بقلم : فاروق جويدة
• فى وصية قداسة بابا روما «البابا فرنسيس» أن تتحول سيارته القديمة إلى مستشفى صغير لعلاج أطفال غزة المصابين.. عند مراجعة أرصدة وحسابات البابا فى البنوك، لم يجدوا شيئًا، فالرجل خرج من الدنيا دون أن يملك فيها شيئًا، رغم أن أملاك الدنيا كانت تحت يديه، وقد رفض فى حياته أن يسكن الفيلات، وعاش فى شقة قديمة لم يغيّرها..
• عندما مات صلاح الدين الأيوبى، تجمع كبار قادة جيشه حول خزينة صغيرة، وتصوروا أن فيها أموالًا وممتلكات القائد العظيم، وفتحوا الخزينة، فوجدوا فيها درهمًا واحدًا وكيسًا من التراب، وعليه كتب وصيته: «ما دخلت معركة فى سبيل الله إلا وأخذت منها بعض التراب، فانثروه على قبرى، عسى الله أن يغفر لى».. وقد ظل صلاح الدين ست سنوات كاملة فى حطين، ولم يدخل القاهرة..
• فى آخر لحظات حياته، كان خالد بن الوليد يناجى ربه ويقول: «لم يبقَ فى جسدى مكان إلا وفيه ضربة سيف أو طعنة رمح، والآن أموت على فراشى كما يموت البعير». وفى جنازته قال سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه: «عجزت النساء أن يلدن مثل خالد». وقد صدق. بعض الناس يتركون للحياة كل معانى العدل والترفع والكمال، ومنهم تستمد الحياة إنسانيتها..
• شاهدت على الشاشات قيصر روسيا بوتين، وهو يقدّم أكواب الشاى للصحفيين فى شقته بموسكو، كان بسيطًا متواضعًا، وهو يقدّم درسًا للآخرين.. أشياء تبدو صغيرة، ولكنها تحرك المشاعر..
• فى الحياة توجد الحدائق وتوجد الصحارى ويوجد الإنسان الراقى المترفع ويوجد الوضيع، وكل انسان يختار حياته..