بقلم : فاروق جويدة
شارك العالم، كل العالم، فى جريمة غزة حين ترك إسرائيل تمارس كل أنواع القتل والدمار والجوع ضد الأطفال والنساء، وتدمر البيوت على أصحابها، وتهدم المدارس والجامعات والمستشفيات. إن إسرائيل قامت بأكبر جريمة إبادة فى العصر الحديث، ووقف العالم متفرجًا أمام المذابح التى شاركت فيها أمريكا مالًا وسلاحًا وتآمرًا.
لقد قامت إسرائيل بأكبر عملية اغتيالات ضد قيادات الشعب الفلسطينى فى غزة وطهران، وأخيرًا الدوحة، وأنهت بذلك كل أبواب التفاوض ووقف الحرب وعودة الرهائن.
لم يبق طريق لإنقاذ غزة بعد أن قامت إسرائيل بأكبر عملية اغتيالات ضد قيادات شعب يدافع عن أرضه وحقه فى الحياة. كيف نجحت إسرائيل فى تصفية القيادات الفلسطينية ما بين غزة ولبنان وإيران والدوحة؟ وكيف رصدت جميع القيادات فى أكثر من مكان؟ وما هى الأجهزة التى شاركت فى هذه العمليات القذرة من الطائرات وأجهزة الاستطلاع؟ وكلها جرائم دولية تمارسها الدول دون حساب من أحد.
لقد اغتالت إسرائيل السنوار، وزعيم حزب الله فى لبنان نصر الله، وحاولت فى الدوحة اغتيال عدد من فريق المفاوضات، وفى طهران اغتالت إسماعيل هنية، وقبل ذلك أحمد ياسين وعياش. إن ما حدث فى غزة جرائم دولية جمعت الأطفال والقادة والنساء والرجال، وكان ينبغى أن يشهد العالم محاكمات دولية لعصابة تل أبيب، وكل من شارك معها تآمرًا وتخطيطًا.
إن جريمة الدوحة تضاف إلى سجلات الوحشية التى تقوم بها إسرائيل بدعم أمريكي، وهى رسائل لأطراف أخرى يجب أن تتحسس رؤوسها قبل أن يأتى الدور على الثور الأبيض..، حان الوقت لإعادة النظر فى مواقف كثيرة يجب أن تكون مجالًا للبحث والحوار بين القادة فى العالم العربي، فقد فلت الزمام.
إن جريمة الدوحة على الرغم من وجود قاعدة أمريكية والدور القطرى سعياً للسلام اتهام صريح بخيانة أمريكا، وما حدث يمكن أن تشهده عواصم عربية أخرى.