بقلم : فاروق جويدة
رغم تقديرى الشديد لهيئة الأرصاد الجوية ونشراتها ، فإنها أصبحت مصدر خوف وتصيب الناس بحالة من الرعب، وهى تصدر البيانات وتحذر الناس وتغلق المدارس وتعطل مصالح المواطنين وتطلب منهم عدم الخروج والجلوس فى بيوتهم، وبعد ذلك لا تأتى العاصفة، ولا تنطلق السحابات السوداء.
إن ذلك يدخل فى سياسة تخويف الناس، ويحتار المواطن بين الخوف من فواتير الكهرباء أو فواتير الغاز أو القيمة الإيجارية للمساكن القديمة أو حوادث المرور أو عصابات تجارة المخدرات أو جرائم الاعتداء والتحرش على الأطفال فى المدارس، أو الأبناء الذين ذبحوا أمهم وطلبت منهم أن تتلو الشهادة وهى تلفظ أنفاسها بين أيديهم. وبعد ذلك، يجلس الناس فى بيوتهم خوفاً من السحابة التى جلست مصر كلها تنتظرها وأجلت الميعاد.. رفقاً بأعصاب الناس وحياتهم وجيوبهم وأمراضهم، لأن نسبة الأمراض النفسية والعصبية ارتفعت بين المصريين بسبب كل هذه الظواهر.
أغلق المصريون النوافذ وأطفأوا الأنوار ولم ينزلوا إلى الشوارع، وجلسوا ينتظرون السحابة ويتابعون أخبارها. قالوا إنها قادمة من صحراء سيوة، ولم تظهر، ولم تصدر أى أخبار تطمئن الناس من هيئة الأرصاد الجوية، وما زال المصريون فى بيوتهم ينتظرون السحابة، وقد تأخرت كثيرا.
هناك ضوابط وقواعد علمية تحكم عمل المؤسسات التى تراعى حياة الناس، وهيئة الأرصاد على رأس هذه المؤسسات من حيث أهمية وضرورة الدقة فى البيانات وتقلبات الجو والظروف المناخية، وهى معلومات تحكم أنشطة حساسة ابتداءً بحركة الطيران والملاحة وانتهاءً بالتغيرات المناخية، وخدمات النت التى لا تعمل، وحوادث المرور كل ساعة.. قليل من الدقة.