بقلم : فاروق جويدة
من أسوأ الحوادث التى انتشرت فى المجتمع المصرى تلك الجرائم الوحشية التى نقرأ عنها هذه الأيام، حيث التحرش والاغتصاب والاعتداء على الأطفال بصورة افتقدت الإنسانية. إن الواضح أن لعنة الاعتداء على الأطفال قضية خطيرة أمام غياب الرقابة وخوف الأطفال. لقد اتسعت هذه الحوادث ووصلت إلى أطفال صغار، وهنا يجب أن تخضع هذه المآسى لدراسات نفسية وسلوكية؛ لأنها أمراض خطيرة، وهى ليست جرائم أمنية بل وقائع تهز أركان المجتمع سلوكا وأخلاقا ودينا. ولا بد من البحث عن أسبابها، فإذا كانت قد بدأت بتلميذ واحد فلا أحد يعرف عدد الضحايا الآن، وهذا يتطلب مراجعة المسئولين فى المدارس مع متابعة دقيقة لما يجرى بين التلاميذ، مع وضع العاملين فى الحراسات والوظائف حتى هيئة التدريس تحت رقابة صارمة. إن هذه الحالات الفردية تسيء لصورة المجتمع، ولنا أن نتصور حالة الضحايا الذين تعرضوا لهذه الجرائم. إن القضية أكبر من مجرد حدث عابر، ولكنها تحتاج إلى دراسة أسبابها؛ لأنها ظواهر مرضية تحتاج إلى علاج نفسى وأخلاقي، وأن يخضع المشاركون فيها لدراسة عميقة تحفظ كيان المجتمع وسلوكيات أبنائه؛ لأنها جرائم وحشية.
نحن أمام أطفال صغار، لا بد أن نوفر لهم الحماية، ونعاقب بحسم كل من شارك فى هذه الجرائم.. هناك جرائم فردية، وهناك جرائم تفسد المجتمع بكل طوائفه؛ لأنها تتسم بالوحشية، ويجب أن نتعامل معها بكل الحسم والجدية..
بقيت نقطة أخيرة حول دور الأسرة فى حماية أبنائها، وهذه مسئولية أخلاقية ودينية وسلوكية، خاصة مع انتشار هذه الجرائم أمام أفلام العنف والشذوذ، وهى متاحة الآن على مواقع التواصل الاجتماعي. إنها ميكروبات تنتشر فى كل مكان وتتطلب الكثير من الوعى والرقابة.