وزير يغني ووزيرة تعرض الأزياء

وزير يغني ووزيرة تعرض الأزياء

وزير يغني ووزيرة تعرض الأزياء

 العرب اليوم -

وزير يغني ووزيرة تعرض الأزياء

بقلم - إنعام كجه جي

يسمونها القوة الناعمة. وهي في رأي كثيرين القوة الأمضى. مهمتها تهذيب النفوس وانتشال العقل من منزلق الجهل. هذا الذي يغذّي الكراهية والتطرف. عن الثقافة أتحدث.
ومناسبة الحديث وقائع عدّة قد لا يربط بينها رابط. منها تسجيل انتشر لوزير الثقافة التونسي الجديد، وليد زيدي، وهو يستقبل في مكتبه مراهقين يحبون الموسيقى. يحتضن الوزير عوداً ويعزف ويدندن معهم أغنية شعبية شائعة. إن من اعترضوا بالأمس على توزير مثقف ضرير هم الذين يسخرون اليوم من غنائه. يسمونه «سيد مكاوي». وهي، لو يعلمون، تزكية وليست شتيمة. إنما لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون. ولا الذين يعملون والذين لا شغل لهم سوى الثرثرة ووضع العصي في الدواليب.
بالتأكيد، لا تتوفر لوزير الثقافة التونسي الميزانية المتاحة لوزيرة الثقافة الفرنسية، مثلاً. حصلت روزلين باشلو على ملياري يورو إضافية لدعم القطاع الثقافي. مسارح ومكتبات ودور عرض ونشر تضررت بسبب «كورونا». مبلغ يدير الرأس. لا تحلم به وزارات دفاع وداخلية في دول أخرى. لكن روزلين وزيرة مقاتلة. ظهرت على شاشة التلفزيون في البرنامج الترفيهي «ملكة التسوق». ارتدت حذاء عالي الكعب فاقع الزرقة وتهادت مثل عارضة أزياء. ولم ينتقد الفرنسيون وزيرتهم التي تجاوزت السبعين ربيعاً.
مليارا يورو. وفي العراق يصرخ المثقفون مطالبين بترميم مسرح بغداد. لا حياة لمن تنادي. منزل قديم متواضع احتضن لسنوات طوال فرقة المسرح الفني الحديث. وما أدراك ما هي؟ مدرسة وطنية تقدمية كان من بين أساتذتها فنانون كبار. إبراهيم جلال. يوسف العاني. زينب. سامي عبد الحميد. ناهدة الرماح. قاسم محمد وعوني كرومي. تحول المسرح الصغير الذي وقف عليه هؤلاء إلى حطام ومزبلة.
من نيوزيلندا، أطلق المخرج فاروق صبري نداء إلى المثقفين العراقيين الموزعين في بلاد اللجوء والهجرة. كل واحد يتبرع بدولار واحد لإعادة الحياة لمسرح بغداد. وبغداد لا تنقصها الفلسات والدولارات. وحرامي بغداد سرق المليارات. لكن قرار إحياء مركز من مراكز التنوير يحتاج عقلية لا تعشش في الظلام.
الثقافة هي الحل. وما دمنا في العراق فإن جدلاً يدور حول مصير الأوراق المخطوطة لبدر شاكر السياب. وبدر ليس شاعراً عراقياً فحسب، بل قامة عربية رائدة. وأساس الجدل كلام للسيد غيلان، نجل الشاعر، أشار فيه إلى تفكيره بإهداء ما تبقى لديه من مخطوطات والده وكتبه التي نشرت مطبوعة، إلى مكتبة الكونغرس. صاح الصياحون: لماذا نفرط فيها للأميركان ولا تشتريها وزارة الثقافة العراقية؟
أميركا عدوتنا منذ فتحنا أعيننا على الدنيا. لكن أكثر من نصف آثارنا محفوظ في متاحف أعدائنا الغربيين. مسلة حورابي في «اللوفر». بوابة عشتار في متحف برلين. ذهب ملكات بابل ونينوى في المتحف البريطاني. جدارية آشور ناصر بال في نيويورك. وللإنصاف فإن حسن ناظم، وزير الثقافة الجديد، سافر إلى الولايات المتحدة بهدف التفاوض على استرداد بعض القطع الأثرية المسروقة في الماضي. أما المنهوب في الحاضر فيطول حديثه.
نعيدها ونهملها وقد تتعرض للتخريب بأيدي التكفيريين أم نتركها معززة مكرمة لديهم؟ هات عودك الرنان يا سيدي الوزير وغنّ: «طالعة من بيت أبوها رايحة لبيت الجيران».

arabstoday

GMT 12:32 2025 الأحد ,08 حزيران / يونيو

أي رسالة إسرائيلية للعهد بعد غارات الضاحية؟

GMT 08:40 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 06:34 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المصريون والأحزاب

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وزير يغني ووزيرة تعرض الأزياء وزير يغني ووزيرة تعرض الأزياء



النجمات يتألقن ببريق الفساتين المعدنية في مهرجان الجونة 2025

الجونة ـ العرب اليوم

GMT 11:36 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

وائل جسار يكشف حقيقة رفضه ألبوم محمد فؤاد بسبب الأجر
 العرب اليوم - وائل جسار يكشف حقيقة رفضه ألبوم محمد فؤاد بسبب الأجر

GMT 01:41 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

زلزال بقوة 5.3 درجة يضرب مناطق إسلام آباد

GMT 08:32 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

استشهاد شخص باستهداف مسيرة إسرائيلية دراجة نارية جنوب لبنان

GMT 08:15 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

زلزال بقوة 4.5 درجات يضرب موغلا جنوب غرب تركيا

GMT 09:41 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

فضل شاكر في المحكمة وسط إجراءات مشددة

GMT 23:44 2025 الثلاثاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

6 مشروبات صحية ثبت علميا أنها تخفض مستويات السكر في الدم

GMT 02:27 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

كوريا الشمالية تطلق صاروخاً باليستياً

GMT 04:28 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الجيش الإسرائيلى يكشف عن هوية جثمان الرهينة الثانية

GMT 02:08 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

إلغاء مباراة برشلونة وفياريال في ميامي

GMT 04:16 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

إخلاء مبنى الكابيتول في وايومنغ بسبب عبوة ناسفة

GMT 02:32 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الجيش الأوكراني يستهدف مصنع كيماويات جنوبي روسيا

GMT 02:05 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تراجع مخزونات النفط في الولايات المتحدة

GMT 01:58 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

زلزال يضرب سواحل الإكوادور بقوة 5.6 درجة

GMT 02:34 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الصين تتهم أستراليا بـ"انتهاك جوي" في بحر الصين الجنوبي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab