لماذا توقفت الحرب الإيرانية الإسرائيلية

لماذا توقفت الحرب الإيرانية الإسرائيلية؟

لماذا توقفت الحرب الإيرانية الإسرائيلية؟

 العرب اليوم -

لماذا توقفت الحرب الإيرانية الإسرائيلية

بقلم - عماد الدين حسين

 فى العاشرة من مساء أمس الأول الإثنين كنت ضيفا على قناة «إكسترا نيوز» مع الإعلامى المتميز شادى شاش، الذى سألنى سؤالا مباشرا عن السيناريو الأكثر ترجيحًا بعد قليل من الهجوم الإيرانى على قاعدة العيديد القطرية ردا على العدوان الإسرائيلى الأمريكى منذ 13 يونيو الحالى.


وبالطبع فإن المداخلة تمت قبل ساعات قليلة من الإعلان عن وقف إطلاق النار بين الجانبين.

غالبية التقديرات قبل هذا الإعلان بوقف إطلاق النار كانت تحذر وتخشى من انزلاق المنطقة بأكملها إلى صراع أقليمى كبير، بل إن البعض خشى من اندلاع حرب عالمية ثالثة!

فى مداخلتى قلت بوضوح إنه وما لم تحدث معجزة وخلافا لغالبية التقديرات والتوقعات فإن الأمور ستتجه للتهدئة إلى حد كبير، وليس إلى التصعيد.

قلت أيضا إن كل طرف سوف يتوقف ويكتفى بما حققه، ويدعى أمام جمهوره ورأيه العام أنه هو الذى انتصر.

ما قلته أن كل الشواهد فى الأيام الأخيرة الماضية كانت تقود إلى سيناريو التهدئة وليس التصعيد.

فإسرائيل مثلا هى التى بدأت العدوان ضد إيران فى ١٣ يونيو الحالى، وتمكنت من تحقيق نجاحات نوعية مثل تدمير جانب كبير من منظومات الدفاع الجوى الإيرانى بما جعل غالبية الأجواء الإيرانية مفتوحة أمام المقاتلات الإسرائيلية، ونتيجة لذلك تمكنت إسرائيل من قصف واستهداف العديد من مخازن الصواريخ والمسيرات الإيرانية، واغتيال العديد من كبار قادة الجيش والحرس الثورى الإيرانى وكبار علماء البرنامج النووى وآخرهم كان فجر أمس قبل دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بدقائق.


 فى المقابل نجحت إيران إلى حد كبير فى إيلام إسرائيل، ووصلت صواريخها إلى عمق مدن ومنشآت الاحتلال النوعية رغم العديد من منظومات الدفاع الجوى الأمريكى والأوروبى والإسرائيلى فى معظم المنطقة، وهو أمر يحتاج للدراسة والتمحيص واستخلاص النتائج.

أما أمريكا فقد دخلت الحرب رسميا بجانب إسرائيل، وشنت ضربة بالقنابل الخارقة للأعماق على المنشآت النووية الإيرانية الثلاث فى أصفهان ونطنز وفوردو، وأعلن رئيسها دونالد ترامب أن العملية دمرت البرنامج النووى تماما، فى حين أعلنت إيران أنه تم إخلاء كل هذه المنشآت من كل المواد النووية قبل الضربة، وبالتالى فكل طرف يقول إنه حقق هدفه، أمريكا قصفت وايران تصدت!

إيران ردت على العملية الأمريكية بمهاجمة القاعدة الأمريكية فى العيديد القطرية. غالبية الدول العربية نددت واعترضت على الضربة الإيرانية وردت طهران بالقول إنه بما أن أمريكا هاجمتها من هذه القاعدة فكان طبيعيا أن تهاجمها.

أما ترامب فقال إن إيران أعلمتنا نحن وقطر بالضربة مسبقا، وبالتالى فإن الضربة كانت ضعيفة، فهى أطلقت ١٤ صاروخا تم إسقاط ١٣ منها والأخير سقط فى مكان آمن، ولم يصب أى شخص بأذى!


