بقلم : فاروق جويدة
ارتفعت معدلات الهجرة إلى خارج إسرائيل، وهى لم تُعلن أعداد المهاجرين منها منذ حرب غزة. هناك أسباب كثيرة كانت وراء الهجرة، أهمها خسائر القتلى فى الجيش، ورفض الاحتياط المشاركة فى الحرب، وإصرار المقاومة على استمرار المواجهة. وقبل ذلك كله، إن الاقتصاد الإسرائيلى يتحمل أعباءً تتجاوز قدراته. إن أطماع نيتانياهو ورغبته فى البقاء فى السلطة فرضت على الشعب الإسرائيلى حربًا أكبر من قدراته، خاصة أن الجيش الإسرائيلى لا يحتمل كل هذه المعارك ما بين غزة والضفة وإيران ولبنان وسوريا واليمن. إن إسرائيل تحتاج للجيش الأمريكى لتكمل مهمتها، وسوف تشهد إسرائيل هروبًا جماعيًا من الجيش، وبدلًا من أن تضع خططًا لتهجير الفلسطينيين من غزة، فإن الأزمة ستكون هجرة اليهود وعودتهم إلى البلاد التى جاءوا منها. كثير من الكُتاب والمفكرين فى العالم اكتشفوا هذه الحقيقة مبكرًا: إن إسرائيل دولة بلا مستقبل، ويبدو أن الزمن لم يعد فى مصلحتها رغم أنها راهنت عليه كثيرًا. حين تُعلن إسرائيل خسائرها فى الحرب، سوف تتكشف الحقيقة عن خسائرها فى البشر والاقتصاد والسلاح وأعداد المهاجرين الذين هربوا من الحرب... والبقية تأتي. إن الوحشية التى أسرفت فيها إسرائيل مع أهل غزة سوف يكون ثمنها باهظًا، فقد خسرت فى الداخل، وخسرت إقليميًا، وخسرت عالميًا... هناك إسرائيل أخرى غرقت فى دماء غزة.