بقلم - عماد الدين حسين
لم أصدق ما تحدث به رئيس حزب «الصهيونية الدينية» ووزير المالية الإسرائيلى بتسلئيل سموتريتش قبل أيام قليلة.
فى ظنى الشخصى أن هذا المتطرف والإرهابى قاتل الأطفال هو الأكثر صدقا ووضوحا فيما يتعلق بكل النوايا والأهداف والخطط الإسرائيلية مقارنة بسياسيين آخرين يشاركونه نفس الأهداف، لكن يعبرون عنها بأساليب ناعمة ورقيقة تجعلهم فى نظر بعض السذج دعاة سلام. لا ينكر أى منصف وجود إسرائيليين يعارضون العدوان على غزة ويريدون السلام لكن عددهم ربما لا يزيد على ٥٪.
سوف أترك هذه المساحة اليوم لنقل نص ما قاله سموتريتش حتى نرى صورة إسرائيل الحقيقية:
«هذه المرة [خلال الحرب الحالية فى قطاع غزة] الطريقة العملياتية مختلفة جذريًا عما كان فى السابق. لا مزيد من الغارات مع اقتحامات دورية. نحن نحتل، ننظف، ونبقى حتى يتم تدمير حماس. وعلى طول الطريق، ندمر كل ما يذكّر بالقطاع، ببساطة لأنها مدينة إرهابية واحدة كبيرة.
كجزء من الحرب، ينقل جيش الدفاع الإسرائيلى السكان من مناطق القتال ولا يترك شيئًا هناك. فقط شاهدوا الفيديو لما يحدث فى قطاع غزة. السكان سيتجهون إلى الجزء الجنوبى من القطاع، ومن هناك، بمشيئة الله، إلى دول ثالثة، كجزء من خطة الرئيس ترامب. هذا ليس إلا تغييرًا لمسار التاريخ.
سيتم توفير الحد الأدنى الضرورى [من المساعدات الإنسانية] للسكان، ولذلك لن يوقفنا العالم، رغم أنه سيتهمنا بارتكاب جرائم حرب. الجيش أخيرًا يقود حملة ضد القيادة المدنية لحماس ولا يركز فقط على البنية التحتية العسكرية. نحن نقضى على الوزراء، والمسئولين، والوسطاء الماليين المشاركين فى اقتصاد ونظام إدارة حماس.
على مدى شهرين ونصف لم ندخل أى مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة. هذا وضع ضغطًا هائلًا على حماس، وهذا جيد. لكن حتى مع الضغط، يجب أن تعرف كيف تديره كى لا ينفجر فى وجهك.
مؤخرًا استأنف الجيش مناورة للاستيلاء على قطاع غزة بكل قوته. عندما ينقل الجيش السكان من آخر مكان لديهم فيه بعض الطعام. وأصدقاؤنا الأفضل فى العالم ــ الذين يدعموننا ويفهمون أننا لا يمكننا التوقف حتى نحقق النصر الكامل وندمر حماس ــ عندما يطلبون منا المساعدة لدحض الأكاذيب عن الجوع، علينا أن نفعل ذلك.
فى الأيام القادمة، سيسمح بإدخال الحد الأدنى من [المساعدات الإنسانية] إلى قطاع غزة. بعض المخابز ستوزع الخبز، والمطابخ العامة ستوفر حصص الطعام اليومية. سكان غزة سيحصلون على خبز وصحن طعام، وهذا كل شىء. وهذا بالضبط ما نراه فى الفيديو: الناس يقفون فى طابور وينتظرون حتى يوضع الطعام فى أطباقهم ويُعطى لهم طبق من الحساء.
أتمنى لو كان بإمكانى تجنب إدخال حتى حبة واحدة إلى قطاع غزة.. حتى للسكان المدنيين.. ربما. أنا أفهم الغضب والانزعاج الذى نشعر به تجاه المدنيين. لكن الحقيقة هى أنه حتى عودة آخر رهينة، يجب ألا ندخل حتى الماء إلى غزة.
على مدى عام ونصف، نضرب حماس بشدة، نمزق غزة إلى أجزاء، نحولها إلى كومة من الحطام، وننفذ تدميرًا كاملًا وغير مسبوق عالميًا. والعالم حتى الآن لم يوقفنا.
هدفنا هو تحقيق النتيجة الوحيدة المطلوبة: السيطرة على غزة، تدمير حماس، واستعادة كل ديوننا.. بكلمة واحدة: النصر».
انتهى الاقتباس من كلام سموتريتش وأتصور أنه بعد هذا الكلام فعلى كل المخدوعين فى إمكانية إقامة سلام مع هؤلاء المجرمين القتلة أن يفيقوا من أوهامهم. ما قاله سموتريتش هو جوهر ما يؤمن به التيار العام فى إسرائيل مثل يائير لابيد وبينى جانتس وغادى أيزنكوت ، جميعهم يرفضون الدولة الفلسطينية والأخطر أنهم ينظرون إلى الفلسطينين والعرب بأنهم أقل إنسانيًا.