غضبة كارلا

غضبة كارلا

غضبة كارلا

 العرب اليوم -

غضبة كارلا

بقلم - إنعام كجه جي

كارلا بروني عارضةُ أزياء إيطالية سابقة، وهي حالياً مغنيةٌ تقيم في فرنسا. تزوَّجت الرئيسَ الأسبقَ ساركوزي فتجدَّدت شهرتُها. تغيبُ وتظهرُ بإرادتِها وحسبَ المواسم. وقبل أيامٍ تجرَّأت وهاجمت صحيفةَ «ليبيراسيون» هجوماً قاسياً. وكتبت في موقعٍ للتواصل منشوراً، رمت فيه الجريدة بالعار، وهي جريدة أسَّسها الفيلسوف جان بول سارتر قبل نصفِ قرن... صحيفة نصفية مختلفة في أسلوبها، شهيرة بتحررها. كنت ترى أحدهم يتأبَّطُها، أيام الورق، فتعرف أنَّه حداثيّ أو من أهل اليسار.
سببُ الغضبةِ الكارلوية ممثلٌ شابٌّ عربيُّ الأصل يُدعى سفيان بن ناصر. نشرت «ليبيراسيون» صورتَه بالحجم الكبير على صفحتها الأولى، مع عنوان يقول إنَّه متَّهمٌ بالاغتصاب. ما علاقة مدام ساركوزي بالموضوع؟ حلقة الوصلِ هي أختُها فاليريا بروني. مخرجةٌ سينمائيةٌ غارقةٌ في حبِّ الممثل العربي بطل «أشجار اللوز»، آخر أفلامها. إنَّ الصحيفة تتَّهم فاليريا بحمايةِ سفيان بن ناصر الذي يواجه مشكلاتٍ مع العدالة. التحقيقُ جارٍ معه في قضايا عنفٍ واغتصاب ضد أربعٍ من شريكاته السابقات. وهو ينفي التُّهمَ كلَّها. إنَّ اغتصابَ شريكةِ الحياة ما زال قيدَ التعريف.
في مهرجان «كان» الأخير لقي «أشجار اللوز» نجاحاً طيباً. تمَّ ترشيحُ بطلِه لجائزة أفضل ممثل في حفل «سيزار» للسينما الفرنسية، لكنَّ جمعياتٍ نسائيةً تحثُّ على مقاطعة الفيلم، وتطالبُ بسحب ترشيح بن ناصر للجائزة. فمنذ هبَّةِ حركة «مي تو» لفضح المتحرشين والمغتصبين تحرَّرت لغةُ الكلام. ورطةٌ كبيرةٌ تحاصر رجالاً مشاهير في ميادين السينما والرياضة والسياسة.
المخرج رومان بولانسكي ليس أولَ المتهمين، ولن يكون ألان كاتنان آخرهم. وكاتنان نائبٌ فرنسيٌّ شابٌّ وسياسيٌّ صاعد، تعرَّضت مسيرتُه لعثرة كبرى. فقد ذهبت زوجتُه إلى مركز الشرطة، وحرَّرت بلاغاً بأنَّه صفعها. لا امرأة تسكت ولا صفعةٌ تُغتفر.
يحدثُ هذا حين كانَ نوابُ البرلمان الفرنسي يسهرون حتى منتصف ليل الخميس الماضي، لدراسة قانونٍ خاصٍّ بالعنف الزوجي يسمح بعقوبات أكثر تشدداً. موضوعٌ باتَ حرجاً بعد أن لقيت 122 امرأة حتفَها في العام الماضي بيد شريك حياتِها؛ يعني ماتت. والعام الحالي لم ينتهِ بعد، لكنَّ عددَ القتيلات في فرنسا 100. والقاتل هو الزوجُ أو الطليقُ أو العشيق. ورغم بشاعة الواقع، فقد تجادلَ النوابُ طويلاً ما بين مؤيد ومعارض. انتهى التصويتُ لصالح القرار بفارقِ صوتٍ واحد.
كارلا بروني تصف «ليبيراسيون» بأنَّها باتت مطبوعةً فارغةَ المحتوى تعيش على أمجاد الماضي. وهو اتهامٌ جريء من مغنية شبهِ هاوية في حق رمز إعلامي له وزنُه. نشرت تقول إنَّ الصحيفة شهَّرت بسفيان بن ناصر، وأصدرت حكماً عليه قبل انتهاء التحقيق. «صلبته على صفحتها الأولى». وبهذا فإنَّها ضربت بأحدِ أسس الديمقراطية عرضَ الحائط؛ إذ إنَّ المتهمَ بريءٌ حتى تثبت إدانتُه.
تساند كارلا أختَها فاليريا. وفي الوقت نفسِه تعلن وقوفَها مع النساء ومع كل الضحايا. تقول إنَّه ليس من العدل أن نريحَ الضحايا من أوجاعهن بخلق ضحايا جددٍ بشكل تعسفيٍّ ووحشي. مع هذا فإنَّ هناك من يرى أنَّ مدام ساركوزي سيدةٌ مرفَّهةٌ مسنودةٌ بثروتها. لا تدري بهموم زوجاتِ العاطلين والمدمنين. وهي تخون بناتِ جنسها بدفاعِها عن مغتصبٍ حتى لو كان فناناً موهوباً، ثم إنَّ العنفَ الواقع على المرأة ليس قضيةً محلية بل عالمية. وحين اهتزَّت مصرُ، أخيراً، لمصرع ثلاث شابات، كانت هناك ثلاث مراهقات يقتلن في فرنسا بفارق أيام.

arabstoday

GMT 11:02 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

اعترافات ومراجعات (51) الهند متحف الزمان والمكان

GMT 10:54 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

حسابات المكسب

GMT 10:51 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

منير وشاكوش وحاجز الخصوصية!

GMT 10:47 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الضربة الإيرانية

GMT 04:18 2024 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

سفير القرآن!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غضبة كارلا غضبة كارلا



GMT 15:09 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره
 العرب اليوم - النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 18:03 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
 العرب اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"

GMT 19:40 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط في شمال قطاع غزة

GMT 08:50 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

إسرائيل تقصف مواقع لحزب الله بجنوب لبنان

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

مقتل 7 أشخاص وإصابة 15 آخرين في حادث سير بالجزائر

GMT 09:16 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

حرائق في منشآت طاقة روسية بعد هجمات أوكرانية

GMT 18:11 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

أيهما أخطر؟
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab