دفاعًا عن المُفكرِ الجزائري «مالك بن نبيّ»

دفاعًا عن المُفكرِ الجزائري «مالك بن نبيّ»!

دفاعًا عن المُفكرِ الجزائري «مالك بن نبيّ»!

 العرب اليوم -

دفاعًا عن المُفكرِ الجزائري «مالك بن نبيّ»

بقلم:حبيبة محمدي

لن تنطفئ جذوةُ الفكرِ والمعرفةِ فى أُمَّةٍ تزخرُ بقِمَمِها وقاماتِها!؛ والمُفكرُ الجزائرى «مالك بن نبىّ»، واحدٌ من القاماتِ الفكريةِ، الجديرةِ بالاهتمام والبحثِ والدراسةِ.

كتبتُ كثيرًا عن «مالك بن نبىّ»، لكنْ هذه المرة، أكتبُ بمرارةٍ وحزنٍ شديديْن، لسببيْنِ: الأوّل، الإساءة التى طالتْه من بعضِ المثقفين، وهو رائدٌ فى الفكرِ والثقافةِ!!، والثانى، للإهمالِ الذى يتعرضُ له من طرفِ الباحثين!.

هو «مالك بن نبىّ» (١٩٧٣-١٩٠٥م)، مُفكرٌ جزائرى إسلامى، ورائدٌ من رُوّادِ النهضةِ الفكريةِ الإسلاميةِ فى القرنِ العشرين.

وقد اعتبرتْه بعضُ الدراساتِ التاريخيةِ، امتدَادًا للمفكرِ وعالِمِ الإجتماعِ «ابن خلدون»، وهو من أكثرِ المفكرين المعاصرين الذين نَبَّهوا إلى ضرورةِ العنايةِ بمشكلاتِ الثقافةِ والحضارةِ، وله فى هذا الصدّدِ، مؤلفاتٌ كثيرة، منها:

(الظاهرةُ القرآنية ١٩٤٦)، (شروطُ النهضةِ، صدرَ بالفرنسية فى ١٩٤٨م وبالعربية فى ١٩٥٧). وكتبٌ أخرى كثيرةٌ، هامةٌ ومرجعيةٌ، لا يتَّسعُ المقامُ لسردِها جميعا.

هذا وقد أقامَ «مالك بن نبىّ» بجمهوريةِ مِصرَ العربيةِ الشقيقةِ، إِبانَ الاستعمارِ الفرنسى، ومكثَ بها سنواتٍ، ولاقَى محبَّةً وتقديرًا كبيريْن فيها.

وحسبَ الدراساتِ أيضا، فإنَّ «مالك بن نبىّ»، (قد تحلّى بثقافةٍ منهجيَّةٍ، استطاعَ بواسطتِها أن يضعَ يدَه على أهمِّ القضايا فى العالَمِ العربى، فألَّفَ سلسلةً موسومةً بـ«مشكلاتُ الحضارةِ»، بدأها فى «باريس» ثمَّ فى «مِصرَ» و«الجزائر»)، منها على سبيلِ المثالِ لا الحصر: (وِجهةُ العالَمِ الإسلامى ١٩٥٤)، (مشكلةُ الثقافة) ١٩٥٩، وغيرهما...

وكُتب أخرى كثيرة، ألَّفَها «مالك بن نبىّ»، تتخذُّ من جوهرِ النهضةِ، الحضارةِ، والثقافةِ، مضامينَ لها.

إنَّ فكرَ «مالك بن نبىّ» يُمثِّلُ ثقافةً مزدوجةً، عالمیةً، إسلامیة وغربیة، وبحكمِ سعةِ أفقِه، وعمقِ تفكیرِه وثباتِ عقیدتِه، استطاعَ أن يستقرئَ الواقعَ الإسلامى، ويطرحُ رؤيةً جذريةً لكلِّ ما يُعانى منه العالَمُ الإسلامى، ثقافيًا وحضاريًا، وكان «مالك بن نبىّ» سبَّاقًا فى ذلك، منطلِقًا من منهجٍ علمى، للنهوضِ الحضارى بالأمَّةِ العربيةِ الإسلاميةِ، هى - إذًا- رؤيةٌ عالميةٌ واسعةٌ، تنطلقُ من الهوّيةِ العربيةِ الإسلاميةِ، التى كان متمسِّكًا بها، مُخلِصًا لها!.

إنَّ «مالك بن نبىّ» مفكرٌ كبيرٌ وموسوعى، فهو مفكرٌ له مشروعٌ تربوى مجتمعى إصلاحيّ للفردِ والمجتمعِ، على حدٍّ سواء، بل وإنسانىّ متكاملٌ، جديرٌ بالاهتمامِ والدراسةِ، لم يأخذْ حقَّه- بَعْدُ- لا كمُفكرٍ ذى منهجٍ علمى، ولا كفيلسوفٍ عربىّ مُهمٍّ، خاصةً فى مجالِ الثقافةِ والحضارةِ، فى عالَمِنا العربىّ.

 

arabstoday

GMT 10:51 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المسلمان

GMT 10:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

من موجة ترمب إلى موجة ممداني

GMT 10:47 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة الحرب... تكنولوجيا أوكرانية مقابل أسلحة أميركية

GMT 10:41 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محاذير هدنة قصيرة في السودان

GMT 10:37 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 10:36 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

«تسونامي» اسمُه ممداني

GMT 10:33 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

السودان... حكاية الذَّهب والحرب والمعاناة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دفاعًا عن المُفكرِ الجزائري «مالك بن نبيّ» دفاعًا عن المُفكرِ الجزائري «مالك بن نبيّ»



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:38 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يتسلم جثة رهينة جديد من قطاع غزة
 العرب اليوم - الجيش الإسرائيلي يتسلم جثة رهينة جديد من قطاع غزة

GMT 01:53 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب
 العرب اليوم - فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب

GMT 10:41 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محاذير هدنة قصيرة في السودان

GMT 09:06 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يوقف حفله في دبي بسبب نيللي كريم وأحمد السقا

GMT 15:41 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

يامال يرفض المقارنات بميسي ويركز على تحسين أداء الفريق

GMT 16:15 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمم المتحدة تطلق حملة تطعيم واسعة للأطفال في غزة

GMT 10:58 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مرقص حنا باشا!

GMT 10:59 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مرة أخرى.. قوة دولية فى غزة !

GMT 11:40 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

.. وفاز ممداني

GMT 22:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة

GMT 12:01 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

صدقوني إنها «الكاريزما»!

GMT 20:43 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تنفق ملايين الدولارات لتحسين صورتها في أميركا

GMT 11:53 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إحياء الآمال المغاربية

GMT 05:50 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab