بقلم : فاروق جويدة
بلا مقدمات جاء بيان الرئيس عبدالفتاح السيسى ومطالبته تدقيق النظر فى الانتخابات البرلمانية وما أحاط بها من ملابسات، حيث وضع الرئيس الجميع أمام لحظة تاريخية يصعب تجاوزها.. كانت صورة ما يجرى فى الشارع واضحة أمام الجميع، إن مصر أكبر بكثير من بعض الوجوه التى خاضت تجربة الانتخابات، وإن دخول المال فى الانتخابات شيء يتعارض مع أبسط قواعد الديمقراطية.. إن هناك صفحات مضيئة فى تاريخ البرلمان المصرى تاريخًا ورموزًا وقضايا، لقد شهد هذا البرلمان مواقف كانت تأكيدًا لقضايا الحرية، ولا يمكن أن تغيب عن البرلمان رموز الفكر والإبداع والثقافة، ويصبح المال والمال وحده سيفًا مصلتا على الرقاب.
إن كلمة الرئيس السيسى جاءت رفضًا واضحًا وصريحًا لإجراءات لم تتسم بالشفافية والنزاهة، وجاءت تعديلًا للمسار، واكتسبت أهميتها من أنها صدرت من رئيس الدولة..
كانت الانتخابات تجرى بصورة من العشوائية لا تتناسب مع وطن يسعى للحرية والأمن والاستقرار.. إن بعض التجاوزات التى شهدتها الانتخابات ومنها سطوة رأس المال والمضاربات فى شراء الأصوات وغياب رموز مصر الحقيقية، كل هذا كان مبررًا لإعادة النظر، وتأكد فى موقف رئيس الدولة الذى رفض هذا التجاوز الانتخابى وطالب بتعديل المسار..
فى مصر رموز يجب أن تتصدر المشهد أمام قضايا معقدة وتحديات تحتاج إلى برلمان يليق بشعبها.
وفى تاريخ مصر رموز كثيرة شرفت برلمانها، والآن هناك عشرات الرموز التى لا تجد الفرصة لكى تشارك بالفكر والعقل والحكمة..
إن موقف الرئيس لابد أن تترتب عليه توابع فى مؤسسات الدولة، لأنه لم يأتِ من فراغ، لكن هناك عيونا رصدت ما يجرى، وأن الشارع لن يقبل ما حدث، لأنه يريد انتخابات حرة ونزيهة..