بقلم : فاروق جويدة
كان للمخابرات الإسرائيلية وجهازها الخطير «الموساد» دور كبير فى الحرب الإيرانية ــ الإسرائيلية. كان أمرًا غريبًا أن تشهد إيران عملية اقتحام قُتل فيها قادة الجيش الإيرانى والمخابرات وعلماء المشروع النووى، ووصل الأمر إلى وجود مراكز للموساد فى إيران تخدم الجيش الإسرائيلى وتقدم الدعم العسكرى. إن ما حدث فى إيران ينبغى أن يكون درسًا لكل دول المنطقة، فقد انتشر عملاء إسرائيل فى مواقع كثيرة فى بعض تلك الدول، من السياسيين والإعلاميين ورجال الأعمال، وتداخلت المصالح المالية مع السياسية.
إن مخاطر اقتحام المخابرات الإسرائيلية بعض المؤسسات فى بعض دول المنطقة لا يقل فى خطورته عن كل ما حدث فى إيران، وعلى مؤسسات ومراكز الأمن القومى فى تلك الدول أن تستوعب درس إيران، وكيف نجحت إسرائيل فى اغتيال قادة إيران وعلمائها قبل أن تبدأ الحرب، فى السنوات الماضية جندت إسرائيل أبواقًا كثيرة، وهناك من لا يخجل من أن يعلن تأييده الكيان الصهيونى، على الشعوب أيضًا مسئولية وطنية فى أن تحافظ على أمنها القومى وتكشف العملاء فيها، لأن الحرب الآن لم تعد سلاحًا، لكنها أصبحت خداعًا مكشوفًا يبدأ بالكلمة وينتهى بالقتل، وفى درس إيران – وهى دولة كبرى – أكبر دليل على كشف المشروع الصهيونى.
لقد وصل الأمر فى إيران للكشف عن مصانع يديرها عملاء إيرانيون لتصنيع مسيّرات ووسائل دفاع لضرب إيران من الداخل .. تعد الحرب التقليدية هى القوة الضاربة فى ميادين القتال، ولكن هناك أسلحة جديدة أكثر دمارًا، ولم تعد السماء ملكًا لطرف واحد، لكننا أمام سماء مفتوحة لكل من يستطيع أن يمتلك مساحة منها، الحرب الآن صراع بين عقول تملك القدرات..أكثر من هذا، هناك أبواق تتعاطف مع إسرائيل فى حربها ضد إيران، وهذه كارثة.