التطور المهم أن الإيرانيين قالوا علنا وسرا إنهم مستعدون للتسوية خصوصا قولهم: «إن ردنا على إسرائيل وأمريكا كان مؤلما وإذا أوقفت إسرائيل عدوانها فسوف نتوقف» والعبارة الأخيرة كانت إعلانا واضحا عن رغبتهم فى وقف القتال حتى لا يتطور إلى هدف إسقاط النظام.

والرئيس ترامب قال نصا بطريقته الغريبة: «أشكر إيران على إبلاغنا مبكرا بالضربة، ولعل إيران تستطيع الآن المضى قدما نحو السلام والوئام فى المنطقة، وسأشجع إسرائيل بحماس على أن تحذو حذوها».

والروس قالوا إنهم لن يقدموا السلاح لإيران، وأنهم مستعدون للوساطة. والصين تكتفى بعبارات الشجب والإدانة والدعوة للتهدئة، لأنها منشغلة بالتقدم الاقتصادى، وليس الحروب.

إسرائيل تعلن وتشعر بأنها حققت معظم أهدافها المعلنة خصوصا تدمير البرنامج النووى أو على الأقل تأخيره لسنوات، وتدمير جانب كبير من منظومات الدفاع الجوى الإيرانية، وطهران تعتقد أنه مادام النظام لم يسقط ومادام يمكنها أن تستأنف البرنامج النووى فهى قد انتصرت.

 

من أجل كل ما سبق ــ والحلقة متاحة على يوتيوب ــ قلت إن سيناريو التهدئة أقرب من التصعيد.


رأيى أيضا أن حرب الـ12 يوما لم تكن مسرحية ــ إلا ربما فى ساعاتها الأخيرة ــ وهو موضوع يحتاج لنقاش لاحق. أما سؤال: من انتصر ومن انهزم؟ فلن يتم حسمه إلا حينما تظهر النتائج السياسية للحرب، وتتجسد على أرض الواقع، وبالتالى فكل طرف سوف يخرج ويقول: «لقد انتصرنا»!

arabstoday

GMT 10:51 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المسلمان

GMT 10:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

من موجة ترمب إلى موجة ممداني

GMT 10:47 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة الحرب... تكنولوجيا أوكرانية مقابل أسلحة أميركية

GMT 10:41 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محاذير هدنة قصيرة في السودان

GMT 10:37 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 10:36 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

«تسونامي» اسمُه ممداني

GMT 10:33 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

السودان... حكاية الذَّهب والحرب والمعاناة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا توقفت الحرب الإيرانية الإسرائيلية لماذا توقفت الحرب الإيرانية الإسرائيلية



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة
 العرب اليوم - إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة
 العرب اليوم - وزير الدفاع الإسرائيلي يأمر بتدمير جميع الأنفاق في قطاع غزة

GMT 16:15 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمم المتحدة تطلق حملة تطعيم واسعة للأطفال في غزة
 العرب اليوم - الأمم المتحدة تطلق حملة تطعيم واسعة للأطفال في غزة

GMT 10:05 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ياسمين صبري تعلّق على افتتاح المتحف المصري الكبير
 العرب اليوم - ياسمين صبري تعلّق على افتتاح المتحف المصري الكبير

GMT 10:58 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مرقص حنا باشا!

GMT 10:01 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

سجن إلهام الفضالة بسبب تسجيل صوتي

GMT 21:03 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمير هاري يبعث رسالة خاصة لأبناء بلده من كاليفورنيا

GMT 04:36 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير إسرائيلي يدعو لمناقشة تعاظم قوة الجيش المصري

GMT 22:11 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل خطة تشكيل القوة الدولية لحفظ الأمن في غزة

GMT 05:00 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تعلن تسلمها رفات رهينة ونقله إلى معهد الطب الشرعي

GMT 10:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتكار جديد يعيد للأسنان التالفة صحتها دون الحاجة إلى جراحة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab