التاريخ، وحده هو ذاكرة الشعوب، وخزان حكاياتها وذكريات أبنائها، ومازال شهرا «أكتوبر ونوفمبر» المجيدان هما شهرا الانتصارات والتاريخ الذى نفتخر به جميعا، خاصة الشعبين الشقيقين المصرى والجزائرى.
فأكتوبر هو شهر النصر لسنة ١٩٧٣، ومصر الوفية، لا تنسى دور الجزائر معها، فى «العدوان الثلاثى» وفى «انتصارات أكتوبر»، حيث امتزجت دماء شهداء البلدين فى «سيناء» الحبيبة.
ولن ينسى التاريخ أيضا الموقف الجزائرى، آنذاك، وقصة «الشيك على بياض» المعروفة، للزعيم «هوارى بومدين»، رحمه الله، حيث اتصل بالرئيس «السادات»، آنذاك، وقال له إنه يضع كل إمكانيات «الجزائر»، تحت تصرف القيادة المصرية. وتفاصيل القصة معروفة.
وما قدمته مصر للجزائر فى حرب التحرير وثورة نوفمبر الخالدة ١٩٥٤ معروف جدا، لم ينسه ولن ينساه الشعب الجزائرى، أبدا، فتاريخيا أولى الدول التى أمدت الجزائر بالسلاح وقدمت لها الإعانات هى «مصر»، والوحيدة التى لم تتخل عنها حتى النصر!.
أذكر هذه الحقائق حتى تعرف الأجيال أن الوحدة العربية كانت هدفنا الأسمى، كما كان هناك تعاون عربى مشترك، وإرادة قوية لتجسيد فكرة الوحدة العربية، فعلا لا قولا، لأن الإيمان بوجوب النصر كان قويا وجوهريا، فالنصر كان عربيا وللجميع.
فقد كانت القومية العربية فى أوج مجدها!.
لقد انصهرت القلوب، كما اختلطت الدماء، دماء الشهداء على الأراضى الطاهرة.
أما من قام بالثورات فهى الشعوب العظيمة!.
الجزائرى والمصرى على حد سواء!!.
فالشعوب هى التى تقوم بالثورات وتحقق النصر!.
فلا مزايدة على الشعوب!!.
كما أقول لبعض الناس أن يكفوا عن زرع الفتن، والعمل على تفرقة الأوطان والشعوب!!!.
وأتمنى من «النخبة» من المشتغلين بالإعلام والصحافة والكتاب والمثقفين والصحفيين، فى البلدين، ألا ينجروا وراء زارعى الفتن ممن لا تسعدهم وحدتنا العربية، ويزعجهم توحيد صفوفنا!.
وأن يضعوا نصب أعينهم أن التاريخ لا تصنعه المغالطات، التاريخ يصنعه الأبطال الحقيقيون ويكتبه النزهاء والشرفاء!.
وأيضا وفى المقابل، لا يجب أن يجلد بعضنا بعضا، ونفتش فى النوايا ممسكين بسوط الاتهامات على الناس!!.
فنحن شعوب تحب بعضها، وأوطان تحتاج وحدتها وتكاملها السياسى، الاقتصادى، والثقافى، وحتى العسكرى!.
المجد والخلود للشهداء الأبرار، والمجد للوحدة العربية.
وحفظ الله أوطاننا الغالية وشعوبنا العظيمة العزيزة.