سبابات على المائدة
مجلس الأمن يبحث تثبيت وقف إطلاق النار في غزة وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الانخفاض مجلس الوزراء اللبناني طالب الدول الضامنة بالضغط باتجاه تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية مع إسرائيل مجلس السيادة في السودان ينفي وجود مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بين الجيش وقوات الدعم السريع في واشنطن دولة الإمارات تدين مصادقة الكنيست الإسرائيلي على مشروعي قانونين لفرض السيادة على الضفة الغربية المحتلة نتنياهو يشيد بدور ترامب في التعاون مع الدول العربية للمساعدة في إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين من غزة أحياء وزير الخارجية القطري يؤكد ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية لضمان تطبيق اتفاق غزة بما يحقق السلام المستدام والاستقرار في المنطقة ألوية العمالقة في اليمن تعلن ضبط سفينة إيرانية محملة بأسلحة ومنتجات إيرانية كانت متجهة إلى الحوثيين قرب باب المندب وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر يقول إن الولايات المتحدة هي أعظم صديق لإسرائيل ويعبّر عن امتنانه لإدارة ترامب على دعمها المستمر زلزال بقوة 4.5 درجة يضرب جزيرة رودس اليونانية
أخر الأخبار

سبابات على المائدة

سبابات على المائدة

 العرب اليوم -

سبابات على المائدة

إنعام كجه جي
بقلم - إنعام كجه جي

كان ذلك منذ دهر، قبل امتلاكي هذا الإبليس الصغير الذي كان يُسمى النقال أو الجوال. دعيت إلى مطعم في عمان وكان إلى المائدة المجاورة أسرة من معارف صاحب الدعوة. تبودلت التحيات والسلامات وجلس كل في مكانه. ولفت انتباهي أن الداعي وضع هاتفه طوع بنانه، يأكل وعين في الطبق وعين على الشاشة. ثم وصلته رسالة نصية من صديقه في المائدة المجاورة. ضحك وقرأها علينا: «ما شاء الله نازل في المقلوبة وكأنك تطلبها بثأر». وسرعان ما رد صاحبنا على صديقه وكتب له: «وأنت ما شاء الله ما قصرت مع اللبن الرائب... كأنك عطشان بالولادة». بقيت مثل الطرشاء في الزفة. مائدتان يفصل بينهما شبر. لماذا لا يتبادلان الكلام بالصوت الحي؟

اليوم صارت الهواتف على كل الموائد وفي كل الجيوب. وسمعت بمطاعم تطلب من الزبون ترك الهاتف عند الباب. إنه يشغل الانتباه عن الجلساء والأصحاب. يغوص كل منهم في شاشته، ينقر بسبابته باحتراف عالٍ وكأنه في مسابقة للرقن على الآلة الكاتبة. أصدقاء وأقارب وأحبة يلتقون لكنهم ينصرفون عن بعضهم البعض. يزدردون الطعام بشكل آلي. لا يشعرون بالمذاق. تتنافس أسنانهم في المضغ مع سباباتهم في اللمس الخاطف.

وضع بات يقلق كبار الطهاة في فرنسا. يسهر هؤلاء من أجل ابتكار وصفات ومذاقات جديدة. يجتهدون لكي يقدموا للزبون طبقاً مرسوماً مثل لوحة تشكيلية. العين تأكل قبل الفم لكن السبابة تفسد دفء الاجتماع. تبعثر اجتماع الأبناء والأحفاد حول صينية الوالدة. بينهم من يمسك الهاتف بين راحتيه وينقر بالإبهامين معاً. يعترف بأن تبادل الرسائل النصية أثناء الاجتماعات العائلية عادة غير محمودة، تكاد تقترب من قلة الأدب. لكن لا أحد مستعداً للتمتع باللحظة الحميمة الراهنة والفكاك من جاذبية الشاشة.

جاء في إحصائية نشرها مركز متخصص في مراقبة العادات الغذائية أن فرنسياً من كل ثلاثة يستخدم هاتفه على المائدة. الإبليس الصغير حاضر في كل الوجبات، لا سيما لدى الشريحة العمرية بين 18 و34 عاماً. يستحيل الجلوس للطعام بدونه. يحدث هذا في فرنسا، الأمة التي تتباهى على جيرانها الأوروبيين بأنها ما زالت ملتزمة بتقليد الوجبات اليومية. ثلاث وجبات في مواعيد محددة. كان ذلك قبل أن تستيقظ السبابات والإبهامات وتروح تصول وتجول.

والسبابة، في معجم اللغة، هي الإصبع بين الإبهام والوسطى. سُميت كذلك لأنهم كانوا يشيرون بها في السب والمخاصمة. وطبعاً فإن الهاتف الذكي لا يحتاج منك لكل سبابتك بل للأنملة، وجمعها أنملات وأنامل وهي رأس الإصبع. لم يعد هاتفك يسرق النوم من عينيك في الليالي، فحسب؛ لقد حل ضيفاً في الطبق، يقضم من وقت الأكل ومن خبز الآكلين. تقول دراسة حديثة إن للهاتف تأثيراً ضاراً على الشهية وعلى الألفة بين البشر. يومض فينفر صاحبه عن المائدة، كأنما لدغته عقرب، متحججاً بأنها مكالمة ضرورية أو اتصال من العمل. يؤكدون لك أن من يتبادل المكالمات خلال الطعام يسرف في الأكل بدون انتباه. يبتلع أي شيء بدون تلذذ.

وصف الفيلسوف والمؤرخ الفرنسي ميشيل سير (1930 - 2019) هذا الجيل بأنه «جيل السبابات». نشأ شباب الرقمنة وهم يديرون كل معاملاتهم بالهاتف. يسجلون في الجامعات والنوادي، يثرثرون مع الأحبة، يواعدون الطبيب، يراجعون الحساب المصرفي، يحجزون رحلات السفر، يطلبون ثيابهم وأحذيتهم الرياضية... كله في الشاشات. ومنها يرسلون قبلات وقلوباً حمراء لأمهاتهم من بعيد. ما عادت هناك حياة خارج «السمارتفون»، إدمان العصر وجاسوس الزمان.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سبابات على المائدة سبابات على المائدة



إليسا تخطف الأنظار بإطلالات تجمع بين الأناقة والجرأة

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 07:26 2025 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

نادين الراسي ترقص بعفوية في دبي وتكشف سر الـ Six pack
 العرب اليوم - نادين الراسي ترقص بعفوية في دبي وتكشف سر الـ Six pack

GMT 07:07 2025 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

التحقيق مع فضل شاكر مستمر واسقاط بعض التهم

GMT 07:26 2025 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

نادين الراسي ترقص بعفوية في دبي وتكشف سر الـ Six pack

GMT 21:52 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

طقوس صباحية بسيطة لدعم صحة الكبد تشمل احتساء القهوة

GMT 15:33 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الأرجنتين: تصويت مصيري وتدخل أميركي

GMT 15:49 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

سوريا الأستاذ وديع

GMT 20:28 2025 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي تعلن رسميًا زواجها بعد جدل الوثيقة المسربة

GMT 07:03 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

سريلانكا بين الجبال والبحار تجربة سياحية لا تُنسى
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab