الفيل في الغرفة

الفيل في الغرفة

الفيل في الغرفة

 العرب اليوم -

الفيل في الغرفة

بقلم - أمينة خيري

ينمو فرع فاسد، سواء كان «شهاب بتاع الجمعية»، أو طالبة الجبر... إلخ.. واللجنة «الشادة»، أو «تيك توكرز»، نستأصله ونلقى القبض عليه، ونروى الشجرة، لتعاود الأفرع الفاسدة النمو، لنستأصلها، وهكذا.

يرى البعض أن المزيد من التديين هو طريق الخلاص، بينما يرى البعض الآخر أن المزيد من توسع المؤسسات الدينية وهيمنتها على الثقافة والرياضة والتعليم والفن والصحة وغيرها لعب بالنار، وأميل مع رأى الفريق الثانى، وهذا لا يعنى كُره الدين ومعاداة المتدينين، بل يعنى احترام الدين دون أن نفرط فى استخداماته المسكنة والمهدئة والمؤجلة والمسوفة لمعالجة أصل الألم والمشكلة. كثرة المسكنات تضرّ بالجهاز الهضمى والكلى، وقد تؤدى إلى تدميرهما تماماً، وهنا لا لن تُجدى حُسن النوايا أو متلازمة التأجيل. متلازمة التأجيل أعيتنا جميعاً دون أن ندرى.

حين تتعطل السيارة، إما أن تدق على البطارية وتطلب من المارة مساعدتك فى دفعها حتى يقوم «الموتور» وتسير بضع كيلو مترات، ثم تُعطل مجدداً، فتعاود الدق والدفع، إلى أن يفقدا جدواهما وتجد نفسك أمام سيارة عبارة عن «خردة»، أو أن تخضع لكشف ميكانيكى شامل، ويجرى استبدال كل قطع الغيار المعطوبة بأخرى جديدة تماماً، مع إخضاعها للصيانة المستمرة، للتأكد من كفاءتها، ولاكتشاف أى علامات على أعطال قبل أن تتفاقم. والتعامل مع توليفة المشكلات والمعضلات السلوكية والأخلاقية والقيمية الواضحة وضوح الشمس مثل تعاملنا مع السيارة تماماً.

الدق عليها بإدخالها «كُتاب» منذ نعومة أظافرها واعتبار أن الفيتامينات والمعادن والمكملات الوحيدة التى نحتاجها دينية، ثم دفع الأجيال بحمولتها الزائدة من مظاهر دينية، والفارغة من التربية والتعليم والرغبة فى المعرفة وقواعد الأخلاق الحقيقية لا المظهرية أو الكلامية، ستؤدى حتماً إلى تفاقم الظاهرة، لأننا نعالج القشرة، ونترك «لُب» المشكلة لتستفحل وتتوغل. حين يطغى محتوى فنى نعتبره هابطاً ومسفاً، ندفع ونشجع محتوى جيدا هادفا، لا ندفع الفنان لاعتزال الفن وإشهار توبته وإعلان الفن «رجس» من عمل الشيطان.

وحين يطغى محتوى قبيح على الـ«سوشيال ميديا»، نبحث فى الأسباب التى جعلت القبح يتغلب على الجمال، مع العلم أن دقات اللايك والشير، أى اختيارات المستخدمين، هى ما تصنع الترند وتمنح صانع المحتوى الشهرة والانتشار والمال، وهو ما يعنى أن المستخدم مقبل على هذا النوع القبيح، وهو ما يستوجب معرفة الأسباب، لا قص الأفرع، ليظهر غيرها، إن لم يكن غداً، فبعد غدٍ. المطالبة بفصل التخصصات، أو بمعنى آخر علاج الأسباب الحقيقية، لا إقحام المؤسسات الدينية لتعالج مشكلات الطب والمحاسبة والموسيقى والهندسة والصحافة والسباكة والتعليم والميكانيكا والبرمجة والنجارة والصيدلة والطبخ وعلوم الفضاء والإسعاف، ليس موقفاً من الدين، بل احترام للدين، والتوقف عن استخدامه فزاعة، وحجامة، ومسكن، ومهدئ، وذلك هروباً من مواجهة «الفيل فى غرفة».

الفيل فى الغرفة يخبرنا على مدار الساعة عن الحقيقة الواضحة التى يتم تجاهلها وعدم معالجتها، والخطر الحقيقى الحاصل، والذى تتجنب الغالبية التحدث عنه.. وللحديث بقية.

arabstoday

GMT 06:18 2025 السبت ,09 آب / أغسطس

غياب الساحل الطيب

GMT 06:10 2025 السبت ,09 آب / أغسطس

اللحظة الساداتية مرة أخرى

GMT 06:09 2025 السبت ,09 آب / أغسطس

أسئلة سلاح حزب الله

GMT 06:08 2025 السبت ,09 آب / أغسطس

ترامب يستطيع

GMT 08:45 2025 الخميس ,07 آب / أغسطس

شاعر الأندلس لم يكن حزيناً

GMT 08:35 2025 الخميس ,07 آب / أغسطس

الرهان الأخير في حرب السودان

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفيل في الغرفة الفيل في الغرفة



إليسا تتألق بفستان مرصع بالكريستالات وتخطف الأنظار بإطلالات فاخرة

جدة ـ العرب اليوم

GMT 06:33 2025 الجمعة ,08 آب / أغسطس

إصابة 11 سائحا في حادث مروع شرقي مصر

GMT 06:39 2025 الجمعة ,08 آب / أغسطس

وفاة الفنان سيد صادق عن عمر يناهز 80 عامًا

GMT 06:26 2025 الجمعة ,08 آب / أغسطس

العاصفة إيفو تقترب من سواحل المكسيك

GMT 08:45 2025 الخميس ,07 آب / أغسطس

شاعر الأندلس لم يكن حزيناً

GMT 05:57 2025 الجمعة ,08 آب / أغسطس

هزة أرضية ثانية تضرب الإمارات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab