الكبير

GMT 10:41 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محاذير هدنة قصيرة في السودان

GMT 09:06 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يوقف حفله في دبي بسبب نيللي كريم وأحمد السقا

GMT 15:41 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

يامال يرفض المقارنات بميسي ويركز على تحسين أداء الفريق

GMT 16:15 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمم المتحدة تطلق حملة تطعيم واسعة للأطفال في غزة

GMT 10:58 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مرقص حنا باشا!

GMT 10:59 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مرة أخرى.. قوة دولية فى غزة !

GMT 11:40 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

.. وفاز ممداني

GMT 22:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة

GMT 12:01 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

صدقوني إنها «الكاريزما»!

GMT 20:43 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تنفق ملايين الدولارات لتحسين صورتها في أميركا

GMT 11:53 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إحياء الآمال المغاربية

GMT 05:50 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة

GMT 10:05 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ياسمين صبري تعلّق على افتتاح المتحف المصري الكبير
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab