بقلم : فاروق جويدة
لا أثق فى إسرائيل ولا أصدق أمريكا، وكثيرًا ما سقط ضحايا الوعود الكاذبة فى كل أنواع الجرائم التى تمتهن حياة الناس وأوطانهم. من العبث أن تصدق رجل أعمال قرر أن يمارس العمل السياسي، أو أن تصدق نيتانياهو، وهو إرهابى وقاتل محترف. إن حشود الجيش الإسرائيلى التى اقتحمت غزة لن تكون حشود سلام، فقد أعلن نيتانياهو أن الحرب لم تنتهِ، وأن قواته لن تترك غزة..
كانت أزمة الرهائن هى كل ما يريده الرئيس ترامب، وقد عادوا وأفرجت عنهم حماس، والآن لا شيء يهم إسرائيل، لأن السلاح متاح، والأموال تتدفق، ويمكنها أن تحارب سنوات. ماذا بقى فى غزة حتى تدمر إسرائيل مبانيها المهدمة؟ هل ما زال حلم التهجير ضمن خطط ترامب ونيتانياهو؟ وهل احتلال غزة — الأرض والوطن والقضية — أصبح هدفًا لمؤامرة أكبر؟
إن تجدد القتال فى غزة وإصرار إسرائيل على احتلالها وإخراج أهلها يؤكد أن مشروع إسرائيل الكبرى ليس وهمًا أو كلامًا، فإسرائيل تحارب فى غزة والضفة وسوريا ولبنان واليمن، ولا أحد يدرى إلى أى البلاد سيمضى هذا الحلم. إن إسرائيل لا تتراجع عن مشروعها، وكل الشواهد تؤكد أن موقف ترامب لا يختلف كثيرًا عن موقف العصابة فى تل أبيب..
إن إسرائيل لا أمن لها ولا ثقة فى القائمين عليها، فنحن أمام عصابة تحترف الشر والقتل والدمار. لقد تمادت إسرائيل فى جرائمها، ويبدو أنها لن تتراجع حتى لو وقّعت مليون اتفاق. القضية تشعبت وكبرت، وقد تتجاوز القضية الفلسطينية أو حرب غزة، فذلك الكيان المتوحش لن يكتفى بغزة أو الضفة، بل هو مشروع توسعى أُقيم فى قلب العالم العربى ليكون مصدر تهديد لكل الشعوب العربية.
لقد عادت إسرائيل تقتل أطفال غزة وتهدم ما بقى من بيوتها، فإسرائيل هى السرطان الذى أصاب الأمة العربية شعوبًا وأصحاب قرار..