بقلم : فاروق جويدة
كان الأمير تركى الفيصل واضحًا وصريحًا وحاسمًا وهو يضع تصورًا واعيًا لمستقبل العلاقات بين العرب وإسرائيل ، وأن المملكة العربية السعودية لن تقبل التطبيع مع إنسان يقوم بحرب إبادة ضد سكان غزة. كانت تصريحات الأمير تركى الفيصل رسائل واضحة ليس فقط للكيان الصهيوني، ولكن للرئيس ترامب. إن تركى الفيصل ليس مسئولا سعوديًا عاديًا، ولكنه مسئول ذو مكانة خاصة فى سلطة القرار، فقد كان على رأس جهاز المخابرات السعودية، وله كلمة فى سلطة القرار. وتأتى أهمية تصريحات الأمير تركى الفيصل أنه يمثل حالة خاصة فى مستوى ردود الأفعال تجاه ما يجرى فى غزة من الإبادة والتجويع والاحتلال والمستقبل الغامض الذى يحيط بخطة التهجير والدولة الفلسطينية واجتياح الأراضى الفلسطينية.
إن تصريحات الأمير السعودى لقناة CNN وهجومه الشديد على ما يجرى من الجرائم فى غزة تحمل رسائل لأطراف كثيرة فى أمريكا وإسرائيل والدول العربية أمام حالة الصمت التى اتسمت بها مواقف كثيرة. إن الأمير تركى الفيصل وجه إدانات واضحة لكثير من الأطراف ودافع بقوة عن حق الشعب الفلسطينى فى أرضه، وإقامة دولته ، مع وقف خطط التهجير والتجويع والإبادة، وكان يتحدث باسم كل عربى يرفض العدوان الإسرائيلى الغاشم.
هناك حالة من خلط الأوراق والمواقف، ولا بد من كشف الحقائق وعلى المسئولين العرب مواجهة ما يجرى بمواقف أكثر إيجابية وحسمًا كما فعل الأمير تركى الفيصل لأن الأحداث تزداد شراسة وتآمرًا وتعقيدًا.
إن درجة الصراع فى المنطقة وصلت إلى أقصى وأسوأ مظاهر الوحشية والإرهاب، وتتطلب من الحكماء العرب مواقف جادة وحاسمة لمواجهة الطوفان.