كأنها صيغة للاعتذار

كأنها صيغة للاعتذار

كأنها صيغة للاعتذار

 العرب اليوم -

كأنها صيغة للاعتذار

بقلم: سليمان جودة

ربما لا ينتبه البعض منّا إلى أن مذكرة الاعتقال التى صدرت فى حق نتنياهو صدرت مذكرة مثلها فى حق الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، ولم يكن بوتين هو أول واحد تصدر مذكرة اعتقال كهذه فى حقه، كما أن نتنياهو لن يكون الأخير.. فمن قبل كانت مذكرة مماثلة قد صدرت فى حق الرئيس السودانى عمر البشير وقت أن كان فى السلطة، ولكن لم يتم ضبطه ولا إحضاره رغم أنه سافر بعد صدور المذكرة أكثر من مرة.

وعندما امتنع بوتين عن الذهاب إلى قمة البريكس التى انعقدت فى جنوب إفريقيا، قيل إنه لم يذهب خشية القبض عليه استجابة للمذكرة التى تتهمه بقتل وتهجير أطفال أوكرانيين، وقد قيل وقتها كلام على لسان وزير العدل الجنوب إفريقى يؤكد هذه الخشية، فلما أراد الرئيس الروسى أن يبدد كل ظن حول المسألة سافر بعد القمة خارج روسيا، ولم يتم ضبطه ولا إحضاره، وعاد إلى بلاده كما غادرها!.

فما المعنى؟.. المعنى أن الأخذ بالمذكرة على الشخص الصادرة فى حقه يظل دائمًا فى حاجة إلى إرادة دولية لا إلى مجرد إرادة على مستوى الدولة التى يزورها أو يتواجد فيها هذا الشخص. ولذلك، فإن مذكرة المحكمة تبدو وكأنها صيغة للاعتذار لا أكثر.. صيغة اعتذار من جانب المجتمع الدولى عن أنه لم يستطع وقف حرب الإبادة الإسرائيلية على الفلسطينيين فى قطاع غزة.

فالحرب دخلت عامها الثانى فى السابع من أكتوبر المنقضى، وكان المجتمع الدولى باستثناء أمريكا ودول معدودة يحاول على مدى السنة وقفها بأى طريقة، ولكن جهده فى هذا الطريق كان يخفق فى كل مرة.. وربما لم يظهر هذا المجتمع الدولى عاجزًا عن فعل شىء كما ظهر فى مواجهة هذه الحرب بالذات.

ورغم أن للمحكمة مُدعيًا عامًّا اسمه كريم خان، ورغم أن فيها عددًا من القُضاة الدوليين الكبار، فإنها عندما تأخذ خطوة كالتى أخذتها تجاه رئيس حكومة التطرف فى تل أبيب وتجاه وزير دفاعه السابق تظل تعبّر عن مجتمع دولى بكامله، لا عنها هى كمحكمة من مقرها فى قصر السلام فى هولندا.

فلا يجوز أن ننسى أنها جهاز من بين الأجهزة القضائية لمنظمة الأمم المتحدة، التى تضم ١٩٨ دولة فى عضوية جمعيتها العامة، وعندما يخرج عنها شىء فهذا الشىء يتكلم بلسان المجتمع الدولى فى الغالب، إلا أن يخرج من مجلس الأمن الذى يسيطر عليه الخمسة الكبار.

فى هذا الإطار يمكن النظر إلى مذكرة المحكمة، وبغير أن نكون قد ابتعدنا عن الواقع بأكثر مما هو لازم.

arabstoday

GMT 10:33 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

الحملة على عبدالنّاصر: استهداف لمصر ودورها

GMT 18:15 2025 الثلاثاء ,06 أيار / مايو

الجامعات الأوروبية.. هل انتهى الاستشراق؟!

GMT 18:13 2025 الثلاثاء ,06 أيار / مايو

مِن رَوَائِعِ أَبِي الطَّيِّب (46)

GMT 18:10 2025 الثلاثاء ,06 أيار / مايو

خطأ أى مسيحى لا يسىء للمسيحية

GMT 18:09 2025 الثلاثاء ,06 أيار / مايو

الفروسية من أجمل المسابقات الرياضية

GMT 18:07 2025 الثلاثاء ,06 أيار / مايو

علاقة خاصة بالبيتزا الإيطالية

GMT 09:34 2025 الثلاثاء ,06 أيار / مايو

هل يمتلك الغَزّيون قرار الاستسلام ؟!

GMT 09:17 2025 الثلاثاء ,06 أيار / مايو

لماذا فاز البلشى فى نقابة الصحفيين؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كأنها صيغة للاعتذار كأنها صيغة للاعتذار



النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 12:17 2025 الثلاثاء ,06 أيار / مايو

شريف منير يوضح أسباب غيابه عن الساحة الفنية
 العرب اليوم - شريف منير يوضح أسباب غيابه عن الساحة الفنية

GMT 02:13 2025 الثلاثاء ,06 أيار / مايو

الحرب اللامرئية

GMT 05:50 2025 السبت ,03 أيار / مايو

حل أزمة مسلسل أحمد رزق وعرضه قريباً

GMT 00:44 2025 الإثنين ,05 أيار / مايو

اعتقال قيادي بـداعش في ريف دير الزور
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab