قوة الدعاء

قوة الدعاء

قوة الدعاء

 العرب اليوم -

قوة الدعاء

بقلم : أمينة خيري

أحب الدعاء كثيرا. أعتبره راحة روحانية وشكلا للدعم النفسى فى كل الأوقات. يروج البعض لمعلومة خاطئة، ألا وهى أن الدعاء يرتبط بدين بعينه، أو أنه عبادة لا مثيل أو شبيه لها إلا فى هذا الدين. كل إنسان على وجه الأرض يدعو الله بطريقته. هناك من يدعو بحسب بروتوكول معين، ويتخذ وضعية جسدية تعلمها، ويردد كلمات وعبارات وجملا يقرأها من كتاب أو حفّظها له المعلم أو أهله أو رجل الدين فى دار العبادة، ومنهم من يدعو بقلبه، أو يدعو بكلمات يختارها ويعتبرها معبرة عما يدور فى عقله وقلبه.

أرى أن كلمة السر فى الدعاء هى القلب. ومع احترامى لكل منظومات الدعاء، وكل من يرى أن الدعاء له قانون واحد صارم جامد، أقول إن الدعاء بالنسبة لى هو حديثى إلى الله بحسب ما يجول فى قلبى وعقلى. أحيانا أخشى أن يتحول ما يدور فى عقلى وقلبى إلى موضوع إنشاء، أو حتى نص بديع لم أشارك فيه إلا بقراءته أو حفظه. المسألة لا تتعلق بجودة نص الدعاء من عدمها. فقط أخشى أن أتحول إلى «ناقل أمين» بدلا من أن أكون «معبرا صادقا».

جميل جدا أن أدعو لنفسى وآخرين بالصحة والنجاح والتوفيق وراحلة البال، لكن الأجمل أن أدعو بما أتمنى لهم حقا، سواء ما سبق من أمنيات جميلة أو أضيف لها أو غيرها.

ومنذ طفولتى، عجزت عن فهم الأسباب التى تدعو شخصا متدينا مؤمنا تقيا خاشعا زاهدا ورعا لا إلى الدعاء لنفسه ومن يحب بكل ما هو جميل، بل الدعاء على من لا يحب بأن يضربه الضعف وينال منه المرض ويتمكن منه الفقر والبؤس والشقاء والبلاء، بل وتطور الأمر عبر السنوات إلى تخصيص فقرة الدعاء على آخرين بالخراب، والقول صراحة إن طريقنا – نحن المؤمنين المتدينين الخاشعين – إلى القوة والبأس والنصر هو خراب الآخرين ومرضهم.

سألت ذات مرة أحد الأقارب من كبار المتدينين فى الأسرة عن سبب الاعتماد على ضعف الآخرين حتى نقوى نحن، وكنت طفلة صغيرة، ويبدو أن الرجل داهمه شعوران متناقضان: الأول غضب شديد من مثل هذا السؤال الذى ربما يعكس استعدادا مبكرا لدى هذه الصغيرة للتفكير والعياذ بالله، والثانى غضب أقوى لأن مثل هذا الدعاء هو ما وجدنا عليه آباءنا، والخروج على ما وجدنا عليه آباءنا فيه خطر شديد ومحظور عميق. قال لى بلهجة صارمة: فقط ادعى وأنتِ ساكتة!.

أتمعن كثيرا فى الدعاء لدى أهل الأرض. أجد البعض يردد الدعاء كالببغاء، وكأنه واجب مدرسى عليه إنجازه حتى يشعر أنه لم يقصر. وجدت من يردد الدعاء باعتباره سلاح حرب سيقضى به على الأعداء.

ويظل الدعاء راحة للنفس، ومكملا غذائيا مهما للعمل والعلم والبحث، شرط أن يكون من القلب، لا اللسان، وحبذا لو لم يحمل قدرا وافرا من الكراهية للآخرين.

arabstoday

GMT 16:36 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

ملكة القنوات

GMT 16:36 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

السعودية وباكستان و«ضربة معلم»

GMT 16:35 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

نقش «سلوان» وعِراك التاريخ وشِراكه

GMT 16:33 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

السعودية وباكستان... تحالف جاء في وقته

GMT 16:31 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

أين تريد أن تكونَ في العام المقبل؟

GMT 16:30 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

افتح يا سمسم

GMT 16:29 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

مأزق الليبرالية البريطانية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قوة الدعاء قوة الدعاء



نقشات الأزهار تزين إطلالات الأميرة رجوة بلمسة رومانسية تعكس أناقتها الملكية

عمّان - العرب اليوم

GMT 11:05 2025 الجمعة ,19 أيلول / سبتمبر

شيرين عبد الوهاب أمام القضاء بتهمة السبّ والقذف

GMT 03:18 2025 السبت ,20 أيلول / سبتمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 06 سبتمبر/ أيلول 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab