بقلم : فاروق جويدة
انسحب فى هدوء بعد رحلة عطاء وصدق وتجرد، كان فيها نموذجا فى العلم والإيمان .. رحل شيخنا وصديقنا الجليل د. أحمد عمر هاشم، عرفته فى كل مراحل عمره أستاذا وعالما وصوتا من أصوات الإيمان والعقل والحكمة.. غاب عنا الشيخ الجليل الذى طالما ملأ الساحات حضورا وتأثيرا، كان من علامات الأزهر الشريف داعية ومسئولا وصاحب فكر، تنقل بين مناصب كثيرة أستاذا ومسئولا، وكان من أكثر الدعاة فى المؤسسة العريقة بريقا ووجودا وتأثيرا.
كان خطيبا ملهما، وكانت خطبه دستورا للإيمان والحكمة، وكان محبا لدينه رسولا وقرآنا ومنهجا، وصاحب دعوة دائمة للخير والعدل بين الناس، وكان يرفض التطرف فى كل شيء ويرى أن الإسلام طريق للهدى والرحمة.. كنت قريبا منه وأحمل له تقديرا للعالم والزاهد والمؤمن، وكثيرا ما كنت أتابع خطبه حيث تجد صدق الإيمان والزهد فى متاع الدنيا.
كان خطيبا مفوها تهتز على كلماته ولغته الرصينة الساحات والمنابر. وقد عاش آخر أيامه ورغم المرض كان يحرص دائما أن يظل حاضرا بفكره وخطبه وكلماته.. رحل العالم الجليل د. أحمد عمر هاشم، تاركا ذكرى طيبة لكل من أحبوه عالما وإنسانا، وكان علامة مضيئة من رحاب أزهرنا الشريف، وكتب شعرا جميلا فى سيرة نبينا عليه الصلاة والسلام...
إذا كان الشيخ الجليل قد رحل بجسده، فقد ترك لنا تراثا بديعا من الإيمان والفكر، وسوف نفتقد دائما د. أحمد عمر هاشم العالم والمفكر والعاشق لدينه ورسوله وقرآنه، وسوف يبقى بيننا صوتا من أصوات الحق والضمائر، وسوف نفتقد ـ نحن محبيه ــ أخلاقه الطيبة وإيمانه الصادق ووده للجميع .. فى الأزهر الشريف سلسلة ذهبية من علمائنا الأجلاء الذين ينبغى أن نحفظ ذكراهم وهى رصيد لأجيالنا القادمة..