وقت الحِكمة اليمانية

وقت الحِكمة اليمانية

وقت الحِكمة اليمانية

 العرب اليوم -

وقت الحِكمة اليمانية

بقلم : مشاري الذايدي

«أتاكُمْ أهلُ اليمَن، هُم أرَقُّ أفْئدَةً وأَلْيَنُ قُلُوباً، الإيمانُ يَمانٍ والحِكْمَةُ يَمانِيَّةٌ». وفي رواية أخرى: «الفقهُ يَمانٍ، والحكمةُ يمانيَّةٌ».

هذا النصّ النَّبوي الكريم من أشهر المفاخر التي يُمدح بها أهل اليمَن، وردت في «صحيح البخاري»، وغيره، وعلى هذا النصّ استند وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، في تعليقه المنشور على حسابه في منصّة «إكس»، قبل يومين من الأزمة اليمنية الحاصلة في الجنوب اليوم. وذلك حين كتب: «حان الوقت للمجلس الانتقالي الجنوبي في هذه المرحلة الحسّاسة لتغليب صوت العقل و(الحكمة) والمصلحة العامّة ووحدة الصف، بالاستجابة لجهود الوساطة السعودية-الإماراتية لإنهاء التصعيد».

وفي بيانٍ سابق لوزارة الخارجية السعودية قبل ذلك جدّدتِ المملكة موقفَها بأنَّ «القضية الجنوبية قضية عادلة ذات أبعاد تاريخية واجتماعية، ولن تُحلّ إلا عبر حوار يجمع الأطراف اليمنية كافّة على طاولة واحدة، ضمن مسار سياسي شامل يضمن الحل الشامل في اليمن».

قال العلَّامة ابن القيّم في تعريف الحِكمة: «فِعلُ ما ينبغي، على الوجهِ الذي ينبغي، في الوقتِ الذي ينبغي».

نعم قضيّة الجنوب عادلة وتاريخية وشرعية، لكنّ الحلّ يكون عبر الوقت الصحيح على الوجه الصحيح، وترجمة ذلك عملياً هي التراجع للخلف قليلاً حتى تنتهي هذه الأزمة المزعجة، ويعود النفَس الهادئ إلى رئة الحال اليمَني، ويُعاد تصويب الجهود نحو وِجهتها الصحيحة، وهي تخليص اليمن من الخطر الحوثي، وأيضاً خطر «القاعدة» و«داعش» وأمثالهما، أو بكلمة واحدة، تخليص اليمن من المشاريع الفكرية والسياسية الملغومة والعابرة للحدود التي تتصل بشبكات عالمية وقوى دولية.

يتمتّع اليمنُ بسواحل استراتيجية ومعابر بحرية دولية للتجارة والعبور، وفي داخله تنوّعٌ يُمكن البناءُ عليه لصالح الإنسان اليمني، ولصالح جواره، ألم يُوصف من قبلُ بأنّه اليمن السعيد؟!

لدى اليمن عناصر امتياز كثيرة، لكنّها -للأسف- مُعطّلة، بسبب تتابع الحروب والفِتن وضعف الإرادة الوطنية الجامعة، وتفرّق القوم ذات اليمين وذات الشمال.

جيران اليمن، وفي مقدمتهم السعودية، يريدون الاستقرار والازدهار له، وهذا عكس «الهراء» الذي يقوله بعض أنصار نظرية المؤامرة وشيطنة السعودية، فوجود الدولة التي تشغل الركن الجنوبي الغربي من الجزيرة العربية، ذات التاريخ العريق، والحاضر المأزوم، والمستقبل الموعود بالفُرص، أمرٌ حسَن وطيّب وحَميد، لأهل اليمن وجيران اليمن، بل للعالم أجمع، لأن شرايين التجارة البحرية تمرّ عبر اليمن (باب المندب وخليج عدن وبحر العرب).

من الخير اليوم لأهل الجنوب الإصغاء للدعوات الصادقة، بالرجوع إلى الحكمة وإعمال «الفقه» الحكيم، والتراجع عما جرى في حضرموت والمهرة، ولا يعني ذلك «شطب» قضية الجنوب، على العكس ربما يعني ذلك إعادة تفعيل الحوار اليمني-اليمني للوصول إلى كلمة سواء، وتخليص اليمن قبل ذلك أو في أثناء ذلك، من الخطر الحوثي... الأكبر. ذلك هو منطق «الحِكمة».

arabstoday

GMT 08:47 2025 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

لا فوضى في النضال

GMT 08:43 2025 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

كيف للجنوب اليمني أن ينفصل؟

GMT 08:08 2025 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

القضايا العربيّة ونهاية العلاج الأوحد المزعوم

GMT 08:06 2025 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

«أرض العرب» في «عصر نتنياهو»!

GMT 08:01 2025 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

العام 2025... رغم أهواله لكنَّه أبو الذكاء الاصطناعي

GMT 07:56 2025 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

حكومة ستارمر والسلطة الرابعة

GMT 07:54 2025 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

الهزيمة حين تنتحل النصر

GMT 07:30 2025 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

لؤلؤة في كمبردج

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وقت الحِكمة اليمانية وقت الحِكمة اليمانية



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 07:03 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

غارات إسرائيلية تستهدف مخيمات وسط غزة

GMT 07:17 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي شرق مدينة غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab